في كلمة مؤثرة وحازمة خلال افتتاح المؤتمر الإقليمي الخامس لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بإقليم الصويرة، اليوم السبت، عبر الكاتب الأول للحزب، إدريس لشكر، عن غضبه واستنكاره الشديدين للمشاهد المروعة التي تتسبب بها آلة الحرب الإسرائيلية، والتي تمعن في تشويه أجساد أطفال فلسطين وسحق شعب أعزل، بقيادة التحالف اليميني الإسرائيلي، مشيدا بالموقف المغربي الثابت والمبدئي، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، الذي ما فتئ يعبر عن دعم المملكة اللامشروط للشعب الفلسطيني، وحرصه على تقديم الدعم الإنساني والسياسي الملموس، بعيدا عن المزايدات والشعارات الفارغة، ذلك أن هذا الموقف ينطلق من التزام تاريخي وإنساني راسخ للمغرب تجاه القضية الفلسطينية.
وقال لشكر في مستهل كلمته: “عندما نستيقظ على مشاهد الأجساد المشوهة لأطفال فلسطين، وعلى هذا العنف والوحشية التي يقودها التحالف اليميني الإسرائيلي ضد شعب أعزل، لا يمكن لأي منا إلا أن يتساءل: أين هي الإنسانية؟ أين الأمم المتحدة؟ وأين هو الضمير الإنساني؟”.
كما شدد على أن هذا التساؤل يبقى مشروعا فقط حين يقوم كل واحد منا بواجبه تجاه الشعب الفلسطيني، لا أن يكتفي بالمزايدات والشعارات الجوفاء، قائلا: “اليوم، إن لم نكثف جميعا جهودنا من أجل فلسطين، فستخبو هذه القضية، مثلما خبت قضايا شعوب أخرى كان لها تاريخ”.
وفي سياق تأكيده على موقف الدولة المغربية الثابت والعملي من القضية الفلسطينية، أوضح لشكر أن المملكة، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، “لا تختبئ وراء شعارات الصمود والتصدي، ولا تتغنى بشعارات رنانة وادعاءات نصر فارغ، بل تنطلق من رؤية إنسانية عملية جوهرها: كيف نوصل الدعم الحقيقي للطفل والمرأة الفلسطينية، وكيف نوقف هذه الهجمة الشرسة على شعبنا الفلسطيني”.
وأضاف: “بلدكم، ملكا، وقوى حية، تقدمية، وطنية، وشعبا متضامنا، هو المساند الحقيقي للشعب الفلسطيني، دون أي غايات انتهازية أو بحث عن مقابل، وليس كما يفعل البعض ممن يسوِّقون لغير ذلك”.
في نفس السياق انتقد لشكر بشكل صريح بعض الأنظمة والجهات التي “تستغل القضية الفلسطينية في صراعاتها الإقليمية أو في مفاوضاتها الدولية، فتشعل حروبا داخل البلدان العربية، ويكون الثمن من يدفعه هو الشعب الفلسطيني أولا وأخيرا”، مضيفا بالقول: “أين أولئك الذين رفعوا شعارات تحرير القدس؟ أين نحن اليوم في غزة والضفة الغربية، بعد أكثر من 55 ألف شهيد وكل هذا الدمار؟ ألم يحن الوقت لنتحدث بصدق وعقلانية، ونخاطب الرأي العام الدولي بضمير إنساني مسؤول؟”.
كما ختم لشكر كلمته بالتحذير من مصير قاتم ينتظر القضية الفلسطينية إذا لم تتوفر لها قيادة فلسطينية عقلانية ومسؤولة، قائلا: “إذا لم نتحرك بعقل وقلب ومسؤولية، فسنقول على القضية الفلسطينية السلام، ولا نريد لها ذلك أبدا”.
تعليقات
0