أثارت صورة متداولة لنتائج امتحانات البكالوريا لأحد التلاميذ، حصل بالكاد على المعدل العام للنجاح (10,01 من 20)، تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، بسبب التباين اللافت في النقاط المحصلة بين المواد، والطريقة التي ساهم بها احتساب المراقبة المستمرة والامتحان الجهوي في إنقاذ التلميذ من الرسوب.
الصورة، التي نُشرت مرفقة بتعليق ساخر “نتيجة الباك الأشهر حاليا”، توثق حصول تلميذ في شعبة “العلوم الفيزيائية” على نقاط متباينة جداً، أبرزها 0,50 فقط في مادة الفيزياء والكيمياء، مقابل 11/20 في الفلسفة، و10,50 في اللغة الأجنبية الثانية، و6,50 فقط في الرياضيات، فيما سجل نقطة 9/20 في علوم الحياة والأرض.
ورغم تواضع نتائجه في الامتحان الوطني (5,96/20)، فقد ارتفع معدله العام بفضل نتائجه في المراقبة المستمرة (14,81/20) والامتحان الجهوي (13,30/20)، مما سمح له بالنجاح بمعدل نهائي بلغ 10,01/20.
الملاحَظ أن التلميذ حصل على نقطة ضعيفة جداً في مادة تخصصه (الفيزياء والكيمياء)، ونقطة متواضعة في الرياضيات، ما يطرح تساؤلات عن مدى تأهيله الحقيقي لمواصلة دراسته في شعب علمية أو تقنية.
و بحصوله على 11/20 في الفلسفة، تفوّق هذا التلميذ على ما سجله في مواد يفترض أنها قريبة من تكوينه الأكاديمي. وقد يعكس هذا خللاً إما في طبيعة الامتحانات أو في معايير التصحيح أو حتى في استعداد التلاميذ أنفسهم.
النقطة العالية في المراقبة المستمرة (14,81) هي التي أنقذت التلميذ، مما يسلّط الضوء على الهوة بين التقييم المدرسي الداخلي والاختبارات الموحدة الوطنية. كما يثير ذلك الشكوك حول مدى مصداقية هذا النوع من التقويم في عدد من المؤسسات التعليمية.
تكشف هذه الحالة، رغم طرافتها، عن إشكالات عميقة في نظام التقويم التربوي المغربي، وتطرح تساؤلات مشروعة حول تكافؤ الفرص، وفعالية المناهج، وملاءمة أساليب التقييم لمستوى المتعلمين. كما تبرز الحاجة إلى إصلاحات تربوية شاملة تأخذ بعين الاعتبار الجودة، لا مجرد النجاح العددي، لتفادي تخريج أفواج من التلاميذ غير المؤهلين معرفياً لمتطلبات المرحلة الجامعية أو المهنية.
تعليقات
0