أعلن المتمردون الحوثيون في اليمن، الأحد، استهداف مطار بن غوريون قرب تل أبيب بصاروخ بالستي فرط صوتي، في تصعيد لافت يطال عمق الأراضي الإسرائيلية. وقالت قناة “المسيرة” التابعة للجماعة إن الصاروخ “أصاب هدفه بنجاح”، ما أدى إلى توقف مؤقت في حركة الملاحة الجوية بالمطار.
من جهتها، أكدت الشرطة الإسرائيلية سقوط صاروخ في محيط المطار، دون الإعلان عن وقوع إصابات أو أضرار كبيرة.
وفي أول رد فعل رسمي، هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بالرد بقوة، قائلاً في بيان مقتضب: “من يضربنا سيتم ضربه بسبعة أضعاف”.
يُعد هذا الهجوم واحدًا من أبرز العمليات التي يعلن الحوثيون مسؤوليتهم عنها خارج النطاق التقليدي للمعارك في اليمن، ويأتي في سياق توترات إقليمية متصاعدة.
استهداف مطار بن غوريون يمثّل تحوّلاً في مستوى التهديد الذي باتت تمثله جماعة الحوثي خارج حدود اليمن. فالهجوم لا يوجّه فقط رسالة عسكرية إلى إسرائيل، بل يحمل دلالات سياسية واستراتيجية تشير إلى تزايد تنسيق المحور الداعم للمقاومة في المنطقة. وفي حين يتعاطى الحوثيون مع الصراع في غزة باعتباره مبررًا لتحركهم الإقليمي، فإن إسرائيل ترى في ذلك تهديدًا لأمنها القومي يستوجب ردًا مضاعفًا، ما ينذر بانزلاق أكبر نحو مواجهة مفتوحة متعددة الجبهات.
التصعيد الأخير يختبر أيضًا حدود الردع الإسرائيلي وقدرة تل أبيب على ضبط التوازن بين الرد الحاسم ومنع توسّع رقعة الصراع. في المقابل، قد يسعى الحوثيون إلى تثبيت حضورهم في معادلة الردع الإقليمية، ولو من بوابة الرمزية والدعاية.
تعليقات
0