.عبداللطيف الكامل
في سابقة من نوعها احتج أرباب سيارات الإسعاف الخاصة بأكَاديرعلى خدمات عمل الوقاية المدنية التي تقوم بنقل المرضى والجرحى والموتى بالمجان إنقاذا لأرواح المواطنين،مما اعتبره هؤلاء المحتجون منافسة غيرشريفة لأنها كبدت سيارات الإسعاف الخاصة خسارة كبيرة.
وقام عدد من أرباب سيارات الإسعاف الخاصة بأكادير،في نهاية الأسبوع المنصرم،بتنظيم وقفة احتجاجية أثارت الجدل مثيرة أمام ثكنة الوقاية المدنية بأكادير،في خطوة أثارت العديد من التساؤلات خاصة أن مكان الاحتجاج يكتسي دوما طابعا أمنيا خالصا،ولهذا اعتبره الرأي العام تصرفا خطيرا على حرمات مؤسسة شبه عكسرية تقوم دوما بالتدخل بالمجان لإنقاذ أرواح المواطنين.
وكانت المطالب التي رفعها المحتجون،هي الكف عن نقل المرضى والمصابين إلى المستشفيات،لأن هذا العمل،في نظرالمحتجين،منافسة للشركات الخاصة المكلفة بالإسعاف ونقل الموتى والمرضى والمصابين والجرحى ليس بالمجان بل بأثمنة تكون أحيانا خيالية.
هذا الإحتجاج الأول من نوعه،استغرب له الرأي العام المحلي واعتبره مجانبا للصواب لأن مطلب أرباب سيارات الإسعاف الخاصة يتنافى أولا مع المبادئ الأساسية للتدخل الإسعافي.
وينم ثانيا عن منطق احتكاري ومهني جشع،لعمل الإسعاف الذي ظل لعقود من الزمن موسوما بالطابع الإنساني،في الوقت الذي أراده المحتجون،للأسف أن يخضع هوالآخر،لأهداف تجارية صرفة،ولوكان ذلك على حساب أرواح المواطنين وسلامتهم.
كما اعتبرالرأي العام هذا الإحتجاج وبهذه الصيغة والمطلب،اعتداءً على مؤسسة رسمية تُعدّ من الركائز الأساسية في منظومة الحماية المدنية،عوض أن يطالبها المحتجون بتحسين جودة خدماتها وتجويد عرضها الصحي،لكنهم اختاروا الإحتجاج عليها ومهاجمتها مع أنها لا تقوم إلا بخدمات إنسانية صرفة في حوادث السيروالكوارث.
ولهذه الإعتبارات،يطالب الرأي العام من خلال تعليقاته على هذا الحدث من السلطات المختصة التدخل بشكل حازم تجاه شركات الإسعاف الخاصة لحماية حرمة المؤسسات الأمنية والعسكرية من جهة وحماية مبدإ الحق في الإنقاذ من جهة ثانية،ومنع أية جهة خاصة من العبث بأرواح المواطنين أو المتاجرة بمعاناتهم وأرواحهم تحت غطاء تجاري صرف من جهة ثالثة.
وطالب من السلطات المختصة التدخل لمنع أي ابتزازللمؤسسات العمومية وتعطيل المرفق العام عن عمله مهما كانت مطالب المحتجين،لأن مثل هذه الإحتجاجات ومنع مرور سيارات الإسعاف للوقاية المدنية بمدخل ثكنة الوقاية المدنية بأكاديريعد مغامرة خطيرة تتطلب الردع لأنها قد تسبب في تعطيل الوقاية المدنية عن التدخل في الوقت المناسب لإنقاذ أرواح المواطنين والتصدي للكوارث.