لشكر من تاوريرت.. الإنصاف المجالي واستثمار الطاقات المحلية مفتاح الإقلاع التنموي في ظل المشاريع الملكية الكبرى…

يسرا سراج الدين الأحد 22 يونيو 2025 - 22:06 l عدد الزيارات : 10939

افتتح الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إدريس لشكر، أشغال المؤتمر الإقليمي الثاني للحزب بإقليم تاوريرت، المنعقد مساء الأحد 21 يونيو 2025، تحت شعار “الإنصاف المجالي ورهانات الإقلاع التنموي لإقليم تاوريرت”، بكلمة رسم فيها بوضوح التحديات التي يواجهها الإقليم على المستويين الاجتماعي والاقتصادي، مستحضرا السياقات الوطنية والمتغيرات الكبرى التي يعرفها مغرب ما بعد خمس وعشرين سنة من عهد جلالة الملك محمد السادس.

وأشار لشكر إلى التراجع الديموغرافي الذي شهده الإقليم خلال السنوات الأخيرة، حيث أظهرت الإحصائيات الرسمية انخفاض عدد السكان من 130 ألف نسمة إلى نحو 100 ألف نسمة، بسبب نزيف الهجرة الذي أفرغ الإقليم من قواه البشرية المنتجة، مبرزا أن ذلك يستدعي وقفة جدية من كافة المتدخلين، بدءا من المنتخبين والمسؤولين الإقليميين إلى الحكومة المركزية، من أجل إنصاف تاوريرت وإعادة الاعتبار لطاقاته وكفاءاته المهاجرة، وتحفيز استثمارها المحلي من خلال آليات دعم حقيقية وتخفيضات ضريبية، ومواكبة بنيوية تستجيب لانتظارات الساكنة.

وفي السياق ذاته، عاد القيادي الإتحادي إلى المحطات المفصلية التي شهدها مغرب العهد الجديد، مذكرا بدور المرحوم مزيان بلفقيه، ابن الإقليم وأحد مهندسي تقرير الخمسينية الذي أدخله الفريق الاشتراكي بمجلس النواب للبرلمان عبر يوم دراسي، والذي كان منطلقا لإطلاق نقاش وطني موسع حول إصلاحات حقوقية ومجتمعية شكلت اللبنات الأولى لبناء دولة الحق والقانون، موضحا أن الخمس سنوات الأولى من حكم جلالة الملك محمد السادس تميزت بالانفتاح على قضايا الحريات الفردية وحقوق الإنسان وبناء مؤسسات الديمقراطية، ثم أعقبتها سنوات من المشاريع الهيكلية الكبرى التي أنجزتها الدولة، لكنها لم تكن خالية من آثار اجتماعية سلبية أظهرتها بحدة أزمة الصحة أثناء جائحة كورونا، ما أفضى إلى بلورة جلالة الملك لاستراتيجية اجتماعية جديدة تتجلى في التغطية الصحية والدعم الاجتماعي المباشر.

كما أكد إدريس لشكر أن هذه الرؤية الملكية الطموحة لن تؤتي أكلها إذا لم تترجم على أرض الواقع إلى سياسات منصفة ترفع الحيف عن الأقاليم المهمشة عبر تدبير حكومي ناجع، لافتا إلى أن ذلك يتطلب وجود نخب سياسية محلية تتحمل المسؤولية وترافع بصدق وقوة من أجل تنمية الإقليم، خصوصا في ظل الاستحقاقات الانتخابية المقبلة على المستوى التشريعي والجماعي والجهوي، حيث وجه نداء إلى الحاضرين بأن يكون اختيارهم لمن سيمثلهم على قاعدة النزاهة والكفاءة والالتزام بالدفاع عن مصالح تاوريرت، حتى يكون التغيير من داخل المؤسسات نابعا من إرادة جماعية تقطع مع الممارسات التي أفرغت الإقليم من قواه الحية.

وختم الكاتب الأول مداخلته بدعوة مناضلي الحزب إلى استحضار الروح النضالية لرجالات الإقليم الذين أسسوا لعزته ومكانته الوطنية، مؤكدا أن الاتحاد الاشتراكي، بما راكمه من تجارب ووفاء لمبادئه الديمقراطية والاجتماعية، سيبقى شريكا أساسيا لإنصاف المجال وتحقيق الإقلاع التنموي المنشود لإقليم تاوريرت، بما يجعله قادرا على استعادة إشعاعه ودوره المحوري ضمن النسيج الوطني.

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الأحد 22 يونيو 2025 - 23:54

الهبري من تاوريرت.. المؤتمر محطة نضالية لإنصاف إقليم لم تضف له هذه الحكومة شيئا…

الأحد 22 يونيو 2025 - 23:34

تفجير انتحاري داخل كنيسة بدمشق يودي بحياة 22 شخصًا

الأحد 22 يونيو 2025 - 23:25

إجهاض عملية تهريب دولي للكوكايين بمعبر الكركارات وحجز أزيد من 92 كلغ من المخدرات

الأحد 22 يونيو 2025 - 23:13

وثيقة مزورة جديدة…حملة جزائرية فاشلة لتشويه المغرب عبر “فبركة إعلامية” مكشوفة

error: