اختتم المؤتمر العام لاتحاد الشبيبة الاشتراكية الديمقراطية في العالم العربي، الذي انعقد بمدينة الرباط في الفترة من 27 إلى 30 مايو 2025، فعالياته ببيان ختامي يعكس عمق التضامن والشراكة بين الشباب الاشتراكي الديمقراطي العربي، مع التأكيد على وحدة المواقف تجاه القضايا العربية الكبرى وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
تحية وتقدير للجهة المستضيفة ولحزب الاتحاد الاشتراكي..
وقد بدأ البيان بتوجيه تحية إكبار وتقدير حار إلى الشبيبة الاتحادية، القطاع الشبابي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، على حسن الاستقبال وكرم الضيافة، وكذلك على جودة التنظيم الذي ميز فعاليات المؤتمر، كما شكر المؤتمر الأمانة العامة لاتحاد الشبيبة الاشتراكية الديمقراطية في العالم العربي، المنتهية ولايتها، على الجهود الجبارة التي بذلتها خلال ولايتها منذ تأسيس الاتحاد في الرباط سنة 2014، وعلى تنظيمها المتقن للمؤتمر، والذي تميز بحيوية ونضج في طرح القضايا الشبابية والوطنية.
فلسطين شعار التضامن والدعم الدائم
وأكد المؤتمر اعتزازه بجعل فلسطين عنوانا وشعارا للمؤتمر، تجسيدا للتضامن الدائم والدعم اللامشروط لنضال الشعب الفلسطيني البطل في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، كما دان بشدة استمرار الاحتلال في حرب إبادة وتجويع الشعب الفلسطيني، مشددا على دعم حق الشعب الفلسطيني في الاستقلال والحرية وبناء دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفق مقررات المجتمع الدولي.
الشباب محور السياسات الوطنية..
كما شدد المؤتمر على ضرورة أن يكون الشباب جوهر السياسات العمومية في الدول العربية، من خلال ضمان حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والبيئية، وضرورة إدماجهم الفعلي في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، مؤكدا على أن الشباب يشكل ركيزة أساسية لمسيرة النهوض بالأوطان وقيادتها نحو المستقبل.
العمل السياسي ومرجعية الاتحاد..
وأشار البيان إلى أن اتحاد الشبيبة الاشتراكية الديمقراطية في العالم العربي منظمة سياسية تعمل ضمن الأطر القانونية لكل بلد، وتعتبر جزءا من التحالف الديمقراطي الاجتماعي في العالم العربي، تشارك في الرؤى السياسية وتتولى مهامها باستقلالية كاملة في التسيير والتدبير.
نداء للمنتظم الدولي بوقف الحرب في فلسطين..
طالب المؤتمر المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته الأخلاقية والسياسية والإنسانية بوقف الحرب الظالمة على الشعب الفلسطيني، وفتح ممرات إنسانية عاجلة لتوفير الغذاء والدواء، والعمل على إعادة الإعمار ووقف مخطط التهجير القسري، تمهيدًا لاستئناف العملية السياسية.
دعم الشرعية الفلسطينية وحماية القرار الوطني..
في نفس السياق أكد البيان على دعم استقلالية القرار الوطني الفلسطيني ورفض كل التدخلات الخارجية التي تهدف إلى العبث بالقضية الفلسطينية، مجددا التشبث بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، ومركز الوحدة والمصالحة الوطنية كشرط أساسي لتحقيق التحرير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
احترام الوحدة الوطنية والترابية..
وشدد المؤتمر على ضرورة احترام الوحدة الترابية والوطنية للدول العربية كركيزة أساسية لكل تعاون أو تنسيق عربي، مع رفض التدخلات الخارجية التي تسعى إلى زعزعة استقرار الدول العربية وتشجيع الانفصال والتفتيت.
الحقوق والمساواة بين جميع مكونات المجتمع..
ودعا البيان الحكومات في الدول العربية إلى احترام الدساتير والقوانين المحلية، ومنع التمييز بين مكونات المجتمع، والعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية والتعايش السلمي بين جميع القوميات والعرقيات التي تزخر بها المنطقة، مع التشديد على الحلول الحوارية السلمية للنزاعات الداخلية.
التزام الشباب بالدفاع عن أوطانهم..
كما أكد الشباب الاشتراكي الديمقراطي العربي عزمهم المستمر على الدفاع عن وحدة أوطانهم واستقلالها، والعمل على بناء مجتمعات ديمقراطية توفر التعليم والصحة وفرص العمل والسكن اللائق، مع تمسكهم بقضايا الحرية وحقوق الإنسان والكرامة والعدالة الاجتماعية والمساواة بين الجنسين.
دعوة لوقف الاقتتال بين الأشقاء..
ناشد البيان كافة الشباب العربي الذين يحملون السلاح في وجه بعضهم بعضاً إلى وقف الاقتتال وحقن دماء الأخوة، داعياً إلى فض النزاعات عبر الحوار السياسي والمفاوضات الديمقراطية السلمية.
إدانة تمويل ودعم الفصائل المسلحة الإرهابية..
أدان المؤتمر جميع القوى الإقليمية والدولية التي تمول وتسلح الميليشيات المسلحة والإرهابية، وتغذي الاقتتال والتفرقة في الدول العربية، مما يهدد أمن واستقرار المنطقة.
الخطوات الإيجابية نحو الوحدة والسلام..
أشاد المؤتمر بالاتفاق الذي تم بين رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا وقائد قوات سوريا الديمقراطية، معتبرا إياه خطوة مهمة للحفاظ على وحدة الأراضي السورية ودعم حقوق كافة المكونات المشاركة في العملية السياسية لبناء سوريا ديمقراطية.
دعم الشعب السوداني واليمني..
عبر البيان عن دعمه المطلق للشعب السوداني في مواجهة محنته، داعياً المجتمع الدولي إلى الإسراع في تقديم المساعدات ووقف النزيف الدموي والانتهاكات، كما أيد رؤية اتحاد الشباب الاشتراكي اليمني لبناء السلام الدائم وحل النزاع اليمني عبر استعادة المؤسسات الشرعية والحلول السياسية.
دعم الحل السياسي في ليبيا..
واعتبر المؤتمر أن اتفاق الصخيرات الموقع عام 2015 يشكل أرضية صلبة ومرجعا مرنا لدعم الحل السياسي في ليبيا، داعياً إلى حلول بعيدة عن التدخلات الإقليمية والدولية المتصارعة لتحقيق الاستقرار في البلاد.
واختتم المؤتمر فعالياته في الرباط بعد اسبوع من الأشغال المتواصلة، بتاريخ 30 ماي 2025، متعهدا بمواصلة العمل على تعزيز وحدة الشباب الاشتراكي الديمقراطي العربي ودعم قضاياهم الوطنية والقومية بكل عزيمة وإصرار.
تعليقات
0