أوضحت النائبة البرلمانية عن الفريق الاشتراكي المعارضة الاتحادية، عائشة الكرجي، أن انتقاد غياب رئيس الحكومة وعدد من الوزراء عن الجلسات الأسبوعية لمجلس النواب، لا يعني وجود توتر بين المعارضة والأغلبية، بل يرجع إلى كون أن هذا السلوك يشكل إخلالا دستوريا خطيرا يمس بجوهر العمل الرقابي للمؤسسة التشريعية وينبع من الحرص على طرح وحل مشاكل المواطنات والمواطنين.
وخلال مشاركتها في برنامج “talk” على قناة ميدي 1 تيفي، شددت الكرجي على أن المعارضة لا تمارس المزايدة السياسية، بل تقوم بأداء مهامها الدستورية دفاعا عن قضايا المواطنين، مؤكدة أن الرقابة البرلمانية يجب أن تحظى بتغطية إعلامية قوية تواكب مختلف محطاتها.
وقالت الكرجي: “نحن لا نعارض من أجل المعارضة، بل نمارس أدوارنا المؤسساتية.. وهنالك من يأتي من مدن بعيدة لحضور الجلسات وممارسة العمل الرقابي، فكيف يعقل أن وزراء مقيمون بالرباط يتهربون من مسؤولياتهم؟”.
كما أضافت أن الحكومة الحالية أخلت بالتزاماتها، متهمة إياها بالجبن أمام الأسئلة البرلمانية التي تعبر عن انشغالات وهموم المواطنين، مشيرة إلى أن تغيب الوزراء عن الجلسات أدى إلى تعطيل الجلسات الشهرية المخصصة لمساءلة رئيس الحكومة.
واستعرضت الكرجي أرقاما دقيقة حول أداء الفريق الاشتراكي داخل المجلس، حيث أوضحت أن الفريق وجه أكثر من 2101 سؤال شفوي، لم تتم الإجابة سوى على 333 منها، فيما ظلت 1768 سؤالا دون رد، إضافة إلى تقديم 4207 أسئلة كتابية أجابت الحكومة عن 2934 منها فقط، بينما بقي 1273 سؤالا معلقا، أما في ما يخص مقترحات القوانين، فقد تقدم الفريق بـ95 مقترحا، لم تتم المصادقة سوى على أربعة منها.
وأكدت الكرجي أن المعارضة الاتحادية تؤمن بالديمقراطية الحقة، حيث يذهب الحزب الفائز إلى الحكومة، ويؤدي الحزب الثاني دور المعارضة البناءة، مشددة على أن الفريق الاشتراكي يقوم بمعارضة مسؤولة رغم قلة عدده، متأسفة في الآن ذاته على ما وصفته بـ”الاختلال المؤسساتي” الذي يعيشه البرلمان، حيث أن الحكومة تتحكم وتتدخل في شؤون البرلمان.
وأشارت إلى أن بعض أعضاء الحكومة لم تطأ أقدامهم قاعة البرلمان سوى مرة أو مرتين، في حين يحضر بعضهم فقط للتصويت على مشاريع القوانين، متهمة الأغلبية بالانشغال بمصالحها الخاصة بدل الانكباب على معالجة الإشكالات الحقيقية التي يعاني منها المواطن المغربي، كغلاء الأسعار وفشل برامج الدعم كدعم المواشي.
واختتمت الكرجي مداخلتها بالتأكيد على أن الاحزاب السياسية تمارس السياسة من اجل التسيير، قبل أن تشدد على ارتياح حزبها لكونه لم يشارك في هذه الحكومة ذلك ان الرغبة في المشاركة كانت من منطلق ، معتبرة أن مواقفهم تنبع من حرصهم على حماية المشاريع الاستراتيجية الكبرى للوطن والدفاع عن كرامة المغاربة داخل وخارج الوطن.
تعليقات
0