متفوقون في مباريات ولوج كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان يتساءلون: هل أتاك حديث تكافؤ الفرص
أحمد بيضي
الإثنين 10 أغسطس 2020 - 16:49 l عدد الزيارات : 23285
أنوار بريس
نتيجة للوضعية الاستثنائية التي تعيشها بلادنا على إثر حالة الطوارئ الصحية، ارتأت وزارة التربية الوطنية و التكوين المهني والتعليم العالي و البحث العلمي، تنظيم مباراة وطنية مشتركة لولوج كليتي الطب والصيدلة وطب الأسنان، برسم السنة الجامعية 2020/2021، ولتدبير الترشيحات وتسهيل عمليات التسجيل في المباراة، وإعلان النتائج والانتقاء، اعتمدت الوزارة الوصية منصة إلكترونية موحدة وهي www.concoursmed.ma، وهذا إجراء تقني متقدم سَهَّل على تلاميذنا مجموعة من العمليات، ووفر على أوليائهم الوقت والمصاريف.
إلى هنا يعتبر ما سبق قوله عملية عادية ومحمودة، لكن المؤكد أن مخرجات العمليات شابتها مجموعة من الاختلالات فوتت على العديد من المتفوقين من تلاميذنا فرص تحقيق أحلامهم، واختل بذلك مبدأ تحقيق تكافؤ الفرص بين الجميع، حيث كان الجميع ينتظر أن يتم الولوج إلى هذه المؤسسات وفق الكفاءة، ولا شيء غير الكفاءة، وأن يحترم الترتيب الذي أعلن في لوائح الانتظار الوطنية، بمعنى إذا كانت المباراة وطنية فينبغي بالنتيجة أن تتم كل العمليات حسب لوائح الاستحقاق، واحترام تتالي المترشحين حسب النتائج التي حصل عليها كل واحد منهم في المباراة الوطنية.
لكن استثمار مسؤولينا للتقنيات الرقمية، رغم دقتها، لم تحركها مبادئ تربوية، على ما يبدو، ولم تحكمها مبادئ تكافؤ الفرص والحرص على مصلحة المترشحين، وبعبارة أوضح، إذا كانت المباراة وطنية فينبغي للاستقطاب أم يكون هو الآخر وطنيا دون الاهتمام بالانتماء الجهوي، حيث تم تحديد عدد المقبولين وعدد المصنفين في لوائح الانتظار جهويا، وبهذا الإجراء تم تفويت على العديد من المتفوقين في جهة مَّا فرصة ولوج هذه الكليات ليقبل مكانهم من هم أقل مرتبة في جهة أخرى بحكم انتمائهم الجهوي.
فإذا اختار مسؤولونا اعتماد التقنيات الحديثة فليسمحوا لها بإنهاء كل العمليات فالتقنية لا تحكمها اعتباراتهم الخرقاء التي تضرب عرض الحائط المبادئ التي يتبجحون بها.
تعليقات
0