أحمد بيضي
في سياق تخليد الذكرى الخمسين لتأسيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، تحتضن كلية الآداب والعلوم الإنسانية – ظهر المهراز فعاليات “الملتقى الوطني للباحثين في العلوم الإنسانية والاجتماعية”، الذي يُنظم بمبادرة من “منتدى النشر العلمي والتدبير الثقافي”، وذلك بحضور نخبة من الأكاديميين والباحثين من مختلف الجامعات المغربية، هذا الحدث العلمي الهام يطمح إلى تعزيز الحوار المعرفي والإنتاج البحثي من خلال برنامج غني يجمع بين المحاضرات العلمية، والورشات التكوينية، وتوزيع الجوائز التشجيعية.
يتضمن الملتقى الوطني جلسة افتتاحية بحضور شخصيات جامعية بارزة، من بينها رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله وعميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية، إلى جانب اللجنة العلمية والتنظيمية، وسيتم خلال هذه الجلسة توزيع الجوائز على الفائزين في مسابقة “أحسن مقال منشور في مجلة دكتوريات”، التي تكرم التميز الأكاديمي في مجالات الدراسات الإنسانية والاجتماعية، والدراسات الشرعية والقانونية، والدراسات الأدبية والنقدية، وكذا الدراسات اللغوية والديداكتيكية.
كما يعرف الملتقى تقديم درس افتتاحي يلقيه ذ. الدكتور حسن قرنفل حول موضوع “السعادة موضوعا للمعرفة”، يليه عرض علمي لتقديم العدد الجديد من مجلة “دكتوريات” الصادرة عن كلية الآداب، بمشاركة نائب العميد المكلف بالبحث العلمي ورئيس تحرير المجلة، وتتوالى بعد ذلك الجلسات العلمية التي تسلط الضوء على موضوعات راهنة، منها العلاقة بين الواقع الافتراضي والواقع النفسي، والإيكولوجيا الاجتماعية للمناهج، والجماليات في الرياضيات، فضلا عن نقاشات متعددة التخصصات بشأن آفاق العلوم الإنسانية والاجتماعية.
ويُخصص الملتقى حيزا مهما للورشات التكوينية، التي تستهدف الطلبة الباحثين والدكتوراه، حيث يتم التطرق إلى قضايا منهجية تهم مراجعة الأدبيات، وتحليل المعطيات، وأخلاقيات البحث، بالإضافة إلى تقنيات المقابلة، وتكنولوجيا الإعلام في البحث الأكاديمي، واستثمار أدوات الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي، كما سيتاح للمشاركين التفاعل مع خبراء في مجالات متعددة، في جو تفاعلي يعزز مهاراتهم ويقوي أدواتهم البحثية.
وسيشهد اليوم الثاني من الملتقى جلسة علمية تتناول قضايا تتصل بتدريس الإنسانيات، وإشكالات البحث اللساني، ودور الفاعلين الترابيين في التنمية، إلى جانب ورشات تطبيقية ومهنية تُتوّج بجلسة خاصة لتقديم كتاب جماعي أنجزه باحثون في الدراسات الإنجليزية، بعنوان “TECH-TRAP, Deciphering the Shadows of Digital Dependency”، (فخّ التكنولوجيا: تفكيك ظلال التبعية الرقمية) تحت إشراف ذة. لطيفة بلفقير، وبمشاركة فريق التأليف، ليُختتم الملتقى بجلسة خاصة للتقرير التركيبي للورشات التكوينية.
تشرف على تنظيم هذا الحدث هيئة علمية وتنظيمية مكونة من أكاديميين مرموقين، ويتولى الإشراف العام عليه رئيس الجامعة، د. مصطفى إجاعلي، بينما يتولى عميد الكلية، د. محمد مبتسم، إدارة الملتقى، ويسهر كل من د. جمال بوطيب، د. بوشتى الخزان ود. منير كويوز على تنسيق الجلسات العلمية والورشات التكوينية، كما تم تكوين لجنة تحكيم لتقييم المقالات المشاركة، تتكون من أساتذة باحثين من مختلف الجامعات المغربية.
يشارك في الملتقى باحثون من جامعات مغربية متعددة، من بينها جامعة محمد الأول، ابن زهر، المولى إسماعيل، ابن طفيل، محمد الخامس، القاضي عياض، الحسن الثاني، عبد المالك السعدي، وجامعة السلطان مولاي سليمان، ما يُعزز الطابع الوطني للملتقى، ويؤكد موقع كلية الآداب والعلوم الإنسانية – ظهر المهراز كفضاء رائد للنقاش العلمي الرصين والتبادل المعرفي البناء.
تعليقات
0