في خضم الإقبال الكبير على لحوم الأكباش وأحشاء الماشية (الدوارة) مع اقتراب عيد الأضحى وارتفاع الطلب عليها، وفي ظل تنامي محاربة مظاهر الذبيحة السرية، تمكنت عناصر الدرك الملكي التابعة لسرية برشيد، صباح السبت 31 ماي 2025، من حجز كمية كبيرة من اللحوم غير الصالحة للاستهلاك، كانت موجهة للأسواق الشعبية بجهة الدار البيضاء.
وأفادت مصادر محلية أن العملية جاءت بعد توقيف شاحنة مشبوهة على مستوى منطقة جمعة رياح، كانت في طريقها نحو مديونة، حيث أسفر التفتيش الدقيق عن ضبط أزيد من 40 سقيطة وأحشاء ماشية (دوارة) منقولة في ظروف لا تحترم أدنى معايير السلامة الصحية، ودون وثائق قانونية تثبت مصدرها أو تؤكد سلامتها البيطرية.
وقد جرى إتلاف الكمية المحجوزة عن طريق الحرق، بحضور لجنة مختصة تضم ممثلين عن المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (ONSSA)، والمصالح البيطرية، والسلطات المحلية، فيما تم تحرير محضر رسمي بتعليمات من النيابة العامة المختصة لمباشرة المساطر القضائية اللازمة في حق المتورطين.
وتأتي هذه الواقعة في سياق خاص يشهده المغرب، يتمثل في ارتفاع لافت في اقتناء “الدوارة” ولحوم الأغنام نتيجة قرار ملكي يقضي بمنع ذبح الأضاحي هذه السنة، وذلك بهدف الحفاظ على القطيع الوطني الذي يعرف تراجعًا مقلقًا بسبب توالي سنوات الجفاف وندرة الموارد العلفية، وهو ما انعكس مباشرة على العرض والطلب في الأسواق.
وأدى هذا القرار، الذي يستهدف تأمين استدامة الثروة الحيوانية الوطنية، إلى انتعاش نشاط الذبيحة السرية بشكل ملحوظ في بعض المناطق، خاصة مع محاولة عدد من الوسطاء والمضاربين استغلال الظرفية لتحقيق أرباح غير مشروعة، من خلال تسويق لحوم غير مراقبة صحياً، قد تُعرض صحة المستهلكين لخطر التسمم أو العدوى.
في هذا السياق، تدعو السلطات المواطنين إلى توخي الحذر، واقتناء اللحوم فقط من المجازر المرخصة والنقط الخاضعة للمراقبة البيطرية، كما تشدد على مواصلة حملاتها لمكافحة الذبيحة السرية وحماية الصحة العامة.
تعليقات
0