الأزمي والاتحاد… من يضحك على من؟!

محمد السوعلي

يا سلام! فجأة أصبح الاتحاد الاشتراكي هو “المعطّل” لملتمس الرقابة؟! وهل نحن في مسرحية عبثية حتى يُتَّهم من بادر وحرّك وسعى، بأنه من عرقل وأفشل؟!
سي الأزمي، بالله عليك، من كتب المسودة؟ من طرق أبواب الفرق؟ من انتظر بصبر الرهبان جواباً منكم؟ من أبدى انفتاحاً لم نعهده فيكم ولا في من معكم؟!
أهذا جزاء من بادر؟ أم أن السياسة عندكم كـ”كراسي الطاولة”… من جلس أولاً امتلك اللعبة؟!
ثم لحظة من فضلك… هل صارت منشورات الفايسبوك عندكم هي المصدر الموثوق لمعلومات نائب أمين عام حزب؟! هل نزلتم من منصة السياسة إلى قاع التعليقات؟!
هل “دونها واحد فالكومونتير” صارت حجة في البرلمان؟! واش فعلاً كتضحكوا علينا ولا على راسكم؟!
والحديث عن “البيع والشراء”… يا سلام! هل نسيتم من اشترى مكانه في الحكومة بعدما باع بنكيران في مزاد مكشوف؟ أم أنكم تظنون أن المغاربة فقدوا ذاكرتهم فجأة؟ من الذي دخل الحكومة من الشباك بعدما أُخرج من الباب؟ من الذي رضي بالفتات السياسي مقابل المقعد الوزاري؟
أهذا هو النقاء الثوري الذي تتغنون به؟ أم أن الكرسي أطهر من المبادئ عندكم؟
ثم تقول إن الاتحاد كان يناور لدخول الحكومة؟! وشنو فيها؟ أليس التفاوض جوهر السياسة؟ أم أنكم أنتم وحدكم المسموح لكم بالحلم والتخطيط والمساومة؟!
هل صارت السياسة حكرًا على “أصحاب النوايا النقية” أم أنكم تحبون أن تُمارسوا السياسة وحدكم بينما البقية تصفق؟!
لكن دعنا من كل هذا، ولنصل إلى لبّ النكتة…
كيف تجرؤ على الحديث عن “الريع” دون أن تحمر وجنتاك خجلاً من معاش زعيمك؟!
أين كان خطابكم حين كان بنكيران يتقاضى معاشًا استثنائيًا بأمر فوق القانون؟!
أليس هذا هو الريع بعينه؟ أم أن بنكيران “استثناء مبارك”؟ هل الريع حرام على الاتحاد، وحلال عليكم إذا جاء بغطاء سلطوي؟
هل حين ينزل المال في حساباتكم، يُغفر فجأة، ويُصبح “كرامة مستحقة”؟!
ثم بالله عليك… أليس من الكوميديا الثقيلة أن تتحدثوا عن الأخلاق السياسية وأنتم تتزاحمون على فتات الريع وتلتهمونه بشهية؟!
من كان بيته من زجاج المال العام، فلْيُنزِل رأسه حين تمرّ قذائف النقد، أو على الأقل… لِيصمت.
الاتحاد الاشتراكي يعرفكم جيداً…
يعرف متى تتكلمون، ولماذا تصمتون، وكيف تهاجمون فقط حين لا يكون لديكم ما تُقترحون.
الاتحاد لم ينزل من السماء هذا الصباح… بل هو من كتب بعضًا من فصول التاريخ السياسي الذي لم تقرؤوه بعد.