وهبي يتمسك بتقييد لجوء الجمعيات إلى القضاء ويرفض تعديلات المعارضة على المادة 3 من مشروع المسطرة الجنائية

أنوار التازي الثلاثاء 13 مايو 2025 - 20:04 l عدد الزيارات : 5918

شهدت جلسة مناقشة مشروع قانون المسطرة الجنائية رقم 03.23، اليوم الثلاثاء بلجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان والحريات بمجلس النواب، والتي جرت بحضور وزير العدل، عبد اللطيف وهبي، تقديم تعديلات ارتكزت أساسا على الإذن بالتقاضي وتوسيع دور جمعيات المجتمع المدني في التبليغ عن جرائم الفساد.

هذه الجلسة التي خصصت للبت في التعديلات والتصويت على مشروع القانون ذاته، عرفت نقاشا حول مضمون المادتين 3 و7 ، لما تنصان عليه من حصر حق إقامة الدعوى العمومية في يد النيابة العامة، واشتراط حصول الجمعيات على إذن خاص للتقاضي.

ورفض وزير العدل، التفاعل مع تعديلات النواب البرلمانيين خاصة فرق ومجموعة المعارضة، بخصوص المادة الثالثة من مشروع القانون التي أثارت الجدل.

وتنص المادة الثالثة على أن إقامة الدعوى العمومية وممارستها أصبح اختصاصا حصريا للنيابة العامة، كما تقضي بأنه لا يمكن إجراء الأبحاث أو إقامة الدعوى العمومية في شأن الجرائم المتعلقة بالمال العام إلا بطلب من الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض، بصفته رئيسا للنيابة العامة، بناء على إحالة من المجلس الأعلى للحسابات، أو بناء على طلب مشفوع بتقرير من المفتشية العامة للمالية أو المفتشية العامة للإدارة الترابية أو المفتشيات العامة للوزارات أو من الإدارات المعنية، أو بناء على إحالة من الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها أو كل هيئة يمنحها القانون صراحة ذلك.

وانتقدت المعارضة، من خلال التعديلات التي تقدموا بها، ما اعتبروه “تقييدا” لحق المجتمع المدني في التبليغ عن جرائم الفساد، خاصة تلك المرتبطة بالمال العام، داعين إلى حذف هذا “القيد” والعودة إلى ما كان منصوصا عليه في القانون ساري النفاذ والذي يمكن الموظفين المختصين قانونا من تحريك الدعوى العمومية.

كما أثارت المادة 7 نقاشا واسعا، إذ تنص على أنه يمكن للجمعيات المعترف لها بصفة المنفعة العامة والحاصلة على إذن بالتقاضي من السلطة الحكومية المكلفة بالعدل حسب الضوابط التي يحددها نص تنظيمي أن تنتصب طرفا مدنيا.

وتشبثت المعارضة في تعديلاتها بحذف التنصيص على عبارة “الحاصلة على إذن بالتقاضي”، معتبرة أن مقتضى هذه المادة تضمن تقييدين إضافيين على حق الجمعيات التي كان منصوصا على أهليتها كطرف مدني؛ يتمثل الأول في الحصول على إذن من السلطة المكلفة بالعدل، فيما يهم الثاني الإحالة على نص تنظيمي.

واعتبر نواب المعارضة أن اشتراط الإذن بالتقاضي “يتعارض مع التطور الحقوقي والقانوني الذي تم تحقيقه في المملكة”، كما أن تقييد انتصاب الجمعيات بشرط الإذن الخاص في كل قضية من شأنه، في تقديرهم، أن “يفرغ الدور الذي يفترض فيها القيام به من مضمونه ويهمش أداءها”.

و أكد رئيس لجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان والحريات، سعيد بعزيز، في تصريح صحفي، أن عدد التعديلات التي تم تقديمها بشأن هذا المشروع، والتي بلغت 1380 تعديلا، يعد سابقة في تاريخ المؤسسة التشريعية، وذلك اعتبارا لأهمية هذا النص القانوني “الذي يعد أساس المحاكمة العادلة في المجال الجنائي والإجراءات المتبعة فيه”.

وسجل بعزيز أن التعديلات الهامة بخصوص هذا النص التشريعي تبرز في كونه يخلق نوعا من التوازن بين حق الدولة في العقاب وحماية حقوق وحريات الأشخاص وصونها، معتبرا أنه من منطلق هذه الأهمية “كان ولابد أن يلقى مشروع المسطرة الجنائية هذا النوع من التفاعل والكم الهائل من التعديلات والتي تجاوبت الحكومة جزئيا معها، في حين تم التوافق حول صيغ داخل اللجنة ورفض تعديلات أخرى”.

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الثلاثاء 13 مايو 2025 - 23:59

جدل واسع يرافق مقترح تعويض مركز صحي بموقف عمومي للسيارات

الثلاثاء 13 مايو 2025 - 23:59

المعارضة تنتفض في مواجهة رئيسة المجلس البلدي لسيدي بنور

الثلاثاء 13 مايو 2025 - 23:44

طلبة وأساتذة جامعيون في رحلة علمية لخنيفرة حول تجليات الماء في الذاكرة والسرد والأسطورة والأغنية الأمازيغية

الثلاثاء 13 مايو 2025 - 23:42

حسن طارق: اجتماعات المعهد الدولي للأمبودسمان بالرباط دليل على تقدير دولي لريادة نموذج سياسي ومؤسسي للمملكة

error: