كشفت دراسة أنجزتها الشبكة المغربية لصحافيي الهجرات حول معالجة وسائل الإعلام المغربية للهجرات الأجنبية، عن غياب شبه تام لتمثيل النساء المهاجرات والفئات الضعيفة في التغطية الصحافية، حيث أوضحت الدراسة أن الصحافة المغربية، سواء الورقية أو الرقمية، نادرا ما تدرج قضايا النساء أو الأطفال أو طالبي اللجوء ذوي الوضعيات الهشة في مقالاتها، مما يعكس اختلالا عميقا في زاوية المعالجة الإعلامية لهذه الظاهرة المعقدة.
وتظهر المعطيات الكمية للدراسة أن عدد المواد التي تناولت النساء المهاجرات لا يتجاوز نسبة هامشية، بينما تتجاهل أغلب التغطيات السياقات الخاصة التي تعيشها النساء داخل مسارات الهجرة، سواء من حيث تعرضهن للعنف أو للاستغلال أو لصعوبة الاندماج، كما أن قضايا الأطفال غير المصحوبين بذويهم، واللاجئين من ذوي الاحتياجات الخاصة أو الخلفيات الثقافية الهشة، تعالج، إن وجدت، من منطلق أمني أو إغاثي محض، دون منحهم صوتا حقيقيا في وسائل الإعلام.
وفي ظل هذا التعتيم، تدعو الدراسة إلى إعادة النظر في آليات التغطية الصحافية للهجرة، عبر تكوين الصحافيين في مقاربة النوع الاجتماعي وحقوق الإنسان، وتوسيع دائرة المصادر لتشمل النساء المهاجرات والمجتمع المدني المتخصص، بهدف إنتاج محتوى إعلامي يعكس فعليا التنوع والعدالة والكرامة الإنسانية للمهاجرين، بغض النظر عن جنسهم أو هشاشتهم الاجتماعية.
تعليقات
0