«العين الزرقاء لمسكي» بالرشيدية.. من مسبح يستقطب الزوار إلى مستنقع للضفادع!

محمد اليزناسني الأربعاء 24 يونيو 2020 - 11:00 l عدد الزيارات : 23782

فجر مبارك

«منظر كئيب» ذاك الذي يثير انتباه زوار منتجع «العين الزرقاء لمسكي» هذه الأيام. منتجع يبعد عن مدينة الرشيدية بحوالي 20 كلم، والذي يعد الملاذ الوحيد و الأوحد بالمنطقة، حيث يحج إليه سكان المدينة و الإقليم في فصل الصيف للراحة والاستجمام، وكذا السباحة  .

اليوم والزائر يقف على مشارف مسبح العين الزرقاء ،  يتفاجأ  بتراجع في مستوى المياه التي فقدت خريرها و زرقتها وكل شيء جميل كان يميزها…

العين الزرقاء لمسكي، ذات الصيت العالمي من حيث مكانتها السياحية وقيمتها البيئية و وجودها في واحة من النخيل الوارف إلى جانب ضفاف وادي زيز ، تحزنك حالتها اليوم، التي لم تعد تفرح الناظرين والزائرين ، جراء الوضعية الكئيبة التي أصبحت عليها بفعل آثار الجفاف الذي يضرب المنطقة منذ أكثر من عامين من جهة، وللإهمال الذي طالها من طرف مسؤولي الجماعة الترابية «مدغرة» التي تحتضنها، والذين لم يقوموا بما يجب في مثل هذه الظروف من اعتناء ومراقبة ومتابعة، علما بأن مداخيل مسبح العين الزرقاء لمسكي ومخيمها في فصل الصيف، تعد من بين أهم مداخيل الجماعة القروية، وهذا يؤكد غياب أي تفكير في وضع مخطط للنهوض بالمنتجع لإعادة تهيئته وجعله في مصاف المنتجعات الصيفية القابلة للتطور و الارتقاء، خاصة وأنه يفتقر إلى بنية تحتية تتناسب وعدد الزوار المتزايد كل صيف.

يقول (ح.ح.) وهو عضو بالجماعة القروية ذاتها: «العين الزرقاء لمسكي تستغيث؟ لم يسبق للعين أن وصلت في تاريخها لهذا الوضع المزري الذي هي عليه الآن، بحت حناجرنا، لكن لا حياة لمن تنادي»؟

العين الزرقاء لمسكي تحتضر اليوم، مياهها  آسنة تسكنها الضفادع والحشرات، أسماكها  التي كانت تثير انتباه مستعملي الطريق الرئيسية رقم 13 الذاهبة إلى مرزوكة، والتي تجعل السياح والزوار يتوقفون عندها للزيارة…، لم يعد لها وجود، ومن ثم  فلا شيء يغري بالزيارة  اليوم…، فلا مياه تجري ولا حيتان تسبح مع المياه العذبة الزلالة ولاولا

لقد أضحت «العين» جافة  بعدما كانت محور نظام بيئي تقليدي صحراوي يؤشر على تنوع بيولوجي نادر، فقد فقدت مياهها الصافية العذبة الباردة، لتفقد معها أحد المقومات الأساسية  للتنوع السياحي، علما بأن هذه العين، ومعها منطقة  الجنوب الشرقي، باتت معروفة أكثر بتنوع إرثها الثقافي التقليدي والايكولوجي الصحراوي.

يشار إلى أن  العين الزرقاء لمسكي رأت النور سنة 1934 بفضل تفجر ست عيون بمختلف كهوف أرضية مسكي خلال عهد الحماية، لتصبح المنطقة غنية بمواردها المائية ما جعل مزارع المنطقة تزخر بمنتجاتها الزراعية المعيشية طيلة عقود لتعطي لفلاحي مسكي والقصور السفلى (الكنز والجرامنة و…) حياة فلاحية غنية بالمنتجات كالرمان والتين خاصة، وبعد مرور حوالي 86 سنة، باتت الجهات المسؤولة – الجماعة الترابية المحتضنة للعين وغيرها – مدعوة إلى التدخل العاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، مع التفكير في إيجاد حلول ناجعة تحد من التداعيات المدمرة للتحولات المناخية، كما هو الحال بالنسبة لمخلفات الجفاف.

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الثلاثاء 22 أبريل 2025 - 12:30

لأول مرة في تاريخه الذهب يتجاوز 3500 دولار…

الثلاثاء 22 أبريل 2025 - 12:15

بوريطة: النسخة الرابعة للدورة التكوينية لملاحظي الانتخابات الأفارقة ستحقق قيمة مضافة استثنائية للقارة بأسرها

الثلاثاء 22 أبريل 2025 - 12:07

“ظاهرة كراء فضاءات التعليم الخصوصي للمخيمات الصيفية: استغلال مادي يهدد سلامة الأطفال ويستدعي تدخلاً عاجلاً”

الثلاثاء 22 أبريل 2025 - 12:00

بوعياش.. حقوق المهاجرين ليست خيارا بل ضرورة من أجل العدالة والكرامة…

error: