تشكل أيام الأبواب المفتوحة للأمن الوطني بالجديدة، فرصة للزوار من مختلف الأعمار للاطلاع، عن كثب، على الأدوار التي تضطلع بها “شرطة الخيالة” من أجل الارتقاء بالأمن السياحي للمملكة، فضلا عن الإسهام في تأمين سلامة المواطنين وممتلكاتهم.
وهكذا، تقدم الفرق التابعة لشرطة الخيالة دعما إضافيا وتكميليا للأدوار التي تقوم بها باقي المصالح الأمنية، إذ تتيح إنجاز عمليات المراقبة والضبط بكل سهولة، معتمدة في ذلك على الخيول التي تتميز بقدرتها على التكيف مع طبيعة بيئات العمل التي تتحرك فيها، خاصة الفضاءات السياحية والطبيعية والمناطق ذات التضاريس الوعرة.
وفي هذا الصدد، قال قائد الأمن الإقليمي، محمد بوحلوش، رئيس قسم شرطة الخيالة- المديرية العامة للأمن الوطني، إن المديرية عملت، في إطار سياسة القرب التي تنهجها، على إحداث شرطة الخيالة من أجل تغطية وتأمين المواقع والأماكن التي يصعب الوصول إليها عن طريق المركبات والدراجات النارية، كالمنتزهات والغابات الحضرية والشواطئ وغيرها.
وأوضح، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المديرية العامة للأمن الوطني تحرص، في إطار تكريس مبدأ شرطة القرب، على تواجد أفراد الشرطة في هذه المواقع والفضاءات الطبيعية والسياحية، لضمان أمن المواطنين عموما والسياح على وجه الخصوص، وتمكينهم من الاستجمام وزيارة هذه الأماكن في طمأنينة تامة.
وتابع أنه “من خلال فرق الخيالة، فإن المديرية تعمل على تكريس الأمن لدى المواطنين والسياح، من خلال مراقبة الأماكن التي يصعب ولوجها على الدراجات النارية وسيارات النجدة، كالشواطئ والغابات، فضلا عن مهام المحافظة على النظام العام خلال الأحداث والمنافسات الرياضية والتظاهرات الفنية الكبرى.
وأشار بوحلوش إلى أن رواق “شرطة الخيالة”، المقام خلال هذه الأيام التواصلية”، ركز اهتمامه هذه السنة على المهن المتعلقة بمجال الفروسية، بالنظر إلى دور أساسي في الحفاظ على صحة وسلامة الخيول، ودعم قدرتها على تنفيذ مهام الأمن والمراقبة المكلفة بها.
وتشمل مهن الفروسية “سراج الخيول” الذي يعمل على صناعة وإصلاح وترميم العدة (العنان واللجام والسرج)، و”سائس الخيل” المكلف بتنظيف الخيول وتجهيزها وتمكينها من بيئة نظيفة ومناسبة ومراقبة وتتبع نظامها الغذائي، و”حداء الخيل” المتخصص في صناعة الحدوات وتصفيح الخيول والعناية بحوافرها، و”المساعد البيطري” الذي يتتبع الحالة الصحية للخيول ويسهر على البيئة النظيفة والسليمة.
وحسب المديرية العامة للأمن الوطني، فإن مدرسة خيالة الشرطة، التي تم تدشينها بمناسبة الذكرى 55 لتأسيس الأمن الوطني، تأتي استجابة للحاجيات الملحة في مجال تكوين الفرسان وترويض الخيول، كما تجسد نموذجا للتميز في تكوين الفروسية مع الاحترام العميق للبيئة ومبادئ التنمية المستدامة.
وبالنظر إلى أن إدماج الفرس داخل المنظومة الأمنية يتطلب تكوينا متينا ومناسبا، فإن برامج التكوين المعتمدة بمدرسة الخيالة ترتكز، بالخصوص، على مبدأ التكامل بين الدروس النظرية والتمارين التطبيقية.
وتنظم هذه المدرسة تداريب تخصصية لفائدة حراس الأمن، ممن اختاروا طواعية العمل بفرق الخيالة، حيث يتمكن رجل الأمن الفارس عند نهايتها من التحكم في قيادة الفرس وتحضيره لأداء المهام الذي تنتظره، كما تسهر المدرسة على إعداد دورات تكوينية مستمرة لفائدة الفرق الجهوية للخيالة، لضمان تأهيلها ورفع كفاءاتها باستمرار.
وتتواصل فعاليات الدورة السادسة لأيام الأبواب المفتوحة للمديرية العامة للأمن الوطني، المنظمة بمركز المعارض محمد السادس بالجديدة إلى غاية 21 ماي الجاري تحت شعار “فخورون بخدمة أمة عريقة وعرش مجيد”، وذلك بالتزامن مع تخليد الذكرى الـ 69 لتأسيس المديرية العامة للأمن الوطني.
وتروم هذه التظاهرة دعم انفتاح مؤسسة الأمن الوطني على محيطها الاجتماعي، وإطلاع الجمهور على كافة المهام التي تضطلع بها مختلف الوحدات والتشكيلات الأمنية المجندة لخدمته وضمان أمنه وسلامة ممتلكاته والحفاظ على النظام العام، وكذا استعراض جميع التجهيزات والمعدات والآليات المتطورة الموضوعة رهن إشارة المصالح الأمنية.
تعليقات
0