غموض وجدل يلفان حادث وفاة ممرضة تعمل بالمستشفى الإقليمي لخنيفرة ويدفعان إلى إخضاع جثتها للتشريح الطبي

أحمد بيضي الأربعاء 9 أبريل 2025 - 13:20 l عدد الزيارات : 415994
  • أحمد بيضي

في حادث أليم لا تزال تفاصيله يكتنفها الغموض، خيم الحزن والصدمة على أوساط كثيرة بمدينة خنيفرة إثر وفاة مساعدة علاج بمصلحة المستعجلات بالمركز الاستشفائي الإقليمي، الممرضة أ. فاطمة، داخل منزلها، عشية الأحد 6 أبريل 2025، في واقعة وُصفت بداية باختناق في تسرب غاز البوتان، قبل أن تخيم أجواء التشكيك وتتسع دائرة التساؤلات، محدثة جدلا واسعا واستفهاما سريعا، فبين رواية “الوفاة بالغاز” و”الشكوك الخفية” وجد معارف الضحية وزملاؤها أنفسهم في قلب قضية رأي عام وتحركات مستفهمة.

الخبر نزل كالصاعقة، ليس فقط على أفراد أسرتها ومعارفها، بل على الجسم الطبي والتمريضي والنقابي بالإقليم، حيث كانت الراحلة نموذجا للأخلاق والإنسانية والتفاني في عملها، ما جعلها تحظى بالتقدير والمحبة، لكن ما كان يمكن أن يُسجل كحادث عرضي ومأساوي، انقلب إلى لغز حقيقي بعدما بدأت الشكوك تتسلل إلى الجهات الرسمية، وبدأت علامات الاستفهام تتناسل حول ملابسات الوفاة التي لم تعد تبدو واضحة المعالم، خاصة في ظل تواتر معلومات غير مؤكدة تتحدث عن وجود ما يفتح شهية الشبهات، وعدم منطقية “رواية الغاز” لدى البعض.

الأمر انقلب بسرعة، إذ بعد أن اعتمدت النيابة العامة في البداية على تقارير صحية رجحت فرضية التسرب الغازي، عادت لتأمر بإجراء تشريح طبي دقيق لجثة الضحية بمصلحة الطب الشرعي بالمستشفى الجهوي ببني ملال، من أجل كشف السبب الحقيقي للوفاة، وعدم استبعاد أي فرضيات أو احتمالات ممكنة، فيما جرت تحقيقات معمقة، تحت إشراف الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف ببني ملال، الذي أعطى تعليماته للقيام بكل التحريات الممكنة، في تنسيق تام مع وكيل الملك بابتدائية خنيفرة الذي يتابع تفاصيل الملف عن كثب في انتظار نتائج التشريح.

أحاديث متفرقة تتداولها ألسن المتتبعين لتطورات ملف الحادث تحمل في طياتها نوعا من الريبة والقلق، خصوصا في انتشار مجموعة من التساؤلات: من أبلغ السلطات بوفاة الهالكة؟ كيف تم نقلها للمستشفى الإقليمي؟ وهل فعلا تم العثور على مؤشرات مريبة بجسدها؟ هل حدث ضغط من جانب أحدهم للتعجيل بدفنها؟ هل حقا وقع خلاف في شأن أسباب وفاتها؟ هذه الأسئلة وغيرها وضعت الجهات المختصة أمام مسؤولية ثقيلة، ليس فقط لكشف تفاصيل الحادث، بل لضمان الشفافية وإنصاف روح الراحلة وأسرتها.

جنازة أ. فاطمة، التي شُيعت في موكب جنائزي مهيب ومؤثر، جسدت حالة الحزن الجماعي، لكنها في الآن ذاته أطلقت همسات قوية تطالب بترجمة الحقيقة وتطبيق العدالة، وتؤكد أن الوفاء للمعنية بالأمر لا يكتمل إلا بإجلاء الحقيقة كاملة دون نقصان، هي ليست مجرد واقعة عرضية تُطوى بمرور الأيام، بل اختبار حقيقي لضمير المجتمع، فكل روح تسقط في ظروف غامضة تستحق أن تُصان كرامتها بعد الموت، على الأقل لوضع حد للتكهنات والاحتمالات والتساؤلات التي تزداد اتساعا على مستوى الشارع ومنصات التواصل الاجتماعي.

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الثلاثاء 22 أبريل 2025 - 14:59

صندوق النقد الدولي يتوقع نمو اقتصاد المغرب…

الثلاثاء 22 أبريل 2025 - 14:49

المفتش العام للقوات المسلحة الملكية يقوم بزيارة عمل لدولة قطر

الثلاثاء 22 أبريل 2025 - 13:54

وزارة الفلاحة تتوقع 44 مليون قنطار من الحبوب خلال الموسم الفلاحي الحالي

الثلاثاء 22 أبريل 2025 - 13:16

سفيرة الاتحاد الأوروبي تؤكد من داخل معرض الفلاحة على متانة العلاقات بين الرباط وبروكسيل

error: