Ad Image

شتان بين وطني حقيقي وبطل “لايفات” هاوٍ: إدريس لشكر وبنكيران.. مساران لا يلتقيان

محمد رامي الإثنين 2 يونيو 2025 - 18:28 l عدد الزيارات : 31005

في زمن تتعالى فيه الأصوات المزايدة والشعبوية، يظهر الفرق واضحًا بين السياسي الحقيقي الذي يسافر للمنتديات الدولية حاملا هم الوطن، ويخوض المعارك الدبلوماسية من أجله، وبين من يقبع في زاوية ” اللايفات” للتعليق والتهكم والتشويش.

بين إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وعبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، تتجلى الهوة السياسية والأخلاقية بين زعيم وطني ومُعلّق سياسي “لايفي” تخصص التشويش.

بين حزب يناضل من أجل الوطن، وحزب “غرغري أو لا تغرغري” لا يتحرك حين يتعلق الأمر بالوطن، همه استعادة عذريته السياسية والبحث عن الأصوات الانتخابية بأي طريقة كانت حتى ولو تعلق الأمر بالمتاجرة بالقضية الفلسطينة.

الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ليس مجرد حزب تاريخي، بل هو مدرسة في الوطنية الميدانية، والدبلوماسية النضالية. في مقابل ذلك، يواصل حزب عدالة و تنمية بنكيران، انكماشه وعزلته، متقوقعًا داخل خطابات الماضي  مفتقرا للبوصلة حين يستدعي الوطن مواقف واضحة.

ففي الوقت الذي كانت فيه كتائب بنكيران الإلكترونية تشن حملات تشويش ضد الاتحاد الاشتراكي وقيادته، كان إدريس لشكر يجوب العواصم الدولية حاملاً قضايا الوطن، مدافعًا عن وحدته الترابية، و مرافِعًا باسم الشرعية، ومُسهمًا في تعزيز موقع المغرب ضمن الفضاءات التقدمية الدولية.

ففي ظرف نصف عام ، 6 أشهر فقط، كانت تحركات إدريس لشكر كالتالي:

من بروكسيل: أكد أن مغاربة العالم قوة استراتيجية وطنية، داعيًا الأحزاب الأوروبية إلى دعم السيادة المغربية.

في مؤتمر الشبيبة الاشتراكية العربية: جدد التأكيد على الوحدة الترابية والنضال المشترك، محذرًا من تغلغل المشروعين العثماني والفارسي في المنطقة.

في تركيا: ترأس وفد الاتحاد إلى المجلس الدولي للأممية الاشتراكية، وشارك في مرافعات من أجل عدالة القضايا الوطنية.

في الرباط: قدم عرضًا أمام مجلس المستشارين حول الدبلوماسية الموازية وتجربة الاتحاد الاشتراكي، مؤكدًا على أهمية الدبلوماسية البرلمانية في تعزيز التعاون جنوب-جنوب.

في الهند: شارك في مؤتمر التحالف التقدمي العالمي، داعيًا إلى نظام عالمي جديد قائم على العدالة والسيادة والتضامن، منتقدًا دعاية النزاعات ولامبالاة صناع القرار. كما أبرز نموذج التنمية المغربي، ودافع عن قضايا إفريقيا.

في المكسيك:
أجرى مباحثات مع مسؤولي أحزاب سياسية مكسيكية.
التقى السيناتورة كارين كاستريخون لتعزيز التعاون البيئي والتنمية المستدامة.
قدّم مرافعة قوية أمام الحزب الثوري المؤسساتي المكسيكي حول القضية الوطنية والمكتسبات الدبلوماسية بقيادة جلالة الملك.

في المنتديات الدولية:

دافع عن الوحدة الترابية بوصفها ركيزة مقدسة لا تقبل المساومة.
عبّأ الوعي الوطني قائلاً: “معركة الحكم الذاتي بدأت، والمطلوب جبهة داخلية واعية وصلبة”.
شدد على أن “وطنية الاتحاد هي التي تملي المواقف، ولا أحد يمكنه المزايدة عليه في القضية الفلسطينية”.
أكد أن الاتحاد الاشتراكي عزز حضوره الدولي وفق التوجيه الملكي للدفاع عن القضية الوطنية.

في لقاءات أممية:

اعتبر مؤتمر الأممية الاشتراكية في المغرب انتصارًا للوحدة الترابية المغربية والقضية الفلسطينية.
استقبل مارتن شولتز، أحد قادة الحزب الاشتراكي الألماني، ورئيس مؤسسة فريدريك إيبرت.
احتضن الاجتماع الرئاسي للأممية الاشتراكية برئاسة بيدرو سانشيز، مشددًا على أن المغرب يجسد رؤية لتحويل إفريقيا إلى قارة الفرص والتنمية المستدامة.

في قضايا حقوق الإنسان:

حمّل الجزائر مسؤولية انتهاكات تندوف، ودعا إلى حملة دولية لمحاسبة الجلادين.
أكد التزام الاتحاد الاشتراكي بكشف انتهاكات البوليساريو في سجون تندوف.

في المقابل.. ماذا فعل بنكيران؟

لا شيء سوى اللايفات الشعبوية، التندّر، التنكيت، وخطابات استهلاكية لا أثر لها في موازين الدبلوماسية، ولا وزن لها في المحافل الدولية.

منشغل بالهجوم على الاتحاد الاشتراكي، بالغمز واللمز، واستعادة الماضي بصيغة التلاعب، دون أن يقدّم مبادرة واحدة جدية في دعم الوحدة الترابية أو بناء موقع دولي لحزبه، الذي يظهر اليوم وكأنه يجرّ ذيول العزلة واللاجدوى.
كل هذا التشويش وادريس لشكر لم يتردد لحظة في خوض المعارك الأممية إلى جانب الوطن، مدفوعًا بوصية الشهداء، ومنطق المصلحة الوطنية العليا. وهو الحزب الذي يحرج خصومه لا بالصراخ، بل بالفعل، لا بالتنظير، بل بالعمل الميداني، ولا بالدعاية، بل بالمبادرة والدبلوماسية الجادة.

خلاصة القول..لا مجال للمقارنة بين من يرافع باسم المغرب، وبين من يرافع ضد من يرافع باسم المغرب،

تتضح هنا الرؤية بشكل جلي بين إدريس لشكر وعبد الإله بنكيران ، بين الاتحاد الاشتراكي والعدالة والتنمية

فشتان ما بين وطنية مسؤولة وخطابات استهلاكية  و شتان ما بين سياسة نضال من أجل السيادة وسياسة ضجيج بلا معنى.
ففي السياسة، كما في التاريخ، من لا يصطف مع الوطن، يُنسى سريعًا.

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الأربعاء 4 يونيو 2025 - 11:31

تحديد أسعار التكوين واجتياز امتحان رخصة السياقة…

الأربعاء 4 يونيو 2025 - 10:33

توقيف فرنسي مغربي متورط في اختطاف وجرائم مالية دولية…

الأربعاء 4 يونيو 2025 - 10:13

السعودية تمنع التصوير ورفع الأعلام السياسية في الحج…

الأربعاء 4 يونيو 2025 - 10:01

بوريطة: الأطلسي ليس مجرد منطقة جغرافية بل فضاء جيوستراتيجيا مهما في السياسة الخارجية للمغرب

error: