دفتر العزاء في البيت الاتحادي يفتح من جديد لاسم كبير في النضال والوطنية ، في السياسة والديبلوماسية ” عن سن الـ 96 سنة، انتقل إلى عفو الله ورحمته، المشمول برضوانه ومغفرته، مولاي المهدي العلوي، عضو المكتب السياسي الأسبق لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وأحد رفاق المهدي بنبركة وعبد الرحيم بوعبيد وعبد الرحمن اليوسفي، وواحد من مؤسسي الحركة الاتحادية، منذ 1959، وذلك صباح يوم أمس الثلاثاء بمنزله بحي السويسي بالرباط.. .”
ويتوالى الفقدان ، ويتوالى الحزن والضيق الكبير في المجال النضالي .
كبار في مجال الوطنية والسياسة يترجلون عن صهوة الحياة والنضال …
في هذه الأجواء الحزينة ينعي الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وفاة مناضل كبير ووطني صادق ” ينعي الكاتب الأول للحزب الاستاذ إدريس لشكر، إلى جميع الاتحاديات والاتحاديين، الراحل الوطني والقيادي الاتحادي الكبير مولاي المهدي العلوي. كما يتقدم باسم المكتب السياسي وباسم جميع الاتحاديين والاتحاديات بأحر التعازي وأصدق المواساة إلى أبناء المرحوم، إبراهيم ويوسف والحبيب، وإلى زوجته الفاضلة السيدة رجاء، وإلى باقي الأسرة والعائلة راجين من العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويلهم الأسرة الصبر والسلوان . ”
رجل وطني بامتياز الصدق وقائد تاريخي لحزب القوات الشعبية ، ولد وطنيا اتحاديا ومات وطنيا اتحاديا ” وما بدل تبديلا ” ، الإخلاص والوفاء في البدء وفي الختم ، وفاء للوطن ووفاء للحزب .
وهكذا يفتح دفتر العزاء السياسي من جديد لرائد اتحادي في النضال الوطني والديموقراطي .
رحمك الله أيها المناضل الكبير مولاي المهدي العلوي وأسكنك فسيح جنانه ؛
اذا كان الفقيد مولاي المهدي العلوي يعتبر واحدا من رواد الحركة الاتحادية وواحدا من الذين جسدوا النضال من اجل الاستقلال السياسي ، وأحد رموز النضال الديموقراطي والتقدمي . فان عطاءه في المجال الديبلوماسي متنوع وغني ، ” الراحل المهدي العلوي كان من مؤسسي الحركة الاتحادية، وعاش لحظات مفصلية شكلت وعيه التاريخي والنضالي قبل الاستقلال، وكان في طليعة الشباب الذين اتجهوا نحو تجربة الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، حيث كانوا معجبين بتجربة المهدي بن بركة ومسارهالدبلوماسي، كما ذاق، منذ سنة 1963، تجربة للاعتقال وعاش مرارة مؤامرة يوليوز لتلك السنة، حيث وجد نفسه أمام آلة القمع الرهيبة التي كان يقودها الجنرال أوفقير. وظل في قلب الأحداث بعد اختطاف المهدي بنبركة، حيث كلفه الحزب بمتابعة القضية والتعريف بها عربيا ودوليا، إلى أن جاء منتصف ثمانينيات القرن الماضي، حيث وقع الاختيار عليه من طرف الراحل الحسن الثاني، طيب الله ثراه، ليشغل منصب الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، حيث بصم على تجربة مهمة واستثنائية في العمل الدبلوماسي.
وسبق للراحل أن تقلد منصب مندوب المغرب الدائم لدى الأمم المتحدة منذ سنة 84 الى 1987، قبل أن يعين في سنة 1993 سفيرا بهولاندا، ثم سفيرا بالأردن في نهاية 1999، فمستشارا بوكالة بيت مال القدس الشرف.”
مولاي المهدي العلوي لم تمت ولكن ساهمت في اقتلاع الموت من وطننا …ساهمت في اسماع صوت التحرر … الحرية والبناء …ساهمت في شق الطريق ، توضيح الرؤية وبناء المسار…
ترحل بيولوجيا لتفرض حضورا أقوى …فأنت الحضور ، بالأمس واليوم وغدا …
وجودك كان له معنى …لم تأت إلى هذا العالم زائرا …لم تكن مؤقتا …بل أتيت فاعلا وخالدا …إنك شهم…انك مناضل… وطني اصيل ..
مسار مكتوب بالشهامة والعطاء…. موشوم بالعزيمة القوية …موشوم بالصمود والصلابة…
تاريخ غني وحي ….مسار شاق وعسير …وطني ومواطن…مناضل ديموقراطي في سنوات الجمر والرصاص…كلمة واحدة في حقك أيها النبيل وأصير ملقحا ضد كل نزلات الخيانة والانحراف…فالرجل أنت والصدق فيك …والنبل ولد معك…إنك وطني مخلص …إنك اتحادي أصيل….
نم مطمئنا يا مولاي المهدي ، المغرب ينمو ويتقدم مستلهما قيم الوطنيين والمخلصين …المغرب بخير بفضل نضالاتكم وتضحياتكم ..ووردة المغرب تزهر…
لقد حدث ما كان حتما سيحدث …وما كان مأمولا أن يتأخر حدوثه…حدث اليوم ، أن جسم مولاي المهدي العلوي ، أفرغ آخر ما استطاع من نفس ، ليسلم أنفاس الإنسان العزيز لفضاءات التاريخ الرحبة والعطرة بأريج انبعاث النيات المخصبة لمشاتل ، تولد الشمس في مستقبل التاريخ….
وأنت اليوم لم تفعل إلا أن حلقت إلى مثواك في البراري المزهرة لذاكرة الوطن ، وهي التي تصون ، برفق وفرح ، حيوات أمثالك من مولدي التدفق في المجرى العظيم للأمل في أوصال وطن يقاوم الارتداد ويراوغ المطبات …ويمضي بهدوء وثبات وبعزم نحو الامتلاء بالكرامة لمواطنيه…
مولاي المهدي العلوي ممتد في المشترك المديد والعميق بيننا…
مولاي المهدي العلوي ..سيحفظ لك الوطن أنك كنت من أبنائه الأوفياء له ، وقد بذلت من أجل تقدمه الكثير من الجهد بكفاءة نضالية …لذلك لن تذهب بعيدا تحت التراب ، لأنك ستذهب بعيدا فوق التراب …
مولاي المهدي العلوي …ذكراك ستزهر وتولد أبدا نفحات الأمل في التقدم نحو حلمك بالوطن الزاخر بالكرامة لمواطنيه…
وداعا مولاي المهدي العلوي …الوفاء في البدء وفي الختم

تعليقات
0