لشكر.. لا انبعاث للاتحاد الاشتراكي بالدار البيضاء دون نقد ذاتي وتجديد وراهننا في 2026 أن نبقى العين البصيرة…

يسرا سراج الدين الأحد 6 يوليو 2025 - 00:35 l عدد الزيارات : 8676

أكد الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الأستاذ إدريس لشكر، في خطاب صريح تميز بنبرة نقد ذاتي عالية ومسؤولية سياسية واضحة، خلال افتتاحه أشغال المؤتمر الإقليمي السادس لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، تحت شعار “لا تنمية ولا ديموقراطية بدون تخليق الحياة السياسية”، مساء السبت 5 يوليوز، أن هذا اللقاء يأتي في سياق دينامية تنظيمية وطنية يشهدها الحزب، خاصة على مستوى جهة الدار البيضاء-سطات، معتبرا أن هذه المحطة تشكل لحظة لتجديد الثقة في المناضلين والمناضلات، وفرصة للاعتراف بمجهوداتهم ونضالاتهم داخل التنظيم، والقوف عند مكامن الضعف والقوة بغيت التحضير للمؤتمر الوطني القادم الذي يجب أن يكون قفزة نوعية تحضر لكل المعارك ولكسب رهان الانتخابات.

وتحدث لشكر بعفوية وصدق عن واقع مدينة عين الشق، التي اعتبرها من الدوائر التاريخية للاتحاد منذ انطلاق الانتخابات في المغرب، مذكرا بقامات اتحادية بصمت على مراحل نضالية مشرفة، قائلا :”أمام هذا الجمع من الوجوه الاتحادية التي خبرت المدينة وكبرت فيها، أستحضر أسماء اتحادية صنعت المجد البرلماني والنضالي للمنطقة، بدءا بمصطفى كنعان وعبد العالي عمور وكرم وناصر… قامات كبيرة هل تذكرونهم اليوم؟ وهل تعرفون من يمثلونكم اليوم؟”

تركنا فراغا فملأته الطحالب..

وفي نقد صريح وشفاف، تساءل لشكر عن أسباب التراجع الذي عرفه الحزب في مدينة الدار البيضاء، محملا المسؤولية للاختيارات السياسية الخاطئة، حيث قال: أخطأنا حين قررنا الخروج من المسؤولية ونحن القوة السياسية الأولى بالدار البيضاء، وأفرغنا المدينة لحسابات سياسية بسيطة، مما أفسح المجال لصعود الطحالب التي تمسكت بالمواقع بشدة، أطر لا تملك لا مشروعا ولا رصيدا سياسيا، بل استغلت البؤس والفوضى والمصالح العقارية للهيمنة على الشأن المحلي”، مؤكدا على أن هذا المؤتمر يجب ألا يكون مناسبة لتقديم تشخيصات تقنية فقط، بل لحظة لطرح السؤال الحقيقي: “ماذا وقع لنا نحن كاتحاد اشتراكي في الدار البيضاء؟”، وتابع: “كيف قررنا في 2003 الانسحاب من تدبير المدينة، وتركناها لتحالف هجين هذا هو أصل التراجع، وعلينا أن نتحلى بالشجاعة للنقد الذاتي العمل الجماعي لا يعني الخروج للمعارضة طواعية، بل الارتباط بالمواطن والميدان والقرب منه، وهذا ما استغله خصومنا.”

لا يمكن الحديث عن انبعاث حزبي دون نقد ذاتي وتجديد حقيقي ولا استحقاقات بدون حضور فعلي في الأحياء..

وأضاف أن هذا التراجع لا يمكن تفسيره فقط بالفساد أو استعمال المال، بل كذلك بغياب النقد الذاتي، داعيا إلى مراجعة عميقة لأسلوب تدبير الحزب في هذه المقاطعة للعلاقة مع المواطن، والرهان على الكفاءات والوجوه الشابة والنسائية، وأن المؤتمر يجب أن يكون نقطة انطلاق لإعادة البناء الحزبي الحقيقي، والفوز بالاستحقاقات المقبلة عبر تجاوز الأنانية، والتواضع والانفتاح على الطاقات الحية، قائلا: “العضوية انطلقت فكم من أحياء لدينا؟ ما حضورنا فيها؟ كيف سنخوض المعارك ونحن غائبون عن هذه الكثافة السكانية.. من الخطأ تحميل الفشل دائما على شماعة الفساد والمال إن من يهزمنا أحيانا هو صاحب فرن شعبي أو حمام أو مخبزة، أي من عرف كيف يخدم مركب المصالح واستغل بؤس المدينة، بينما جاء التراجع نتيجة هذا الفراغ”، قبل أن يتوقف المتحدث عند مسؤولية من سيتولى تدبير الشأن الحزبي في مقاطعة عين الشق، مؤكدا أن الرهان ليس فقط على الانتخابات المقبلة، بل على إعادة بناء التنظيم من القاعدة.

تغول الأغلبية هدد مكتسبات دستور 2011 واخترنا المعارضة الوطنية المسؤولة..

وبنبرة صريحة، أكد لشكر أن التحضير للمؤتمر الوطني في أكتوبر المقبل ينبغي أن يكون نقلة نوعية، قائلا: “يجب أن نفتح الأبواب أمام كل الإرادات الخيرة للمشاركة في التحضير، فالتحولات الجارية في العالم، وتغول الأغلبية الحكومية، كلها عوامل تفرض علينا معارضة مسؤولة وواعية”، مشيرا إلى أن دستور 2011 منح للمعارضة مكانة قوية، لكن الأغلبية الحالية ضيقت الخناق على الديمقراطية والحريات والمكاسب، وأن الاتحاد اختار معارضة وطنية مسؤولة لحماية الاستقرار، خاصة في ظل تهديدات خارجية، آخرها المناورات الجزائرية المتكررة وما حدث في السمارة، معتبرا أن المغرب يتعامل بمسؤولية بالغة لتجنب الانجرار نحو التوترات، في ظل سياقات إقليمية ودولية حساسة، كما حذر المتحدث من جهة أخرى أن يكون التغيير الحاصل على المستوى الدولي الجاري على حساب الشعب الفلسطيني، متسائلا “هل ستكون نتيجة هذه المعاناة خريطة إقليمية جديدة؟”.

رهاننا ليس فقط ربح المقاعد بل أن نبقى تلك العين البصيرة.. 

وختم لشكر كلمته بدعوة صريحة للقيادات والكوادر إلى الارتقاء إلى مستوى اللحظة، قائلا “إن شعار مؤتمركم يؤكد أن لا تنمية ولا ديمقراطية بدون تخليق الحياة السياسية، ولن يكون هناك تحول حقيقي في المشهد الحزبي إلا بالثقة، ورهاننا في 2026 ليس فقط ربح المقاعد، بل أن نبقى تلك العين البصيرة التي تراقب وتقول لا عندما يجب أن تقال، ونعم عندما تقتضي المصلحة العامة ذلك”.

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

السبت 5 يوليو 2025 - 20:49

موتسيبي: المغرب ما فتئ يساهم في تطوير كرة القدم النسوية الإفريقية

السبت 5 يوليو 2025 - 17:53

السياسة لا تختزل في الشهادات …

السبت 5 يوليو 2025 - 14:30

بوعياش تدعو إلى تعزيز التعاون بين المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان والآليات الدولية

السبت 5 يوليو 2025 - 13:27

نشيد الحياة… نشيد الاتحاد ما بقي في القلب نبض

error: