دراسة: 55 بالمائة من الأسر المغربية استبدلت الخادمة بمساعد آلي والرجال الأكبر سنا أكثر مساعدة لزوجاتهم
أنوار بريس
الجمعة 19 مارس 2021 - 13:14 l عدد الزيارات : 20941
أنس معطى الله
كشفت دراسة أجريت على الأسر المغربية خلال شهر يناير 2021، أن 55٪ من هذه الأسر استغنت عن الخادمة المنزلية. وأكثر من نصف هذه الأسر قررت استبدال الخادمة بمساعد آلي. مضيفة أن أهم التجهيزات التي تم شراؤها يوجد الخلاط (48٪ من المشاركين) ، وغسالة الصحون (47٪) والمكنسة الكهربائية الروبوتية (40٪).
وقد جاءت الدراسة التي أجراها، مكتب إبسوس Ipsos الدولي، بتكليف من شركة COSMOS، بعد اقتحام جائحة كوفيد للحياة اليومية للأسر المغربية في مارس 2020. حيث حوَّل كوفيد الأسر إلى واقع جديد: الحجر المنزلي وحظر التجوال، وتدريس الأطفال عن بعد، والعمل عن بعد للوالدين وسط مخاوف بشأن مخاطر العدوى بسبب الوباء. والنتيجة المباشرة هي التخلي عن المساعدات الخارجية للأسرة، بحسب ما توصلت به جريدة “أنور بريس” الالكترونية.
وأوضحت الدراسة، أن غياب الخادمة، أدى إلى إعادة تنظيم الأسر لنفسها من أجل التعامل مع الأشغال المنزلية. وتقوم النساء بمعظم الأعمال المنزلية. كما صرح 23٪ من الرجال أنهم ساعدوا في أعمال المطبخ، و 23٪ ساعدوا في غسل الأواني، و 24٪ في الترتيب و 20٪ في الأعمال المنزلية الأخرى. موضحة أن أهم مساهمات الرجال تتعلق بالدعم المدرسي (2 مغاربة من أصل 5) ورعاية الأطفال (واحد من كل ثلاثة مغاربة).كما وجدت الدراسة أن الرجال الأكبر سنًا هم أكثر مساعدة لزوجاتهم في الأعمال المنزلية مقارنة بالشباب.
في الإطار ذاته، فقد سرعت جائحة كوفيد 19 “الحياة الذكية” لدى الأسر المغربية، بحيث أن 72٪ ممن تم استجوابهم يعتبرون المنزل أولاً وقبل كل شيء “ملاذًا للسلام” مخصصًا للشعور بالأمان الداخلي والعائلي، في المقابل فإن الآباء يتعرضون لضغوطات “كوفيد” وتسلسلاته المختلفة (الحجر والقيود وحظر التجول …)، والذين يستوجب عليهم حل العديد من الإشكالات في نفس الوقت: ضمان وسائل العمل عن بعد وتأمين الدراسة عن بعد للأطفال، والطبخ يوميا لضمان توافر الوجبات لكل أفراد الأسرة، وتحمل مسؤولية الحفاظ على عناية الأسرة التي كانت سابقا توفرها مراكز خارجية (تصفيف الشعر، الحمام ، إلخ) ، والأعمال المنزلية (التي كانت سابقا تنظم بواسطة مساعدة خارجية) وإيجاد برامج ترفيهية في المنزل للصغار والكبار (نزهات ورحلات، دور السينما والصالات الرياضية مغلقة …).
وأبرزت الدراسة، أنه لمواجهة كل هذه التحديات، تتجه الأسر المغربية إلى الأجهزة المنزلية مع تركيز أكبر على المعدات المتصلة بشبكة الانترنيت. بحيث أن 79٪ من المغاربة شعروا بالحاجة إلى تجهيز منازلهم بشكل أفضل منذ بداية الوباء. وتتجلى الأسباب الثلاثة الرئيسية، في: تبسيط المهام اليومية (57٪ من المستطلعين) ، تعويض نقص الترفيه بسبب الحجر وحظر التجول (49٪) وتسهيل القيام بالأعمال المنزلية (48٪). وصرح 4 من كل خمسة مغاربة أنهم اشتروا على الأقل جهازا إلكترونيا منذ بداية كوفيد.
