عن “وفاة” الفنان المغربي عبدالقادر مطاع تحت جنح الشائعة

أحمد بيضي الجمعة 6 ديسمبر 2019 - 21:28 l عدد الزيارات : 15459

أحمد بيضي

 

   من باب عدم تصديق “خبر وفاته المزعومة”، التي تكررت لعدة مرات، تساءلت في تدوينة أولى، مساء الخميس، “هل توفي حقا الفنان المغربي عبدالقادر مطاع؟”، فتناسلت التعاليق بالإجماع تؤكد انتقال الرجل إلى جوار ربه، مع الترحم عليه بحزن عميق، وتعداد عطاءاته المسرحية والسينمائية، وذلك في الوقت الذي انتشر فيه “خبر الوفاة” كالحريق على صفحات الفيسبوك والانستغرام، والمنابر الإعلامية والصفحات الفنية، إلى جانب الفنانات والفنانين المرموقين، ومقدمي البرامج التلفزيونية ممن لا يقلون عن مقدم برنامج “رشيد شو”، عبر صفحته الرسمية، وما أكثر الذين أرفقوا “قتلهم” للفنان مطاع بصور تجمعهم به، ليتبين أن الخبر عار من الصحة ومجرد إشاعة.

   وفي سابقة من نوعها، أسرعت عدة جرائد الكترونية إلى محو ما نشرته على صفحاتها الرسمية حول “خبر وفاة الفنان عبدالقادر مطاع”، مقابل تقديم اعتذارها الشديد لقرائها وللمعني بالأمر وأسرته ومحبيه، مثل “هسبريس”، “اليوم 24″، “الزنقة 20″، “العمق المغربي” وغيرها، معتبرة الخطأ “غير مقصود”، ولا نية فيه للإساءة، في حين اكتفت مواقع أخرى بحذف “الخبر” وفضلت الصمت، فيما أخرى حاولت نفض يديها من “الكبوة” عبر تغيير عبارة “في ذمة الله” بعبارة “حي يرزق”، واستبدال “إنا لله وإنا إليه راجعون” بآية “يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة”، وما أكثر الذين تفننوا في تحليل أخطاء الاعلام ومصائب مواقع التواصل.

   وبينما “تورطت” غالبية المنابر التي لها مصداقيتها في “قتل” الفنان مطاع، فالطامة أن عددا من المقربين من الفنان مطاع “سقطوا في الفخ”، وساهموا في تعميم نبأ “مقتل” الفنان المذكور، كما انضموا، لحظة انتشار الخبر، لجموع المحبين الذين تجمهروا، منتصف الليل، أمام العمارة التي يتواجد بها بيت الفنان بالدارالبيضاء، ورغم مفاجأته ب “موته الافتراضي”، علق مطاوع على ذلك بأنه “تمكن على الاقل من معرفة ما سيقع بعد موته من اهتمام وحزن”، واصفا ما حدث ب “حجم الحب الذي يكنه له الجمهور المغربي”، مؤكدا أن هاتفه لم يتوقف عن الرنين، في اتصالات من داخل الوطن وخارجه، للاطلاع على حالته وحياته، فيما لم يخف قلقه إزاء صناع الاشاعات.

   وبقدر ما قاد “خبر الوفاة المزعومة” إلى مدى خطورة “التسرع في نقل الاشاعة”، كشف عن مدى تفاعل الانسان مع الموت عوض الحياة، بمعنى أنه لو لقيت “حياة” الفنان مطاع نفس التفاعل الذي لقيته “وفاته” لتم انقاذه مما هو فيه من تداعيات بعد فقدانه للبصر، ومن معاناة صحية أبعدته عن جمهوره المغربي، وظروف اجتماعية ومادية صعبة، ومن اقصاء وتهميش بعد مشوار فني طويل يمتد منذ نهاية الخمسينيات من القرن الماضي، اكتسح خلالها جميع البيوت والقلوب المغربية، وكما يعاني “الطاهر بلفرياط” صحيا، يعاني من “قتله المتكرر” خلال الأربع سنوات الأخيرة، حيث جرى ويجري تبادل التعازي على رأسه وهو حي يرزق.

   ومعلوم أن الوسط الفني، مغربيا وعربيا وعالميا، سجل، خلال السنوات الأخيرة، عدة شائعات تلاحق الفنانات والفنانين، إما بترويج أنباء كاذبة عن وفاتهم أو تعرضهم لحوادث سير أو اعتقالات، أو عن حياتهم الشخصية والزوجية والأسرية، ما كان بديهيا أن يثير الكثير من التعاليق والنقاشات، فيما حذر الكثيرون من الاعتماد على مواقع التواصل والتدوينات المجهولة، في شأن هذه “الظاهرة المزعجة”، مقابل التعامل بحرص مع ما يتم نشره وتداوله من أخبار تتعلق بالفنانين والمشاهير، ونظرا لكثرة الشائعات، علق أحد الاعلاميين بالتعبير عن تخوفه من أن يبلغ به الأمر إلى حد عدم نشر وفاة هذا أو ذاك إلى حين دفن المتوفى تحت التراب.  

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الأربعاء 7 مايو 2025 - 23:43

العرائش.. إحباط محاولة تهريب طنين من مخدر الشيرا

الأربعاء 7 مايو 2025 - 20:05

اعتراض 156 مرشحا للهجرة غير النظامية كانوا يعتزمون التوجه إلى جزر الكناري

الأربعاء 7 مايو 2025 - 19:53

عبد اللطيف حموشي يجري زيارة عمل إلى فيينا

الأربعاء 7 مايو 2025 - 19:09

جلالة الملك يعطي انطلاقة إحداث منصة المخزون والاحتياطات الأولية لجهة الرباط تجسيد للنموذج المغربي في الصمود لمواجهة الكوارث

error: