كشفت مصادر مطلعة من رام الله عن تعرض وفد يضم سفراء ودبلوماسيين وقناصل، من بينهم سفير المغرب لدى السلطة الوطنية الفلسطينية، لإطلاق نار حي في مدينة جنين. وأكدت المصادر ذاتها لصحيفة الاتحاد الاشتراكي أن السفير المغربي لم يُصب بأذى، في حين سادت حالة من الذعر أوساط الوفد، الذي كان يقوم بجولة ميدانية للاطلاع على أوضاع الشعب الفلسطيني الذي يعاني تحت وطأة الاحتلال والانتهاكات اليومية.
وتتوفر أنوار بريس على تسجيل مصور يظهر فيه السفير المغربي وهو يتحدث عن زيارته لجنين والأوضاع الصعبة التي تعيشها المدينة، قبل أن يعلو صوت الرصاص، مما دفع الوفد بأكمله للانسحاب من موقع الاستهداف حفاظًا على سلامتهم.
وفي أعقاب الحادث، أصدرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية بيانًا أدانت فيه بأشد العبارات “الجريمة النكراء” التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، والمتمثلة في “الاستهداف المباشر بإطلاق الرصاص الحي على وفد دبلوماسي معتمد لدى دولة فلسطين، كان يرافقه عدد من الصحفيين العرب والأجانب، أثناء قيامه بجولة ميدانية في محافظة جنين لرصد الأوضاع الإنسانية والانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها قوات الاحتلال في المنطقة”.
وأكد البيان أن هذا الاعتداء يُعد “خرقًا فجًا وخطيرًا لأحكام القانون الدولي، ولأبسط قواعد العلاقات الدبلوماسية المنصوص عليها في اتفاقية فيينا لعام 1961″، والتي تكفل الحماية والحصانة للبعثات الدبلوماسية. كما شددت الوزارة على أن استهداف ممثلي الدول الأعضاء المعتمدين لدى دولة فلسطين يُعد تصعيدًا خطيرًا واستفزازًا ممنهجًا، يعكس استخفاف سلطات الاحتلال بالقانون الدولي وسيادة دولة فلسطين.
وحملت الخارجية الفلسطينية حكومة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذا “الاعتداء الجبان”، مؤكدة أنه “لن يمر دون محاسبة”. ودعت المجتمع الدولي، وخاصة الدول التي ينتمي إليها أعضاء الوفد المستهدف، إلى اتخاذ مواقف واضحة وإجراءات رادعة ضد سلطات الاحتلال، بما في ذلك مساءلتها عن استهداف الممثلين الدبلوماسيين.
واختتم البيان بتجديد دعوة الوزارة إلى ضرورة توفير الحماية الدولية العاجلة للشعب الفلسطيني وللدبلوماسيين العاملين في أراضي دولة فلسطين.
تعليقات
0