وأضاف المصدر ذاته، أن معدات “العمل من المنزل” استحوذت على الجزء الأكبر من استثمارات الأجهزة المنزلية المغربية (37٪ من النفقات)، تليها “تناول الطعام في المنزل” بنسبة 24٪ من النفقات ، ثم “الجمال والعناية بالجسم داخل المنزل” بنسبة 17٪ ، “الترفيه في المنزل “بنسبة 12٪ وأخيراً” التنظيف في المنزل “بنسبة 10٪، وكانت أعلى 5 مشتريات منزلية على النحو التالي: الهاتف الذكي (53٪ من المشاركين) ، وأجهزة الصوت التي تعمل بالبلوتوث (36٪) ، والكمبيوتر المحمول (27٪) ، وجهاز التوجيه الروتور / الألياف البصرية (21٪) والفابلت (هاتف-تابليت) (20٪).
أما فيما يتعلق بفئة “تناول الطعام في المنزل” ، كانت أعلى 5 مشتريات منزلية على النحو التالي: خلاط (24٪ من المشاركين) ، ميكروويف (12٪) ، ثلاجة (12٪) ، روبوت متعدد الوظائف (9٪) وصفيحة للطهي ( 8٪). وفي فئة “الجمال والعناية بالجسم داخل المنزل” ، كانت أفضل 5 مشتريات منزلية على النحو التالي: آلة قص الشعر (23٪)، آلة كهربائية لحلاقة الدقن (19٪) ، ماكينة حلاقة كهربائية (17٪)، أداة فرد الشعر (15٪) ومجفف (10٪).
وبخصوص فئة “الترفيه في المنزل” ، فإن أهم 5 مشتريات منزلية هي كما يلي: تلفاز ذكي (35٪) ، بلاي ستايشن (9٪) ، تلفاز (8٪) ، X Box (4٪) و أليكسا غوغل (1٪). في حين أن فئة “التنظيف في المنزل” ، كانت أعلى 5 مشتريات للمغاربة كما يلي: سخان المياه (17٪ من المشاركين) ، غسالة الملابس (15٪)، غسالة الصحون (13٪) ، المكنسة الكهربائية (12٪) والمكواة (7٪).
وقد ركزت استثمارات الأسر المغربية على المعدات الذكية ، مما يؤكد هجرة الأسر إلى “المنزل المتصل” و “الحياة الذكية”. حيث صرح 96٪ من المشاركين أنهم استخدموا بالفعل معدات ذكية. وكنتيجة مباشرة لرقمنة الأسرة المغربية ، أعلن نصف الأشخاص الذين تم استجوابهم، أنهم قاموا بزيادة سرعة اتصالهم بالإنترنت. وبالتالي تحول فعليا ثلث المنازل إلى استخدام الألياف البصرية.
كما عملت “الحياة الذكية” والعمل عن بعد والتعليم المنزلي، على تغيير توزيع الفضاءات داخل البيوت المغربية. فإذا كان الصالون قد حافظ على مكانته كأحسن فضاء تقضي فيه الأسرة وقتًا أطول وفقًا لـ 50٪ من المشاركين ، أصبحت غرفة النوم ثاني أكثر الأماكن استخداما بالنسبة لـ 44٪ من المستجيبين، متفوقة على غرفة الطعام (33٪). وهذا يؤكد بروز ظاهرة “السرير النهاري” داخل الأسر المغربية: السرير تحول إلى مكتب للعمل أو الدراسة أو الاستمتاع أثناء الاستلقاء. بحسب المصدر نفسه.
وأشارت الدراسة، إلى أنه رغم الطفرة التي شهدتها التجارة الإلكترونية، فإن المتجر المتخصص يظل هو القناة المفضلة للأسر المغربية لشراء الأجهزة المنزلية، بحيث أن نسبة القنوات التي يفضلها المغاربة لشراء الأجهزة المنزلية، يأتي في المركز الأول المتاجر المتخصصة بنسبة 32٪ ، تليها السوبر ماركت/ الهيبر ماركت بنسبة 19٪ والتجارة الإلكترونية في المرتبة الثالثة بنسبة 13٪.، لذلك يفضل المغاربة التواصل والخدمات المقدمة وكذلك الاستشارات داخل المتجر لشراء الأجهزة المنزلية الخاصة بهم.
وأكد المصدر نفسه، أنه من حيث استخدام الشبكات والتطبيقات ، يظل الواتساب والفيسبوك شبكات لا تقبل المنافسة بين المغاربة. كما حقق التيك توك طفرة كبيرة بين الشباب، وأيضا أصبحت التطبيقات المهنية مثل زووم Zoom و Teams شائعة للعمل عن بعد والتعليم عن بعد. مؤكدا أنه مع الوباء، أدركت الأسرة المغربية أن التجهيز بالمعدات المنزلية تجعل من الممكن مواجهة التحديات التنظيمية الجديدة للأسرة كـ “ملاذ آمن”، وفي نفس الوقت كفضاء للعمل عن بعد والتعلم ومكان للترفيه العائلي.
تعليقات
0