أحمد بيضي
تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي للصحة، الذي تحتفل به “منظمة الصحة العالمية” في السابع من أبريل كل عام، وضمن الجهود الوطنية الهادفة إلى تعزيز صحة الأم والطفل، انخرطت “المبادرة الوطنية للتنمية البشرية” بإقليم خنيفرة، في الحملة الوطنية، التي أطلقتها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، للتحسيس بأهمية تتبع الحمل، وتعزيز القدرات وتحسين جودة الرعاية، والتي انطلقت يوم 7 أبريل وتستمر إلى غاية 8 ماي 2025، تحت شعار: “نعجلو ونكملو زيارات تتبع الحمل، نحافظو على صحة الأم والطفل”.
وتأتي مشاركة “المبادرة الوطنية للتنمية البشرية”، بإقليم خنيفرة، في سياق التعاون بين اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية والمندوبية الإقليمية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، والجمعيات المسيرة لدور الأمومة، ومنظومة الصحة الجماعاتية بالإقليم، حيث تم إعداد برنامج عمل خاص يقوم على مقاربة تشاركية تضمن إشراك مختلف الفاعلين المحليين من أطر صحية ومجتمع مدني ووسطاء جماعاتيين، بهدف توسيع نطاق الوعي الصحي بين فئات النساء الحوامل وأسرهن.
وفي إطار برنامج “تنمية الرأسمال البشري للأجيال الصاعدة”، وتحديداً في محوره المتعلق بـ “دعم صحة الأم والطفل”، تسعى المبادرة الوطنية بخنيفرة من هذه الحملة هو ترسيخ ثقافة التتبع المبكر والمنتظم للحمل، وتحفيز النساء على تبني سلوكيات صحية من شأنها ضمان سلامتهن وسلامة الأجنة، فضلا عن إحداث تغيير سلوكي واجتماعي عبر التوعية المكثفة حول أهمية “الألف يوم الأولى من حياة الطفل”، الممتدة من فترة الحمل إلى حدود السنة الثانية من عمره، باعتبارها مرحلة مفصلية في النمو الجسدي والذهني.
وتشمل الرسائل الأساسية للحملة الدعوة إلى التغذية المتوازنة قبل وبعد الولادة، وأهمية الرضاعة الطبيعية والتغذية التكميلية، فضلا عن ضرورة إجراء الفحوصات الطبية المنتظمة وتلقي المكملات الغذائية والتلقيحات الموصى بها، ولتعزيز أثر هذه الحملة، تم إطلاق حملة موازية لتوزيع ملصقات تحسيسية في مختلف مناطق الإقليم، ونصب لافتات في الفضاءات العمومية والإدارات، سعيا إلى إيصال الرسائل الصحية إلى أكبر عدد ممكن من المواطنين، سيما على مستوى صحة الأمهات والأطفال، باعتبارها ركيزة أساسية لبناء مجتمع سليم ومتماسك.
وفي هذا الصدد، شهدت جماعة مولاي بوعزة، بإقليم خنيفرة، إعطاء الانطلاقة الرسمية للحملة يوم 9 أبريل 2025، وذلك من داخل “دار الأمومة”، بحضور عدد من الأطر الصحية والوسطاء الجماعاتيين وممثلي السلطات الصحية، إضافة إلى عدد من النساء المستفيدات، فيما تم تنظيم لقاءات تحسيسية تفاعلية تناولت عددا من المواضيع الصحية الحيوية، أبرزها عرض حول المشاريع المنجزة في مجال صحة الأم والطفل، ودور دار الأمومة كفضاء للتوعية والمواكبة، وذلك على أساس حملة تشمل عدة مناطق بالإقليم.
وتقدم الأطر الطبية عرضا تفصيليا حول المراحل الأساسية للحمل، وأهمية مراقبتها صحيا، وكذا سبل الوقاية من المضاعفات المحتملة من خلال التغذية المتوازنة والمتابعة الطبية الدقيقة، وإلى جانب عرض استراتيجية التواصل من أجل التغيير الاجتماعي والسلوكي لتحسين النتائج في مجال صحة وتغذية الأمهات والأطفال”، يتم توزيع مطويات تحتوي على نصائح وإرشادات موجهة للنساء الحوامل، تتناول سبل العناية بصحة الأم والجنين، وتُبرز العلاقة الوثيقة بين التغذية التكميلية المثالية والنمو الذهني والجسدي للطفل.
وتشدد الحملة على الأهمية الكبيرة التي تحظى بها صحة الأم والمولود، في إطار التزام بلادنا بتحسين المؤشرات الصحية وتعزيز الرعاية الطبية خلال المراحل الحساسة من حياة المرأة والطفل، كما في سياق تنزيل استراتيجية التواصل من أجل التغيير السلوكي والاجتماعي الممتدة بين 2023 و2027، والتي تم تطويرها بشراكة بين وزارة الصحة والحماية الاجتماعية والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وتحرص كل من وزارة الصحة والحماية الاجتماعية والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية على تنفيذ هذه الحملة عبر وسائل إعلامية متنوعة.
والملاحظ أن الحملة الوطنية تزامنت هذه السنة مع شعار: “بداية صحية لمستقبل واعد” الذي اختارته منظمة الصحة العالمية لاحتفالها باليوم العالمي للصحة 2025، وضمنه المحور الأساسي: “صحة الأمهات والمواليد”، حيث جاء المغرب من بين المنخرطين بفعالية في هذا التوجه من خلال حملته التي تسعى إلى تعزيز المكتسبات السابقة وتحسين جودة التتبع الطبي خلال فترة ما قبل الولادة، ويعد هذا التتبع أحد أهم الآليات التي أثبتت نجاعتها علميا في تقليص معدلات المراضة والوفيات في صفوف الأمهات والمواليد.
تعليقات
0