رغم رحيل مؤسسه، الوزير والمثقف الراحل محمد بن عيسى، يواصل موسم أصيلة الثقافي الدولي السير على ذات النهج الذي اختطه منذ أكثر من أربعة عقود، وفياً لروحه، منفتحاً على التحولات الثقافية والفكرية التي يعرفها العالم. ففي نسخته السادسة والأربعين، التي تنعقد تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تكشف مؤسسة منتدى أصيلة عن رؤية متجددة تقوم على تثبيت استمرارية الموسم كحدث سنوي مرجعي، مع توزيع فعالياته على ثلاث محطات ربيعية وصيفية وخريفية، في محاولة لإطالة الأثر الثقافي على المدينة وساكنتها.
في هذا الحوار، يسلط حاتم البطيوي، الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، الضوء على خلفيات الإعداد للدورة الصيفية الحالية، وعلى رهانات المرحلة المقبلة، وعلى فلسفة الاستمرارية التي شكلت أحد أبرز هواجس الراحل محمد بن عيسى، حتى في أيامه الأخيرة.
1 – تنعقد الدورة الصيفية لموسم أصيلة الثقافي الدولي 46 أشهرا قليلة بعد وفاة مؤسسه، الوزير والمثقف الراحل محمد بن عيسى، كيف تم الإعداد لهذه الدورة ؟
كان الراحل محمد بن عيسى، حتى وهو على فراش المرض أشهرا قبل رحيله، منشغلا ومسكونا بهاجس الإعداد لهذه الدورة من الموسم، بحيث رتبها على ثلاث دورات، ربيعية وصيفية وخريفية، ووضع البرنامج بشكل مفصل، في الحقيقة أدخلنا بعض الإضافات الطفيفة فقط على البرنامج.
كان يعتقد أنه بذلك سيساعدنا على اجتياز هذه المرحلة بسلاسة وهدوء، كان مشغولا بهاجس استمرارية الموسم منذ مدة، وبالفعل، فالأمور تسير في هذه الدورة بكثير من السلاسة كما كان الشأن عليه دائما.
نحن الآن، في مؤسسة منتدى أصيلة، مجموعة من أبناء المدينة، كل في مجال تخصصه، سواء في الإعلام أو في الفن أو في الأدب، أو في التنظيم واللوجستيك، نعمل بكل جد ومسؤولية على ضمان استمرارية الموسم، وهو أمر ممكن بالتفافنا جميعا، للحفاظ على هذه التظاهرة الدولية التي يتجاوز صداها حدود الوطن، وصارت محفلا سنويا تلتقي فيه ثلة من الفنانين والمثقفين والمفكرين لمناقشة قضايا راهنة.
2 – إذن ماهي المستجدات التي اشتغلتم عليها في هذه الدورة من الموسم؟
كما قلت تم إعداد برنامج هذه الدورة، المقامة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، في حياة الراحل محمد بن عيسى، وجرى التفكير في تقسيم فعالياتها على 3 دورات، ربيعية وصيفية وخريفية، خلافا لدورتين، صيفية وخريفية، منذ سنة 2021، أو في دورة واحدة قبل ذلك الوقت. نروم من تنظيم الموسم في 3 دورات إطالة الأثر الثقافي للموسم ليمتد على طول السنة. بحيث يكون لفعاليات الموسم وقع على المدينة وسكانها.
لقد ركزت الدورة الربيعية، التي جرت في أبريل الماضي، على الفنون التشكيلية وإقامة المعارض والورشات الفنية في الحفر والليثوغرافيا والصباغة، مع أنشطة للأطفال في الكتابة والرسم، بينما تعرف الدورة الصيفية الحالية التركيز على الجداريات الفنية بالمدينة العتيقة، وإقامة ورشات للأطفال في الرسم وكتابة الطفل، وورشات في المسرح والتنمية الذاتية والموسيقى بالنسبة للشباب، اما الدورة الخريفية، المرتقب انعقادها في أكتوبر، فتشمل ندوات ثقافية وفكرية.
الأمور تجري وفق البرنامج المسطر وبشكل ممتاز بفضل التفاف كافة الفاعلين حول موسم أصيلة، الذي صار إرثا ثقافيا للمغرب.
3 – ما هي ملامح الدورة الخريفية من موسم أصيلة الثقافي الدولي السادس والأربعين ؟
نحن بصدد وضع البرنامج النهائي للدورة الخريفية، لكن الأكيد أنها ستتضمن ندوة تكريمية للفقيد محمد بن عيسى، بمشاركة نخبة من الشخصيات من المغرب ومن العالم العربي وأيضا الغربي، من الضيوف الدائمين على الموسم.
سنواصل على نهج الراحل محمد بن عيسى، والذي كان قد ارتأى أن يعود الموسم إلى جذوره عبر التركيز على القضايا الفنية والإبداعية. معظم الندوات المبرمجة ستتطرق إلى قضايا فنية صرفة، كما سيتم تكريم قامة من القامات الفنية المغربية، ويتعلق الأمر بالتشكيلي عبد الكريم الوزاني.
نعتقد أن الموسم إلى جانب اهتمامه بالندوات الموضوعاتية التي تتطرق لمستجدات العالم والقضايا التي تشغله، عليه أن يعود أيضا إلى أصوله، أي الاهتمام بالفن، الذي كان الأرضية التي انطلق منها الموسم الثقافي في عام 1978 ، ومنه يمكن لنا التمعن في الطريق من أجل المستقبل و أيضا من أجل ضمان الاستمرارية وفق رؤية متجددة.
تعليقات
0