احتضنت مدينة سلا، أشغال مؤتمر اتحاد الشبيبة الاشتراكية الديمقراطية في العالم العربي، الذي نظم تحت اسم “دورة فلسطين”، بمشاركة 22 منظمة شبابية من 16 دولة عربية، في لحظة نضالية حافلة بالرسائل السياسية والدلالات الرمزية، حيث أسفر المؤتمر عن انتخاب ممثل شبيبة فتح، رمزي حبوب، من قطاع غزة، رئيسا للاتحاد بالإجماع، في خطوة تعكس تشبث الشباب العربي بالقضية الفلسطينية في وجه حرب الإبادة المستمرة، كما تم انتخاب سميحة لعصب، نائبة الكاتب العام للشبيبة الاتحادية، أمينة عامة للاتحاد، وأمين فايق، أمين مال المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية، نائبا لها، إلى جانب انتخاب إسراء مروان زلوم نائبة للرئيس.
ويعد هذا التتويج اعترافا جماعيا بكفاءة الأطر الشابة المغربية، ودليلا على الحضور المتصاعد للشبيبة الاتحادية على الساحة الشبابية العربية، ضمن رؤية تقدمية منفتحة تؤمن بالفعل الميداني والوحدة النضالية، حيث افتتح المؤتمر بكلمة قوية ألقاها فادي حماد، عضو قيادة شبيبة فتح ورئيس الاتحاد السابق، أكد فيها أن الشباب العربي ليسوا شهود صمت، بل “أبناء نار وكرامة”، داعيا إلى تنظيم الطاقات الشبابية لمواجهة الاحتلال والاستبداد والهيمنة، ومن قطاع غزة، وجه الرئيس المنتخب رمزي حبوب كلمة مسجلة إلى المؤتمرين، أكد فيها أن “غزة رغم المجازر تواصل النضال من أجل العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية”، داعيا إلى شراكة عربية تتجاوز الشعارات نحو فعل ثوري حقيقي.
وعرفت الجلسات مداخلات وازنة، من بينها كلمة الأمينة العامة المنتخبة سميحة لعصب التي شددت على أن الشبيبة التقدمية هي صوت الشباب الواعي ومشروع لمستقبل أكثر عدالة، معتبرة أن “الجيل الجديد لا يطلب صورة جماعية، بل جاء ليأخذ المبادرة”، كما دعا الكاتب العام للشبيبة الاتحادية، فادي الوكيلي العسراوي، إلى تطوير برامج شبابية عربية واقعية لمواجهة التحديات المشتركة كالبطالة والهجرة والتعليم، مؤكدا أن الشبيبة ليست مجرد ذراع نضالي بل قوة لبناء المستقبل.
من جانبها، ألقت إسراء زلوم، كلمة أكدت فيها التزام شبيبة فتح بنهج المقاومة والنضال السياسي والاجتماعي الموحد من أجل الحرية والديمقراطية، ومن أجل بناء جبهة شبابية عربية تقدمية تتصدى للهيمنة والاضطهاد بكل أشكاله.
وعلى هامش المؤتمر، التقت الوفود العربية بسفير فلسطين بالمغرب، جمال الشوبكي، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد أبو هولي، حيث جرى استعراض آخر تطورات الوضع في فلسطين، وخاصة في قطاع غزة، الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية شاملة.
وفي ختام المؤتمر، صدر بيان ختامي حازم دعا إلى وقف الجرائم في غزة، ووقف الاستيطان بالقدس، موجها تحية لكل القوى والشعوب الداعمة لفلسطين، كما وعبر كل من حسن فرح، سكرتير عام شبيبة فتح، وإياد صافي، مفوض الشبيبة الفتحاوية، عن اعتزازهم بثقة المنظمات الشبابية العربية في مرشحي شبيبة فتح، مؤكدين أن هذه الثقة انتصار لفلسطين، ورسالة واضحة بأن نضالها حاضر بقوة في وجدان الشباب العربي الحر رغم القمع والتضييق.
ويعتبر هذا الإنجاز شهادة عربية على كفاءة الشبيبة الاتحادية وقدرتها على الحضور والتأثير في الفضاء الإقليمي، وتأكيدا على أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لا يخرج فقط أطرا حزبية، بل يصنع قيادات شابة مؤهلة لتحمل المسؤوليات الكبرى، حيث شدد الكاتب الأول للحزب، إدريس لشكر، خلال افتتاح أشغال المؤتمر، على أن هذه الدينامية تندرج ضمن استراتيجية الحزب في دعم العمل الدبلوماسي الشبابي والترافع عن القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، انطلاقا من مرجعية اشتراكية ديمقراطية ملتزمة.
تعليقات
0