يحتفل العالم والمغرب خاصة بعيد العمال في فاتح ماي من كل سنة، عبر خروج أفراد وجماعات ونقابات في مسيرات يرفعون خلالها شعارات تجسد مطالبهم الإجتماعية والإقتصادية، إلا أن مناسبة هذه السنة، جاءت في ظروف استثنائية صعبة تزامنت مع أزمة صحية فرضت تدابير احترازية من بينها ملازمة البيت، مما سيحول دون القيام بمظاهر التعبير المعتادة في المملكة.
إلا أن هذه الجائحة التي حاصرت ملايين العمال بمختلف أنحاء العالم، دفعت نقابات العمال إلى خلق مظاهر تعبير مختلفة تتفق والوضع الراهن، عبر اللجوء إلى برنامج افتراضي لتغطية “فاتح ماي” وندوات افتراضية من خلال مواقع التواصل الإجتماعي، تناقش فيها وضع العمال في ظل أزمة “كورونا” وتجديد النداء بتلبية المطالب والتعريف بالإكراهات، ثم بث أشرطة تستحضر المحطات النضالية السابقة وتاريخها بالعمل النقابي.
والأهم من إكراهات تنظيم المسيرات، أن هذا اليوم الذي تزامن مع جائحة “كورونا” لم يعد عيدا بالنسبة لملايين العمال حول العالم، بقدر ما هو مأساة لفقدانهم وظائفهم ومصادر رزقهم، أو تخفيض رواتبهم بسبب توقف الكثير من المنشآت عن العمل بالإضافة إلى هشاشة الأوضاع الإقتصادية، ليجد هؤلاء أنفسهم محاصرين بين الحاجة والخوف من احتمالية عدم وجود عمل على الإطلاق أو قلة الفرص.
كما أن هذه الجائحة عرت عن الوضعية الصعبة للكثير من الأجراء، الذين اكتشفوا أنهم غير مصرح بهم لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وافتقادهم للتغطية الصحية.
وفي هذا الصدد حذرت منظمة العمل الدولية، من أن استمرار التراجع الحاد في ساعات العمل حول العالم بسبب “كورونا” يعني أن 1.6 مليار عامل في الاقتصاد غير المنظم، ما يعني أن حوالي نصف القوى العاملة العالمية يواجهون خطرا مباشرا بتدمير مصادر عيشهم.
بدورها كشفت دراسة أجرتها الجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا “إسكوا”، أن قرابة “8.3” مليون شخص سيدخلون دائرة الفقر في المنطقة العربية نتيجة تفشي فيروس كورونا، بالإضافة إلى احتمالية فقدان المنطقة حوالي “1.7” مليون وظيفة على الأقل.
لا شك أن فقدان الوظيفة يفرض تحديات مالية على الكثيرين ممن فقدوا مصدر زرقهم فجأة، فهل سيتجاوزون محنة فقدانها؟، وهل سيكون عيد العمال المقبل مختلفا سيعرف فيه وضع العمال تحسنا؟.
تعليقات
0