انطلقت صباح اليوم الجمعة 2 ماي 2025 بمدينة مراكش أشغال المنتدى الدولي للبرلمانيين الشباب الاشتراكيين والاشتراكيين الديمقراطيين، في نسخته الثالثة، حيث يجمع هذا الحدث الدولي عددا كبيرا من البرلمانيين الشباب من مختلف القارات، ويشكل منصة رفيعة لتعزيز التعاون بين الأجيال الصاعدة من الفاعلين السياسيين ذوي التوجه التقدمي، ومحطة استراتيجية للحوار السياسي الدولي بين البرلمانيين الشباب، وفرصة لتبادل التجارب وتطوير مقترحات عملية بشأن التحديات المشتركة، ويشكل مناسبة لتقوية العلاقات بين برلمانيي الجنوب، وتكريس قيم التضامن والتعاون بين الدول ذات المرجعية الاشتراكية والتقدمية.
وقد سجلت الجلسة الافتتاحية التي يترأسها الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ورئيسا الفريق الاشتراكي بمجلسي النواب والمستشارين، حضورا وازنا لقيادات سياسية وبرلمانية من أمريكا اللاتينية وإفريقيا وآسيا، من بينهم رئيس البرلمان الأندي، نواب رؤساء برلمانات من الكونغو الديمقراطية والبيرو، وكاتبة الدولة بالإكوادور، إضافة إلى ممثلين عن البرلمان التركي ومنظمات دولية مرموقة، ما يعكس أهمية المنتدى في أجندة الحزب السياسية ودوره في إعادة تأطير الحضور الشبابي في العمل البرلماني.
ويأتي انعقاد الدورة الثالثة للمنتدى الدولي للبرلمانيين الشباب الاشتراكيين والاشتراكيين الديمقراطيين في سياق دولي متأزم، تطبعه تحولات عميقة على المستويات الجيوسياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية، فقد كشفت جائحة “كوفيد-19” هشاشة المنظومة العالمية، كما فاقمت الحرب في أوكرانيا الأزمات الاقتصادية، فيما عمقت حرب الإبادة الجارية في غزة منذ أكتوبر 2023 التوترات الإقليمية والدولية، وأعادت طرح أسئلة العدالة والإنصاف على المستوى العالمي، من جهة وأخرى يشهد العالم تسارعا في وتيرة الاستنزاف البيئي بفعل أنماط إنتاج واستهلاك غير مستدامة، ما يهدد مستقبل الأجيال القادمة، وفي ظل هذه التحديات المتراكمة، يشكل المنتدى مناسبة لتعزيز الحوار بين الشباب البرلمانيين من مختلف الدول، وتبادل الرؤى حول سبل بناء سياسات عمومية أكثر عدالة واستدامة، قائمة على القيم المشتركة للديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، وحماية البيئة، مع تشجيع الابتكار والتعاون الدولي لمواجهة رهانات الحاضر والمستقبل.
وستعرف أشغال هذه الدورة بعد الجلسة الافتتاحية سلسلة من الجلسات الموضوعاتية التي تلامس أبرز التحديات الراهنة، حيث ستنطلق بمناقشة موضوع “الهجرة والجريمة المنظمة”، لما له من أبعاد أمنية واجتماعية عابرة للحدود، كما ستخصص الجلسة الثالثة لمعالجة “التغير المناخي وأزمة المياه”، في ظل التدهور البيئي المتسارع وتأثيره على العدالة المناخية، أما الجلسة الرابعة فستتناول “دور الدبلوماسية البرلمانية في التعاون الاقتصادي والتجاري جنوب – جنوب”، تعزيزا للتكامل والتضامن بين دول الجنوب، وفي الجلسة الخامسة، سيتم التطرق إلى “صراعات النفوذ والتوازنات في الشرق الأوسط”، باعتبارها منطقة مركزية في معادلات الاستقرار الدولي، بينما ستناقش الجلسة السادسة “أثر الأزمات السياسية على الصحة الدولية، الأزمات الإنسانية والأوبئة”، لتسليط الضوء على الترابط بين السياسات والصحة العامة، كمل سيختتم برنامج المنتدى بجلسة محورية حول “القيم وحقوق الإنسان والحريات الفردية والجماعية”، تأكيدا على أهمية ترسيخ هذه المبادئ في السياسات العمومية والديمقراطية الشاملة.
تعليقات
0