الرباط تحتضن مؤتمرا علميا لمناقشة الحلول الممكنة لإشكالات ندرة الموارد المائية وتدهور التربة بالمجالات القروية

أحمد بيضي

تنظم “الجمعية المغربية لطلبة المهندسين الزراعيين” (AMEIA) يوم 14 يونيو 2025، بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط، مؤتمرا علميا تحت عنوان: “الابتكار والعالم القروي: أية نماذج من أجل الإدماج الاجتماعي، تدبير المياه والمحافظة على التربة؟”، ويندرج هذا اللقاء العلمي في سياق يتسم بتزايد الإلحاح على بلورة حلول مبتكرة وشاملة لمواجهة الإشكالات التي تعرفها المجالات القروية، من ندرة في الموارد المائية، وتدهور في التربة، إلى محدودية آليات الإدماج الاجتماعي، وضعف البنيات التحتية والخدمات الأساسية.

ومن المبرمج أن يجمع هذا المؤتمر نخبة من الخبراء والباحثين والفاعلين في المجال الفلاحي، إلى جانب طلبة وأطر وممارسين، في فضاء مفتوح للنقاش والتفكير الجماعي، حول رهانات التنمية القروية من زوايا متعددة، تلتقي فيها المعرفة الأكاديمية مع الخبرة الميدانية، ويندمج فيها البحث العلمي مع التحولات المجتمعية والتقنية الجارية، وينتظر أن يشكل هذا اللقاء منصة استراتيجية لتحفيز التفكير الجماعي حول نماذج التنمية القروية المستدامة، التي تضع في صلب أولوياتها الإنسان والبيئة والموارد الطبيعية.

من خلال أربعة محاور رئيسية ستؤطر النقاشات والمداخلات، يسعى المؤتمر إلى إبراز القضايا الأكثر إلحاحا التي يعيشها الوسط القروي المغربي، وعلى رأسها الإدماج الاجتماعي باعتباره حجر الزاوية في أي مقاربة تنموية عادلة وشاملة، بحيث سيتم تناول سبل تعزيز المشاركة المجتمعية، والحد من الإقصاء الاجتماعي، ودعم الفئات الهشة من نساء وشباب، كما ستتم مناقشة التحديات المرتبطة بالمحافظة على التربة والممارسات الزراعية المستدامة، بما في ذلك أنظمة الزراعة الإيكولوجية، والتقنيات الملائمة لمختلف النظم البيئية المحلية.

أما على مستوى التدبير المستدام للمياه، فمن المقرر أن يتم الوقوف على آفاق ترشيد استعمال الموارد المائية، وتثمينها، في سياق يتسم بندرة متزايدة للماء، وارتفاع الطلب عليه سواء لأغراض فلاحية أو معيشية، وفي هذا السياق، تبرز أهمية توظيف التكنولوجيا والرقمنة كوسائل لتأمين حكامة ناجعة للموارد، حيث يخصص المؤتمر حيزا واسعا للحديث عن الابتكار والرقمنة في خدمة التنمية القروية، من خلال عرض تجارب رائدة وممارسات ناجعة تعتمد على البيانات والتطبيقات الذكية، وتفتح آفاقا جديدة أمام الفلاحين والمجتمعات المحلية.

وسيشكل فضاء عرض التجارب الميدانية إحدى محطات المؤتمر البارزة، حيث ستقدم نماذج حية من مشاريع ناجحة، قادها فاعلون من المجتمع المدني أو مهنيون أو مؤسسات بحثية، مما سيتيح للمشاركين الاطلاع عن قرب على سبل تحويل الأفكار إلى ممارسات قابلة للتعميم، كما ستنظم حلقة نقاش فكرية بعنوان “الدينامية الترابية في خدمة التنمية القروية”، بمقاربة متعددة التخصصات تشمل علم الاجتماع، التحليل الإحصائي، تدبير الموارد، والابتكار التكنولوجي، في محاولة لفهم شامل للواقع القروي وتحديد أفضل سبل دعمه.

من خلال هذا المؤتمر، تؤكد “الجمعية المغربية لطلبة المهندسين الزراعيين” التزامها الراسخ بإشراك الطلبة والمهندسين الزراعيين المستقبليين في النقاشات الوطنية الحيوية، وتعبئتهم حول القضايا المصيرية التي تهم المجال القروي، وذلك في أفق إعداد جيل جديد من الكفاءات المؤمنة بأهمية الابتكار والتعاون والإدماج كرافعات أساسية لتحقيق تنمية قروية مستدامة وشاملة، ذلك في ظل التحديات المتصاعدة التي يواجهها المجال القروي، سواء على مستوى التحولات المناخية أو الاختلالات الاجتماعية والاقتصادية.