واشنطن تحضر لرد عسكري ضد إيران ضمن خيارات عديدة والرياض تتهم طهران بالوقوف وراء الهجوم على منشآتها النفطية

أنوار بريس: وكالات

أكد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب الأربعاء 18 شتنبر، أن لديه « خيارات عديدة للرد على إيران بعد الهجمات على منشآت نفطية سعودية السبت 14 شتنبر والتي تعتبر واشنطن ان طهران تقف وراءها.

وصرح الرئيس الأمريكي للصحافيين في لوس أنجلس « هناك خيارات عديدة. هناك الخيار الأخير وهناك خيارات أقل من ذلك بكثير ».

وأوضح أن تفاصيل العقوبات الجديدة على إيران سيتم إعلانها « خلال 48 ساعة »، وذلك بعد بضع ساعات من تشديده هذه العقوبات.

وكان ترامب قد اعلن الثلاثاء 17 عن تشديد العقوبات المفروضة على إيران وتنضاف هذه العقوبات الى إجراءات عقابية غير مسبوقة فرضتها واشنطن على طهران اثر انسحاب ترامب في ماي 2018 من الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الايراني والذي يعتبره غير كاف طهران من حيازة سلاح نووي، إضافة إلى اتهامه إياها بزعزعة الاستقرار في الشرق الاوسط .

وفي سياق تطور الأحداث بالمنطقة، أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في مستهل زيارة للسعودية الأربعاء أن الهجوم الذي استهدف منشأتين نفطيتين في السعودية السبت هو “عمل حربي” شن ته إيران وليس المتمر دون الحوثيون الذين هددوا من جهتهم بضرب “عشرات الأهداف” في الإمارات.

وقال بومبيو في تصريح صحفي، إن الهجوم “لم يكن مصدره الحوثيون. كان هجوما إيرانيا . ووصف بومبيو الهجوم بأنه « عمل حربي »، مؤكدا أن ما « يزعمه كذبا » الحوثيون عن مسؤوليتهم عنه لا يخفي “بصمات آيات الله” الإيرانيين عن اعتداء “هد د إمدادات الطاقة العالمية ».

وأوضح أن الأسلحة التي تم استخدامها في الهجوم « ليست أسلحة يمكن أن تكون في حوزة الحوثيين »، مشددا على أن مصدر الهجوم “لم يكن من الجنوب”، أي من اليمن، وأن السلاح المستخدم ليس موجودا إلا داخل إيران.

ومساء الأربعاء التقى الوزير الأميركي في جدة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للبحث في سبل الرد على الهجمات التي استهدفت منشآت « أرامكو ».

وقال الوزير الأميركي للصحافيين قبيل اللقاء “نعمل على بناء تحالف لوضع خطة لردعهم (الإيرانيين) ».

وفي اليمن هدد المتمردون الحوثيون بشن هجمات ضد مدن إماراتية بينها أبوظبي ودبي، مؤكدين أن لديهم “عشرات الأهداف” في الإمارات، بعد أقل من اسبوع على الهجوم غير المسبوق ضد شركة ارامكو السعودية.

وأضاف « للنظام الإماراتي نقول: عملية واحدة فقط ستكلفكم كثيرا، ستندم نعم ستندم اذا ما قررت القيادة اصدار توجيهاتها للقوات المسلحة بتنفيذ أي عملية رد خلال الايام او الأسابيع القادمة ».

والإمارات عضو في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن في مواجهة المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران.

وبعثت إيران برسالة إلى الولايات المتحدة نفت فيها أي دور لها في الهجمات، محذرة من أي تحر ك ضدها، حسبما أفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية الأربعاء.

وفي سياق متصل، أوردت شبكة “سي بي إس نيوز” الإخبارية الأميركية الأربعاء نقلا عن مسؤول أميركي أن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامئني  وافق على الهجوم على منشأتي النفط التابعيتن لمجموعة أرامكو في السعودية السبت الماضي.

وذكرت « سي بي إس نيوز » من دون أن تكشف هويات المسؤولين أو كيف حصلوا على المعلومات، أن خامئني وافق على الهجوم شرط أن يتم تنفيذه بشكل يبعد الشبهات في أي تورط إيراني.

وقال المسؤولون الأميركيون في التقرير إن الأدلة الدامغة ضد إيران هي صور التقطت بقمر اصطناعي ولم يتم نشرها بعد، تظهر قوات الحرس الثوري الإيراني وهي تقوم بترتيبات للهجوم في قاعدة الأهواز الجوية. وأوضح التقرير أن أهمية الصورة لم تتضح سوى في وقت لاحق. ونقل التقرير عن مسؤول أميركي قوله «  أخذنا على حين غر ة ».

وفي تداعيات  ارتفاع حدة التوثر بالمنطقة، ارتفعت أسعار النفط في المعاملات الآسيوية، الخميس، بعد اضطراب لأيام، لتهدأ الأسواق بفضل تعهد السعودية باستعادة الإنتاج الكامل بنهاية شتنبر في المنشآت التي أعطبتها هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ مطلع الأسبوع.

من جهته   ذكر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس امس الأربعاء بأن خبراء من المنظمة الدولية غادروا إلى السعودية للتحقيق في الهجوم . وأبلغ غوتيريش مراسلين قائلا «  بالفعل، ووفقا للقرار رقم 2231 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، وبتفويض واضح لذلك الغرض، غادر بالفعل إلى السعودية خبراء من الأمم المتحدة حددتهم إدارة الشؤون السياسية وإحلال السلام ».

ومن المقرر أن يرفع الخبراء تقريرهم إلى مجلس الأمن الدولي، بحسب غوتيريس.