فاعلون في الصحة والتعليم بخنيفرة يستعرضون دور المبادرة الوطنية في تنمية الطفولة والدفع بالرأسمال البشري

أحمد بيضي الأحد 25 مايو 2025 - 14:34 l عدد الزيارات : 14953

أحمد بيضي

تخليدا للذكرى العشرين لانطلاق “المبادرة الوطنية للتنمية البشرية”، والتي امتدت فعالياتها بإقليم خنيفرة من 19 إلى 24 ماي 2025، وتمت برمجة سلسلة من الأنشطة والمنتديات والندوات الموضوعاتية التي سعت إلى إبراز مكتسبات المبادرة وتثمين التجارب الرائدة في مجال التنمية المجتمعية، شهدت القاعة الكبرى بعمالة خنيفرة، صباح يوم الجمعة 23 ماي 2025، لقاء علميا خصص لتسليط الضوء على مساعي المبادرة الوطنية في إطار مرحلتها الثالثة موازاة مع برنامجها الرابع الذي يخص دفع وتكوين وتقوية الرأسمال البشري للأجيال الصاعدة الذي يهتم بالطفولة المبكرة، وبالتالي الحد من ظاهرة الهدر المدرسي

اللقاء الذي خصص للتداول في موضوع “دور المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في تنمية الطفولة”، حضره الكاتب العام للعمالة، ورئيس الشؤون الداخلية، وبعض رؤساء المصالح اللاممركزة والمنتخبين ورئيس قسم العمل الاجتماعي وثلة من العاملين بالحقل التربوي، وممثلي جمعيات المجتمع المدني، حيث عرف اللقاء تأطيرا علميا بمشاركة فاعلين في المجال التربوي والصحي، ويتعلق الأمر بالمديرة الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، صفاء قصطاني، وممثلة وزارة الصحة، مريم معلوشي وممثل المؤسسة المغربية للتعليم الأولي، لحسن مامو، بينما رافقهم بتسيير اللقاء مدير المدرسة العليا للتكنولوجيا، الحسن أبا.

افتُتح اللقاء بكلمة باسم عامل إقليم خنيفرة، ألقاها نيابة عنه الكاتب العام للعمالة، أبرز فيها رمزية الحدث في إطار تخليد الذكرى العشرين لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ومؤكدا على أهمية المرحلة الثالثة من المبادرة التي مثلت تحولا نوعيا من الاستجابة للحاجيات الأساسية نحو تبني مقاربة تنموية تجعل الإنسان محور الاهتمام، من خلال الاستثمار في الرأسمال البشري، فيما شددت الكلمة على أن “استشراف آفاق هذه المبادرة الرائدة يقتضي انخراطًا جماعيا ومسؤولا من مختلف المتدخلين، سواء تعلق الأمر بالمؤسسات أو فعاليات المجتمع المدني أو المواطنين أنفسهم، حفاظا على جعل الكرامة والعدالة والتضامن قيما مركزية في مسار التنمية”.

تعزيز صحة الأم والطفل

من جهتها، قدمت ممثلة المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، مريم معلوشي، مداخلة أبرزت فيها الدور الحيوي للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية في تعزيز العرض الصحي بالعالم القروي، ولا سيما ما يتعلق بصحة الأم والطفل، واعتبرت أن المبادرة تشكل شريكا استراتيجيا لقطاع الصحة، من خلال مساهمتها في تحسين الولوج إلى الخدمات الصحية الأساسية بالمناطق النائية، وذلك عبر مشاريع تندرج ضمن برنامج “الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة، فيما أكدت المتدخلة أن هذه الدينامية تشمل إحداث وتجهيز ستة دور للأمومة بإقليم خنيفرة، مجهزة لاستقبال النساء قبل وبعد الوضع.

ولم يفت ممثلة مندوبية الصحة إبراز مساهمة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ب “اقتناء سيارات إسعاف مجهزة ومخصصة لكل دار أمومة، لتسهيل نقل النساء الحوامل في المناطق الوعرة، مع تنظيم حملات تحسيسية وتوعوية تستهدف الأسر”، و”اعتماد استراتيجية للتواصل من أجل التغيير الاجتماعي والسلوكي، سعيا إلى تحسين مؤشرات الصحة والتغذية لدى الأمهات والأطفال”، كما استعرضت الانخراط الفعلي للمندوبية في الحملة الوطنية للتحسيس بأهمية زيارات تتبع الحمل، التي امتدت من 7 أبريل إلى 8 ماي 2025 تحت شعار “نعجلو ونكملو زيارات تتبع الحمل… نحافظو على صحة الأم والطفل”.

وشملت الحصيلة 6 دورات لفائدة الوسطاء الاجتماعيين بدور الأمومة (استفاد منها 142 وسيطًا)، و65 نشاطًا توعويا بالمساجد والنوادي والجمعيات (أزيد من 14 ألف مستفيد)، و4 دورات لطلبة معاهد التمريض والتكوين المهني (200 طالب)، إلى جانب 467 حصة توعية داخل أقسام الأمهات بالمراكز الاستشفائية، استفاد منها ما يناهز 36 ألفا، بينهم 28 ألف امرأة، واختتمت مداخلتها بتوصيات ركزت على تعزيز التوعية في المناطق النائية، وإدماج حصص التحسيس ضمن برامج القوافل الصحية المتنقلة، وتوظيف وسائل الإعلام باللهجات المتداولة، مع تكوين جيل جديد من الوسطاء الجماعاتيين وتقوية قدرات الممارسين منهم لتقديم الدعم اللازم للحوامل القرويات.

تطوير وتعميم التعليم الأولي

وبدوره، شارك الممثل الإقليمي للمؤسسة المغربية للتعليم الأولي، لحسن مامو، في أشغال اللقاء بعرض تناول حصيلة ست سنوات من تنفيذ برنامج تطوير وتعميم التعليم الأولي في المجال القروي بإقليم خنيفرة، وقد افتتح عرضه بتعريف بالمؤسسة المغربية للتعليم الأولي باعتبارها فاعلا رئيسيا في هذا المجال، مبرزا اشتغالها في إطار شراكة مع المبادرة الوطنية ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، فيما أبرز التطور اللافت الذي شهده التعليم الأولي بالإقليم، حيث ارتفعت نسبة التمدرس من 5 بالمائة فقط إلى 61 بالمائة سنة 2024، ما يعكس نجاح الجهود المشتركة لتوسيع قاعدة الاستفادة من هذا النوع من التعليم الحيوي، خاصة بالعالم القروي.

وانتقل المتدخل إلى تقديم حصيلة برنامج تعميم التعليم الأولي بإقليم خنيفرة، خلال الفترة الممتدة من 2019 إلى 2025، والذي أسفر عن إحداث 94 وحدة تضم 95 قاعة دراسية، موزعة على مختلف الدوائر والجماعات الترابية بالإقليم، في إطار اتفاقيات شراكة موقعة مع اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية، كما قدم خريطة توزيع المربين والمربيات حسب النوع والجغرافيا، واستعرض الإحصائيات الرسمية لعدد الأطفال المستفيدين من التعليم الأولي منذ انطلاق البرنامج سنة 2019، مشيرا إلى أن عدد المستفيدين بلغ 2756 طفلا وطفلة، منهم 1065 خلال الموسم الدراسي 2024/2025، بمعدل تسجيل بلغ 11.21 طفلا لكل قسم.

وخصص لحسن مامو جانبا من عرضه للحديث عن الإبداعات التربوية التي تعتمدها المؤسسة، ليتوقف عند عدد من التحديات التي تعترض البرنامج، وفي مقدمتها صيانة البنيات التحتية، وتعبئة الصهاريج لتوفير الماء، وتداعيات الهجرة القروية على استقرار الأسر. كما دعا إلى ضرورة تعزيز الالتزام الجماعي وتكثيف البرامج التحسيسية لفائدة الأسر بأهمية التعليم الأولي، والحفاظ على البنيات التحتية المخصصة له، مع بحث إمكانية توفير النقل المدرسي لأطفال هذا الطور التعليمي لضمان استمرارية التحصيل بالمناطق النائية، وذلك لأهمية التعليم الأولي بوصفه القاعدة الأساس لكل إصلاح تربوي بالمغرب.

التدريس بالعالم القروي

أما المديرة الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بإقليم خنيفرة، صفاء قصطاني، فاستعرضت، خلال مشاركتها في اللقاء، ورقة موضوعاتية حول “مساهمات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في قطاع التربية الوطنية والتعليم الأولي”، أبرزت فيها تدخلات المبادرة الوطنية في دعم المنظومة التربوية، خاصة بالعالم القروي، ودورها الحيوي في النهوض بقطاع التعليم، من خلال مساهمتها الفعلية في تنفيذ البرنامج الوطني لتعميم وتطوير التعليم الأولي، والذي تجسد في بناء 95 حجرة دراسية بمواصفات عصرية، تستهدف الأطفال في المناطق القروية، كما تم تحويل 80 من هذه الحجرات إلى الأكاديمية الجهوية مما يعزز استدامة المشروع.

كما تناولت المتدخلة مختلف أوجه تدخل المبادرة، ومنها بناء وتأهيل وتجهيز المؤسسات التعليمية، وإحداث الداخليات ودور الطالب والطالبة، إلى جانب دعم برنامج “مليون محفظة” الذي يشكل أحد الركائز الاجتماعية الأساسية للحد من الهدر المدرسي ومساعدة الأسر المعوزة، وبخصوص ما يهم تحسين البنية التحتية للمدارس، ذكرت المديرة الإقليمية مساهمات المبادرة في بناء مدارس ابتدائية بعدد من الجماعات القروية، كمثل تيغسالين ومولاي بوعزة، وتوسيع خدمات النقل المدرسي، وربط المؤسسات التعليمية بالكهرباء، وبناء القاعات متعددة التخصصات والمرافق الصحية، كما هو الحال بمدرسة موحى وحمو الزياني بخنيفرة.

وفي سياق موازٍ، تطرقت قصطاني إلى الدعم التربوي والأنشطة الموازية التي تواكب العملية التعليمية، من خلال برامج مسرحية، أنشطة فنية، وتجهيزات تقنية كالحواسيب ومستلزماتها، بالإضافة إلى دعم الجمعيات النشيطة في تأطير تلاميذ الوسط القروي، بينما لم يفت المتدخلة ذاتها الإشارة إلى المساهمة في تعزيز تمدرس الفتاة القروية عبر تحسين جاذبية المؤسسات التعليمية، وتوفير البيئة التربوية الملائمة، مما يعكس البعد الاجتماعي العميق للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ودورها في تقوية الرأسمال البشري للأجيال الصاعدة من خلال دعم التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي بالوسط القروي.

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الأحد 25 مايو 2025 - 17:25

جلالة الملك يهنئ أعضاء نادي النهضة الرياضية البركانية لكرة القدم…

الأحد 25 مايو 2025 - 17:12

بركان الليمونة…هنيئا لنهضة بركان …هنيئا للمغرب

الأحد 25 مايو 2025 - 14:08

المعارضة بجماعة بني مالك تنتزع رئاسة لجنة دائمة وتُسقِط تقرير الأغلبية

الأحد 25 مايو 2025 - 13:41

موجة حر قياسية بعدد من مناطق المملكة من الثلاثاء إلى الجمعة المقبلين وهذا ما أوصت به السلطات المختصة

error: