“اللحاق الدولي للجامعات والمدارس الكبرى”، في نسخته العاشرة، لتعزيز انفتاح الجامعة على محيطها السوسيو-اقتصادي

• أحمد بيضي

تحت شعار “طلبة اليوم، بناة الغد“، تستعد النسخة العاشرة من اللحاق الدولي للجامعات والمدارس الكبرى (RIDUGE) للانطلاق ما بين 17 و20 أبريل 2025، وهو الحدث الذي أضحى موعدا سنويا مرتقبا، لم يعد مجرد تحدٍّ رياضي، بل تحول إلى منصة تعكس حيوية الشباب المغربي وانخراطه في قضايا التنمية المستدامة، متماشياً مع الرؤية الملكية السامية التي تولي أهمية كبرى لدور الشباب في بناء مغرب الغد.

RIDUGE  هو أكثر من سباق، إنه تجربة حياتية متكاملة تصقل الشخصية وتغذي روح المواطنة، حيث يجمع برنامجه بين التحديات البدنية، الأنشطة الاجتماعية، والورشات الثقافية والابتكارية، كل مرحلة من اللحاق تشكل فرصة للمشاركين لاختبار قدراتهم والعمل ضمن فرق، والمساهمة في مشاريع ميدانية ذات بعد إنساني وتنموي، وجعل من الابتكار والعمل الجماعي في قلب الحدث.

ما يميز RIDUGE هو كونه فضاءً للإبداع وتبادل الخبرات بين طلبة الجامعات والمدارس الكبرى، سواء من داخل المغرب أو من خارجه، ويرمي أساسا إلى تحفيز التفكير الجماعي وتقديم حلول مبتكرة لقضايا معاصرة تهم الوطن، إنه تمرين عملي على القيادة، روح الفريق، وحلّ الإشكالات.

يندرج هذا المشروع الشبابي ضمن الدينامية الوطنية الكبرى التي تشهدها المملكة، والتي جعلت من البنية التحتية، الطاقة النظيفة، والتكنولوجيات الحديثة روافع حقيقية لتحقيق التنمية، ويجسد RIDUGE روح هذه المرحلة، من خلال إعداده لجيل واعٍ، مبدع، وفاعل في بناء مغرب التميز.

تنطلق النسخة العاشرة من كلية العلوم والتقنيات بالمحمدية، لتعبر مجموعة من المؤسسات الجامعية الكبرى: الجامعة الدولية بالرباط، جامعة مولاي إسماعيل بمكناس، المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بفاس، جامعة الأخوين بإفران، ثم الكلية متعددة التخصصات بالراشيدية، المسار يضم أيضا زيارات إلى مواقع تراثية كقصر آيت بن حدو، وقرية تالوآت، قبل أن يحط الرحال بجامعة القاضي عياض بمراكش ويختتم اللحاق بمدينة ابن جرير.

هذا التنوع الجغرافي والثقافي يبرز غنى المغرب ويمنح الطلاب فرصة فريدة لاكتشاف معالمه عن قرب، من خلال أنشطة ثقافية، ورشات، وتكريم شخصيات ملهمة، ومن أبرز محطات اللحاق، مشاركة الطلبة في عمل تضامني موجه لتلاميذ مدرسة “أنميتر” القروية بقرية تالوآت المتأثرة بالزلزال الأخير، بتعاون مع جمعية “TIBU AFRICA” والجمعية المحلية “أنميتر”، سيعمل الطلاب على تنشيط التلاميذ رياضياً وتربوياً، في مبادرة تبرز الحس الإنساني لدى المشاركين.

ويشار إلى أن مدينة مكناس تحتضن، يوم 17 أبريل، محطة هامة من اللحاق، بتنظيم خاص من جامعة مولاي إسماعيل، التي تفتح أبوابها في ساحة حمرية أمام الطلبة والمواطنين، في يوم استثنائي تحت شعار: “جامعة مولاي إسماعيل في قلب المدينة، والمدينة في قلب الجامعة”،

RIDUGE ليس فقط مناسبة للقاء والتحدي، بل منصة لترسيخ قناعة راسخة: أن الشباب هم العمود الفقري لمستقبل المغرب، من خلال هذا الحدث، يتم إعداد جيل جديد يتسلح بالمعرفة، بروح المبادرة، والمسؤولية المواطِنة، مع تعزيز انفتاح الجامعة على محيطها السوسيو-اقتصادي، وإبراز دورها كمحور دينامي للتكوين والإشعاع المجتمعي.