غضب عارم في خريبكة بسبب انقطاعات الماء الشروب

• أحمد بيضي

سخط عارم يسود أرجاء مدينة خريبكة، ومناطق مجاورة لها، بسبب فضيحة انقطاعات الماء الشروب في أوج استمرار الجائحة ودرجات الحرارة الاستثنائية، وهو الوضع الذي فرض على المدينة مشاهد للعديد من المواطنين وهم يعتمدون على أنفسهم في البحث عن هذه المادة الحيوية، بعد وصول الوضع الكارثي إلى حالات لا يحسد عليها من التعفن والعطش والمعاناة، سيما في هذه الظروف الحارة التي تتضاعف فيها الحاجة إلى الماء، وهو ما يتطلب من الجهات المسؤولة والسلطات المعنية الإسراع في إيجاد تدابير وحلول عاجلة للانقطاعات غير المقبولة إطلاقا، والتي تنذر بأزمة محتملة في هذه المادة الحيوية.

وكان طبيعيا أن يعم التنديد مواقع التواصل الاجتماعي من خلال التعاليق والتساؤلات حول الانقطاع اليومي للماء الشروب، والذي ارتقى إلى نحو إقدام المكتب الوطني للماء والكهرباء- قطاع الماء، منذ أزيد من أسبوع، على التعامل مع عملية توزيع الماء على الأحياء بالتناوب والساعات المحددة، ما يجعل بعض الأحياء مجبرة على الانتظار لملء ما قد يكفيها أو لا يكفيها في يومها، وأخرى قد لا يحالفها الحظ لعدم وصول الماء لصنابيرها بالشكل المناسب، أو يصلها متقطعا خلال ساعات متفرقة، إذا لم ينقطع في أوج النهار الملتهب تحت الحرارة، بالأحرى الحديث عن المقيمين بالطوابق العليا مقابل استهتار مكتب الماء أحيانا بمبدأ الإشعار بخصوص موعد الانقطاع والعودة.

وفيما تستمر أزمة الماء بالإقليم الفوسفاطي، خريبكة، وتغير لونه ورائحته وطعمه، بين الفينة والأخرى، لا تتوقف تبريرات الجهات المسؤولة ووعودها بالحد من المعضلة التي خنقت الحياة العادية للساكنة، إن على مستوى الشرب أو الاستحمام والتنظيف والطهي والغسيل وقضاء الحاجة، لكون الماء الذي خلق الله منه كل شيء حي، حقا أساسيًا للتمتع بحياة كريمة وعنصرا حيويًا لإعمال العديد من الحقوق الأخرى، مثل الحق في الصحة والحياة والعيش اللائق، خصوصا أن مشكل الماء يأتي في الوقت الذي تتغنى فيه البلاد بكثرة الأحواض والمجالس والوزارات وكتابات الدولة المعنية بشؤون الماء، وكان من المفروض تفادي “الحكم” على المنطقة بالعطش.

وفي الوقت الذي تعاني فيه ساكنة خريبكة، وبعض نواحيها، بسبب أزمة الماء، يزيد المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، فيعلن “أن مدينتي وادي زم وخريبكة، والمراكز التابعة لهما، ستعرف اضطرابات وانقطاعات في التزويد بالماء الصالح للشرب، يومي الجمعة 17 والسبت 18 يوليوز الجاري، خلال الليل وفترة الذروة بالنهار، وذلك “بسبب أشغال الصيانة لإصلاح عطب بمدخل مركز تاشرافت على مستوى القناة الرئيسية ذات القطر 1000 ملم، والتي تزود بالماء الصالح للشرب مدن ومراكز إقليم خريبكة انطلاقا من محطة معالجة مياه سد آيت مسعود بإقليم بني ملال”، وفق البلاغ الذي اعتبر الوضعية خارجة عن إرادة المكتب المسؤول.