أبان حزب العدالة والتنمية عن وجهه الحقيقي مساء الجمعة 5 مارس خلال جلسة المصادقة على مشاريع القوانين التنظيمية المؤطرة للمنظومة الانتخابية. فما قام به برلمانيو البيجيدي يشكل انقلابا حقيقيا على كل النظم القانونية المؤطرة للعمل البرلماني وللقانون.. ويمكن اعتباره “بلطجة مؤسسة” وسلوك غير مقبول يضاهي ما حدث بالكونغرس الأمريكي في شكله، وإن اختلف سياقه وأبطاله.
ما وقع في الرباط مساء الجمعة مؤشر على أن “البيجيدي”، الذي قاد الحكومة لولايتين متتاليتين، لم يستوعب الدرس الديمقراطي فيما يخص احترام رأي الأغلبية والاحتكام إلى التصويت مع قبول نتيجته كيفما كانت.
“البيجيدي”، الذي شاهدنا فريقه البرلماني بالأمس، حزب لا مكان لمصلحة الوطن في ممارسته..، فالمصلحة العليا التي يدافع عنها هي المصلحة الشخصية، “الحزب أولا وأخيرا ” ولو على حساب الوطن. ولو اجتمعت الأمة كاملة على كلمة واحدة لا يمكن تقبل إجماعها، وبالتالي الانتقال إلى الأساليب المتعارف عليها في “جماعتهم” من التشويش إلى الابتزاز، فالتهييج واستعراض العضلات..، ومن يدري لربما تم الانتقال إلى مستوى آخر.
ما وقع في مجلس النواب مساء الجمعة هو استخفاف بالتقاليد وبالمؤسسات الدستورية .. ومحاولة لفرض الأمر الواقع ولو بالقوة من لدنه.
لقد سجلنا في السنوات الأخيرة بعض التجاوزات الفردية داخل المؤسسة التشريعية التي كان “الإخوان” أبطالها، إلا أنها لم ترق، مع ذلك، إلى تجاوزات جماعية، على عكس ما وقع أمس حين تم استقدام كل أعضاء فريقهم البرلماني وتم اقتحام المجلس في خرق فاضح للتدابير الاحترازية المعمول بها بمجلس النواب منذ دخل المغرب مرحلة الطوارئ الصحية.
خرق حالة الطوارئ الصحية من لدن نواب العدالة والتنمية بمجلس النواب سلوك أرعن وغير مقبول، فكيف للمغاربة أن يحترموا قانون الطوارئ الصحية وهم يشاهدون القانون يخرق في قلب المؤسسة التشريعية؟
فكيف يمكن تقبل هذا الأمر ونحن نرى أن اجتماعات المجلس الحكومي برئاسة رئيس الحكومة، الذي هو في الوقت ذاته الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، تتم في احترام تام للتدابير الاحترازية باعتماد تقنية التناظر وأحيانا كثيرة بالتقليص من عدد الحضور..
ما حدث مساء الجمعة لا يمكن، بأي حال من الأحوال، الاستهانة به، حيث لغة الوعيد والتهديد والإستقواء بالغير..
فنحن أمام حزب لا علاقة له بالديمقراطية، وهو على استعداد تام لإشعال فتيل الفتنة من أجل مصلحته الخاصة، نحن أمام حزب شعاره “الحقيبة أولا” ولو على حساب الوطن.
تعليقات
0