باحثون وأكاديميون وفاعلون مدنيون يلتئمون في ندوة وطنية بجهة بني ملال خنيفرة لتشخيص تحديات تكوين أطر التدريس

أحمد بيضي الأحد 4 مايو 2025 - 12:22 l عدد الزيارات : 11907

أحمد بيضي

بتنظيم من الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملال خنيفرة، بشراكة مع جامعة السلطان مولاي سليمان، وبتنسيق مع المدرسة العليا للتربية والتكوين والمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالجهة ذاتها، احتضنت مدينة بني ملال، على مدى يومي الجمعة والسبت 2 و3 ماي 2025، ندوة وطنية في موضوع “تحديات تكوين أطر التدريس: مهننة التكوين وإرساء المسارات الجامعية للتربية وأثرهما في بناء الهوية المهنية للمدرسين والمدرسات وتطوير مسارهم المهني”.

وجاء تنظيم هذه الندوة استجابة للتحولات الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية التي تشهدها المجتمعات التي جعلت من تكوين المدرسين أولوية كبرى ضمن السياسات التربوية العمومية، نظرا لما يطرحه هذا التكوين من رهانات وتحديات معقدة، بل وإشكالية، تتقاطع مع مختلف مشاريع الإصلاح التربوي الساعية إلى تجويد المنظومة التعليمية، حيث يأتي هذا اللقاء في سياق سلسلة الإصلاحات التي شهدها النظام التربوي المغربي، والتي استهدفت هيكلة وهندسة تكوين المدرسين، بهدف توسيع وتجويد العرض البيداغوجي وتطوير مهنة التدريس.

ويندرج الإصلاح الأخير، المرتبط بمهننة التكوين وإرساء المسارات الجامعية للتربية، ضمن هذا المسار، إذ ينسجم مع التوجهات الدولية ويستند إلى ما ورد في الرؤية الاستراتيجية للإصلاح 2015-2030، وكذا في القانون الإطار 17.51 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، والذي أكد على ضرورة التنسيق الوثيق بين مختلف مكونات ومستويات هذه المنظومة، مع الاستفادة من التجارب الدولية الناجحة، وذلك من خلال اضطلاع الجامعة بمهمة التكوين الأساسي للمدرسين، والسعي إلى مهننة التكوين وتجويد مهنة التدريس.

وسعت الندوة الوطنية إلى مقاربة عدد من الأسئلة الراهنة، من بينها مدى ضمان سيرورات المهننة وإرساء التكوين الجامعي للمدرسين، سواء في المدارس العليا للتربية والتكوين أو في المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين والمؤسسات التعليمية، لتكامل وتنسيق فعلي بين هذه البنيات الثلاث، فضلا عن البحث في تأثير هذه السيرورات على الهوية المهنية للمدرسين وعلى مهنة التدريس وتدبير المسارات المهنية، وكذا استشراف آفاق تفعيل أدوار الفضاءات المشتركة في ترسيخ مهننة مهنة التدريس.

وفي حضور متميز ولافت من الشخصيات المدنية والعسكرية، والفاعلين والخبراء في الحقل التعليمي، والمهتمين بالتربية والتكوين، والباحثين الجامعيين، تمحورت أهداف اللقاء حول رصد مرتكزات وغايات السياسات الرسمية في مجال مهننة مهنة التدريس، والوقوف على التمفصلات والقطائع القائمة بين مؤسسات التكوين الثلاث، فضلاً عن إبراز مستويات التوافق والتقاطع في الخطابات الرسمية حول مهننة التدريس بين مختلف الفاعلين، من سياسيين وخبراء ومؤسسات تكوين ومتدخلين تربويين من منظمات نقابية وجمعيات مهنية.

كما توخى المشاركون، من خلال الندوة الوطنية حول “تحديات تكوين أطر التدريس”، اقتراح تصورات عميقة وآليات عمل مشتركة لتعزيز التنسيق والتعاون بين مؤسسات التكوين، والبحث في كيفية بناء الهوية المهنية للمدرسين أثناء انتقالهم بين فضاءات تكوين منفصلة ومستقلة، ورصد إسهامات البحث التربوي في تطوير البرامج والمشاريع التكوينية، وتقاسم الخبرات بين الأكاديميين والممارسين وصناع القرار من أجل استشراف آفاق مهننة مهنة التدريس في المغرب.

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الأحد 4 مايو 2025 - 16:25

مجلس الوكالة الحضرية في خنيفرة يستحضر التحولات العمرانية والديمغرافية والمجالية ويدعو لتبسيط المساطر وتعميم وثائق التعمير

الأحد 4 مايو 2025 - 13:25

اعتقال 17 شخصا بشبهة الشغب الرياضي وضبط 708 قاصرا غير مرافق بمحيط الملعب عقب مباراة الكلاسيكو

الأحد 4 مايو 2025 - 13:02

ثورة علاجية وصحية بالمغرب في مواجهة أكثر السرطانات فتكا بالرجال فوق 50 عاما

الأحد 4 مايو 2025 - 12:06

الحسن لشكر.. منتدى مراكش يعزز التضامن البرلماني الاشتراكي ويدعم الوحدة الترابية للمملكة…

error: