في‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬تشنجات ‬الأمانة‭ ‬العامة‭ ‬للعدالة‭ ‬والتنمية

أنوار بريس الخميس 22 مايو 2025 - 10:48 l عدد الزيارات : 13559

هل‭ ‬تعلمون‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تاريخًا‭ ‬وهناك‭ ‬سياسة‭ ‬قبل‭ ‬وبعد‭ ‬ملتمس‭ ‬الرقابة؟

توحي‭ ‬متابعة‭ ‬مواقف‭ ‬قيادة‭ ‬حزب‭ ‬العدالة‭ ‬والتنمية،‭ ‬وتشنج‭ ‬مواقفه‭ ‬بخصوص‭ ‬مآلات‭ ‬ملتمس‭ ‬الرقابة،‭ ‬سواء‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬عبّرت‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬بيانها‭ ‬الأخير‭ ‬أو‭ ‬التي‭ ‬صرحت‭ ‬بها‭ ‬وجوه‭ ‬منه،‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الحزب‭ ‬كان‭ ‬وراء‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬التشريعية،‭ ‬وهو‭ ‬صاحبها‭ ‬ومالكها‭ ‬الرمزي‭ ‬والسياسي‭ ‬والمؤسساتي،‭ ‬وقد‭ ‬سُلبت‭ ‬منه‭ ‬وتعرض‭ ‬للهجوم‭ ‬لتجريده‭ ‬منها،‭ ‬في‭ ‬دروب‭ ‬السياسة‭.‬
والحال‭ ‬أن‭ ‬حقيقة‭ ‬الأشياء‭ ‬مغايرة‭ ‬لما‭ ‬تريد‭ ‬هذه‭ ‬الأمانة‭ ‬تصريفه‭ ‬كمواقف‭ ‬ضد‭ ‬الاتحاد‭ ‬الاشتراكي‭ ‬للقوات‭ ‬الشعبية؛‭ ‬فالحقيقة‭ ‬الساطعة‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬عرضة‭ ‬لمحاولة‭ ‬السطو‭ ‬المؤسساتي‭ ‬هو‭ ‬الاتحاد،‭ ‬الذي‭ ‬يتعرض‭ ‬للتشهير‭ ‬والتنمر‭ ‬والقذف‭ ‬بالكلام‭ ‬الرخيص‭.‬
وهو‭ ‬ما‭ ‬بات‭ ‬يستوجب‭ ‬وضع‭ ‬النقط‭ ‬فوق‭ ‬حروف‭ … ‬الملتمس‭:‬
ـ‭ ‬أولا،‭ ‬القرار‭ ‬الاتحادي،‭ ‬بالمبادرة‭ ‬إلى‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬تقديم‭ ‬الملتمس‭ ‬أو‭ ‬بتعليق‭ ‬النقاش‭ ‬حوله،‭ ‬قرار‭ ‬سيادي،‭ ‬ومن‭ ‬صميم‭ ‬الاستقلالية‭ ‬الاتحادية‭ ‬المعروفة‮…‬‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬لِملتمس‭ ‬الرقابة،‭ ‬تاريخا‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬الاتحاد،‭ ‬وله‭ ‬محطات‭ ‬وتواريخ‭ ‬يعرفها‭ ‬الجميع،‭ ‬بحيث‭ ‬تقدمت‭ ‬به‭ ‬‮«‬المعارضة‭ ‬الاتحادية‭ ‬‮»‬في‭ ‬1964،‭ ‬أيام‭ ‬الجمر‭ ‬والرصاص،‭ ‬ثم‭ ‬‮«‬الفريق‭ ‬الاشتراكي‮«‬‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الخروج‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬1990،‭ ‬والملتمس‭ ‬الذي‭ ‬دعا‭ ‬إليه‭ ‬الاتحاد‭ ‬في‭ ‬الولاية‭ ‬الحكومية‭ ‬والنيابية‭ ‬الحالية،‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬ممتد‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬وفي‭ ‬الفعل‭ ‬الوطني،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬الاختلاف‭ ‬في‭ ‬السياقات‭ ‬السياسية‭ ‬الوطنية،‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬الفرق‭ ‬في‭ ‬التأطير‭ ‬الدستوري‭ ‬للممارسة،‭ ‬بين‭ ‬الستينيات‭ ‬والتسعينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬والسياق‭ ‬الحالي‭ ‬مع‭ ‬دستور‭ ‬متقدم‭ ‬وطلائعي‭ ‬كان‭ ‬الاتحاد‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬تعبأ‭ ‬له‮..‬
في‭ ‬هذا‭ ‬المسار،‭ ‬تأسست‭ ‬ثقافة‭ ‬اتحادية‭ ‬حول‭ ‬ملتمس‭ ‬الرقابة،‭ ‬بشكل‭ ‬فردي،‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬برلمان‭ ‬مغربي،‭ ‬أو‭ ‬مع‭ ‬الإخوان‭ ‬في‭ ‬حزب‭ ‬الاستقلال‭ ‬في‭ ‬برلمان‭ ‬الإعداد‭ ‬لمغرب‭ ‬الإصلاحات،‭ ‬وهو‭ ‬بذلك‭ ‬ليس‭ ‬ممارسة‭ ‬طارئة،‭ ‬تدعي‭ ‬التأسيس‭ ‬للرقابة‭ ‬المؤسساتية‭ ‬على‭ ‬فعل‭ ‬الحكومة‮.‬‭ ‬أو‭ ‬السعي‭ ‬إلى‭ ‬زعامة‭ ‬متأخرة‮!‬
ثانيا‮:‬‭ ‬ليست‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬يتعرض‭ ‬فيها‭ ‬الاتحاد‭ ‬للهجوم‭ ‬بسبب‭ ‬ملتمس‭ ‬الرقابة،‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬المحاولتين‭ ‬الأوليين،‭ ‬كما‭ ‬يتم‭ ‬في‭ ‬الموقف‭ ‬الحالي،‭ ‬والجديد‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬الحزب‭ ‬الذي‭ ‬يتولى‭ ‬الهجوم‭ ‬السافر،‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬هاجم‭ ‬قيادة‭ ‬الاتحاد‭ ‬وفريقه،‭ ‬في‭ ‬المقترح‭ ‬الأول،‭ ‬منذ‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬عن‭ ‬سنة‭ ‬ونصف‭ ‬السنة،‭ ‬عندما‭ ‬اعتبره،‭ ‬ظلما‭ ‬وبهتانا،‭ ‬‮«‬مؤامرة‮»‬،‭ (‬ضد‭ ‬من‭ ‬؟‭)‬،‭ ‬وبنى‭ ‬عليها‭ ‬موقفا‭ ‬هجوميا،‭ ‬لا‭ ‬لسبب‭ ‬آخر‭ ‬إلا‭ ‬لأن‭ ‬الاتحاد‭ ‬كان‭ ‬وراءها‭. ‬وللتاريخ‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬الحزب‭ ‬ذاته،‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬زعيمه‭ ‬وقتها،‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬ملتمس‭ ‬رقابة‭ .. ‬حيث‭ ‬طالب‭ ‬بحل‭ ‬الحكومة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬انتخابات‭ ‬سابقة‭ ‬لأوانها‭ ‬وفتح‭ ‬الباب‭ ‬على‭ ‬المجهول‭.‬
‭ ‬وهنا‭ ‬نسأل‭ ‬بدون‭ ‬انتظار‭ ‬الجواب‭: ‬ما‭ ‬هو‭ ‬تعريف‭ ‬المؤامرة‭ ‬يا‭ ‬ترى؟
‭ ‬ولا‭ ‬يخفى‭ ‬أن‭ ‬هجوم‭ ‬الأمانة‭ ‬العامة‭ ‬لحزب‭ ‬العدالة‭ ‬والتنمية‭ ‬التقى‭ ‬موضوعيا‭(‬نحن‭ ‬لا‭ ‬نقول‭ ‬بشكل‭ ‬مشبوه‭)‬مع‭ ‬أطراف‭ ‬الأغلبية‭ ‬وروافعها‭ ‬الإعلامية‭ ‬وأذرعها‭ ‬المهنية‭ ‬في‭ ‬تبخيس‭ ‬المقترح‭ ‬والهجوم‭ ‬على‭ ‬قيادة‭ ‬الاتحاد‭ ‬التي‭ ‬وضعته‭ ‬بوابة‭ ‬لنقاش‭ ‬ديموقراطي‭ ‬يعيد‭ ‬التوازن‭ ‬للمؤسسات،‭ ‬ومنها‭ ‬البرلمان‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬الاستفراد‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الأغلبية‭ ‬المتغولة‮..‬‭ ‬ولم‭ ‬يدافع‭ ‬أحد‭ ‬عن‭ ‬الاتحاد‭ ‬وسط‭ ‬الاتهامات‭ ‬والإيحاءات‭ ‬التي‭ ‬ادعت‭ ‬أن‭ ‬المتقرح‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬إلا‭ ‬‮«‬حصان‭ ‬طروادة‭ ‬الذي‭ ‬سيمكن‭ ‬الاتحاديات‭ ‬والاتحاديين‭ ‬من‭ ‬الدخول‭ ‬إلى‭ ‬قلعة‭ ‬‮..‬‭ ‬الحكومة‮!‬
كل‭ ‬ذلك‭ ‬أجاب‭ ‬عنه‭ ‬الزمن‭ ‬وتطورات‭ ‬الوضع‭ ‬السياسي‮..‬
وأما‭ ‬نحن‭ ‬فلم‭ ‬نتكلم‭ ‬لا‭ ‬عن‭ ‬مؤامرة‭ ‬ولا‭ ‬عن‭ ‬تنسيق‭ ‬مشبوه‭ ‬ولا‭ ‬عن‭ ‬تفاوض‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬ظهورنا،‭ ‬ولا‭ ‬عن‭ ‬صفقات‭ ‬تحت‭ ‬الطاولات‮!!‬‭ ‬
ثالثا‮:‬‭ ‬الاتحاد‭ ‬يتعرض‭ ‬للاتهام‭ ‬والهجمات،‭ ‬لأنه‭ ‬رفض،‭ ‬أخلاقيا‭ ‬وسياسيا،‭ ‬أن‭ ‬يُجر‭ ‬إلى‭ ‬العبث‭ ‬والتتفيه‭ ‬واستصغار‭ ‬مبادرته،‭ ‬فقرر‭ ‬تعليق‭ ‬النقاش‭ ‬حول‭ ‬ملتمس‭ ‬رقابة‭ ‬تحول‭ ‬من‭ ‬آلية‭ ‬دستورية‭ ‬رفيعة‭ ‬في‭ ‬ممارسة‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬الحكومة‭ ‬إلى‭ ‬تفصيل‭ ‬صغير‭ ‬وإجرائي،‭ ‬كل‭ ‬الهدف‭ ‬منه‭ ‬هو‭ ‬سحب‭ ‬المبادرة‭ ‬من‭ ‬صاحبها،‭ ‬والزج‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬ركن‭ ‬المشهد‭ ‬السياسي،‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬أن‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬عليه‭ ‬القيام‭ ‬بها،‭ ‬هي‭ ‬تقديم‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬الحسابي‭ ‬للمبادرة‭ ‬ثم‭ ‬التواري‭ ‬لحساب‭ ‬من‭ ‬يعتقدون‭ ‬بأنهم‭ ‬سدنة‭ ‬المعبد‭ ‬الديمقراطي،‭ ‬لمجرد‭ ‬إعادة‭ ‬انتخابهم‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬حزبهم‮!‬
رابعا‮:‬‭ ‬لقد‭ ‬قدم‭ ‬الاتحاد،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬فريقه،‭ ‬التوضيح‭ ‬اللازم‭ ‬لمن‭ ‬يهمهم‭ ‬الأمر،‭ ‬أي‭ ‬للمغاربة‭ ‬وللرأي‭ ‬العام‭ ‬الوطني،‭ ‬الذي‭ ‬يتتبع‭ ‬الديناميات‭ ‬الحزبية‭ ‬كلها،‭ ‬وأهدافها‭ ‬المعلنة‭ ‬والمضمرة،‭ ‬وقد‭ ‬قام‭ ‬بواجبه‭ ‬الذي‭ ‬تمليه‭ ‬عليه‭ ‬ثقافته‭ ‬الذاتية‭ ‬وتربيته‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬والتي‭ ‬تفرض‭ ‬عليه‭ ‬ذلك‭ ‬أمام‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬الوطني‭ ‬وحده‭ ‬وليس‭ ‬سواه،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أسقط‭ ‬البعض‭ ‬شرط‭ ‬النزاهة‭ ‬والترفع‭ ‬والحس‭ ‬السياسي‭ ‬السليم‭ ‬في‭ ‬التدبير‭ ‬المشترك‭ ‬لهذا‭ ‬المقترح‭.‬
‭ ‬ولا‭ ‬يخفى‭ ‬على‭ ‬المطلعين‭ ‬وعموم‭ ‬المهتمين‭ ‬بأن‭ ‬الأطراف‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بذلك‭ ‬الهجوم‭ ‬هي‭ ‬الأطراف‭ ‬الأضعف‭ ‬في‭ ‬الجدار‭ ‬الدستوري‭ ‬المطلوب‭ ‬للترافع‭ ‬ضد‭ ‬الحكومة‭ ‬الحالية،‭ ‬عكس‭ ‬ما‭ ‬تعتقده‭ ‬من‭ ‬صدى‭ ‬الزعيق‭ ‬الذي‭ ‬تسمعه‭ ‬عن‭ ‬ذاتها،‭ ‬حيث‭ ‬تكشف‭ ‬لنا‭ ‬الرياضيات‭ ‬الحسابية‭ ‬البرلمانية‭ ‬أن‭ ‬هاته‭ ‬الأطراف‭ ‬ليست‭ ‬ضرورية‭ ‬ولا‭ ‬حاسمة‭ ‬في‭ ‬لائحة‭ ‬التوقيع،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬للاتحاد‭ ‬رأي‭ ‬في‭ ‬تواجدها،‭ ‬ينبع‭ ‬من‭ ‬ضرورة‭ ‬توفير‭ ‬ساحة‭ ‬فعل‭ ‬برلماني‭ ‬ينعش‭ ‬الحوار‭ ‬السياسي،‭ ‬ويساهم‭ ‬في‭ ‬التنشئة‭ ‬السياسية‭ ‬والمؤسساتية‭ ‬لأجيال‭ ‬من‭ ‬الشباب،‭ ‬ومن‭ ‬الذين‭ ‬فقدوا‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬جدوى‭ ‬السياسة‭ ‬وجدارتها‮…‬
‭ ‬والحال‭ ‬أن‭ ‬العكس‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬وقع،‭ ‬منذ‭ ‬البداية،‭ ‬بما‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬تحامل‭ ‬على‭ ‬الاتحاد‭ ‬بهذا‭ ‬الخصوص‮.‬‭ ‬تحامل‭ ‬يكشف‭ ‬التعامل‭ ‬الانتهازي‭ ‬والمتقلب‭ ‬والضبابي‭ ‬مع‭ ‬آلية‭ ‬دستورية،‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬النص‭ ‬وفي‭ ‬المجتمع‭ ‬السياسي‮.‬‭ ‬
لقد‭ ‬تم‭ ‬الهجوم‭ ‬على‭ ‬الاتحاد‭ ‬عندما‭ ‬قدم‭ ‬المقترح‭ ‬منذ‭ ‬سنة،‭ ‬وتم‭ ‬الهجوم‭ ‬عليه‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬سحب‭ ‬نفسه‭ ‬من‭ ‬العبث‭ ‬المحيط‭ ‬بالمحاولة‭ ‬الثانية،‭ ‬ولنا‭ ‬أن‭ ‬نستخلص‭ ‬أن‭ ‬الثابت‭ ‬هو‭ ‬الهجوم‭ ‬والتشهير‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬الاتحاد،‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬مع‭ ‬الملتمس‭ ‬أو‭ ‬انسحب‭ ‬منه‭. ‬وعليه،‭ ‬فإن‭ ‬السبب‭ ‬يجب‭ ‬البحث‭ ‬عنه‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬وزمان‭ ‬آخرين،‭ ‬لا‭ ‬في‭ ‬التباكي‭ ‬على‭ ‬الملتمس‭ ‬وضياعه،‭ ‬أما‭ ‬حزب‭ ‬القوات‭ ‬الشعبية‭ ‬فلم‭ ‬ولن‭ ‬ينتظر‭ ‬الملتمس‭ ‬ليقوم‭ ‬بدوره‭ ‬في‭ ‬فضح‭ ‬العجز‭ ‬الحكومي‭ ‬ولا‭ ‬في‭ ‬الهشاشات‭ ‬العديدة‭ ‬في‭ ‬تنزيل‭ ‬التوافقات‭ ‬الوطنية‭ ‬الكبرى،‭ ‬ولا‭ ‬في‭ ‬لعب‭ ‬دوره‭ ‬في‭ ‬مساءلة‭ ‬أطراف‭ ‬الأغلبية،‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬إطلاق‭ ‬مبادرة‭ ‬رقابة‭ ‬شعبية‭ ‬عبر‭ ‬منظماته‭ ‬الجماهيرية‭ ‬والمهنية‭ ‬والإعلامية،‭ ‬ولا‭ ‬في‭ ‬مواصلة‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬المؤسسات‭ ‬العمومية‭ ‬الكبرى،‭ ‬التي‭ ‬نعتبر‭ ‬بأنها‭ ‬مطالبة‭ ‬بمسايرة‭ ‬الأفق‭ ‬الذي‭ ‬حددته‭ ‬الإرادة‭ ‬الملكية‭ ‬باستمرار،‭ ‬كما‭ ‬دعت‭ ‬إليه‭ ‬خطب‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬بخصوص‭ ‬إصلاحها‭ ‬ومراقبتها‭ ‬ووضعها‭ ‬تحت‭ ‬المجهر‭ ‬الدستوري‭ ‬في‮«‬‭ ‬ربط‭ ‬المسؤولية‭ ‬بالمحاسبة‮»‬،‭ ‬وكذلك‭ ‬سنستمر‮..‬‭ ‬لأن‭ ‬هناك‭ ‬نضالا‭ ‬سياسيا‭ ‬بعد‭ ‬‮…‬‭ ‬الملتمس‮!‬
‭ ‬وستكون‭ ‬لنا‭ ‬المتابعة‭ ‬الواجبة،‭ ‬من‭ ‬بعد،‭ ‬والتي‭ ‬يفرضها‭ ‬احترامنا‭ ‬لمؤسسات‭ ‬بلادنا‭ ‬وللرأي‭ ‬العام‭ ‬الوطني‭ ‬ولشركائنا‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬الحقيقيين‮..‬

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الخميس 22 مايو 2025 - 14:23

سلوفاكيا تشيد بمبادرات المغرب الاستراتيجية لفائدة إفريقيا تحت قيادة جلالة الملك…

الخميس 22 مايو 2025 - 14:06

سلوفاكيا.. مبادرة الحكم الذاتي المغربية أساس لتسوية نهائية برعاية الأمم المتحدة..

الخميس 22 مايو 2025 - 13:51

“عفاريت تذرف دموع التماسيح”

الخميس 22 مايو 2025 - 13:46

المغرب – الاتحاد الأوروبي .. إطلاق مشروع التوأمة المؤسساتية من أجل تدبير مستدام للغابات

error: