عبّر السفير الفلسطيني بالمغرب، جمال الشوبكي في كلمة مؤثرة خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني التاسع للنقابة الوطنية للصحة العمومية، والذي ترأسه الكاتب الأول لحزب الاتحادالاشتراكي للقوات الشعبية تدريس لشكر، عن عميق امتنانه للدعم المتواصل الذي تقدمه المملكة المغربية، ملكا وشعبا للقضية الفلسطينية، مشيدا بالدور الهام الذي يلعبه الاتحاد الاشتراكي والاشتراكية الدولية للدفاع عن القضية الفلسطينية في المحافل العالمية، منوها بالمواقف الثابتة للنقابات المغربية، وفي مقدمتها النقابة الوطنية للصحة العمومية، العضو في الفيدرالية الديمقراطية للشغل، التي لم تتوان عن التعبير عن تضامنها الدائم مع نضال الشعب الفلسطيني وحقوقه غير القابلة للتصرف.
وأكد الشوبكي أن انعقاد هذا المؤتمر لمناقشة سبل تثمين الكفاءات الصحية والنهوض بالمنظومة الصحية في المغرب، يتزامن مع كارثة إنسانية وصحية غير مسبوقة يعيشها الشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة، جراء العدوان الإسرائيلي المستمر منذ السابع من أكتوبر 2023، والذي أسفر عن استشهاد أكثر من 51 ألف فلسطيني، غالبيتهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى أكثر من 117 ألف مصاب، و12 ألف مفقود.
وأشار السفير إلى أن هذا العدوان لم يسلم منه القطاع الصحي، حيث تعرضت أكثر من 36 مستشفى ومرفقا صحيا للاستهداف المباشر، وتوقف عمل 34 منها بسبب القصف ونفاد الأدوية والمعدات، إلى جانب تدمير 80 مركزا صحيا، واستشهاد أكثر من 1400 من العاملين الصحيين، وتعطيل أكثر من 150 سيارة إسعاف، في انتهاك صارخ لكل القوانين الدولية والإنسانية.
كما تحدث الشوبكي عن الحصار الخانق المفروض على غزة، والذي حول حياة الفلسطينيين إلى مأساة مستمرة من القصف والتجويع والحرمان من أبسط مقومات الحياة، في محاولة لفرض واقع من الاستسلام أو التهجير، وهو ما اعتبره السفير جريمة إنسانية مكتملة الأركان.
ولم يغفل السفير عن الإشارة إلى تصاعد الاعتقالات في الضفة الغربية، حيث بلغ عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال حوالي 10 آلاف أسير، من بينهم مئات الأطفال والنساء، وعدد كبير من المرضى والمعتقلين الإداريين المحتجزين دون محاكمة.
وختم الشوبكي كلمته بالتأكيد على أن “الصحة حق أساسي لا يتحقق إلا في بيئة من الحرية والكرامة”، موجها نداء إلى القوى الحية في المملكة المغربية، وفي طليعتها النقابات المهنية، من أجل مواصلة دعم صمود الشعب الفلسطيني، والدعوة إلى حماية الكوادر الصحية الفلسطينية، ونقل صوتهم إلى المحافل الدولية، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه.
كما خص بالشكر والعرفان جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، على الدعم اللامحدود الذي تقدمه المملكة المغربية في مختلف المجالات، مجددا اعتزازه بروابط الأخوة والتضامن التي تجمع الشعبين المغربي والفلسطيني.
تعليقات
0