بالأرقام: بحث وطني يكشف تصورات العنف بمختلف أشكاله لدى الرجال و النساء بالمغرب

أنوار التازي الأربعاء 21 أبريل 2021 - 10:59 l عدد الزيارات : 24205

التازي أنوار

أصدرت المندوبية السامية للتخطيط، مذكرة حول “تمييز العنف بين النساء والرجال والتصورات الذكورية للعنف”. و تسلط هذه المذكرة الضوء على الاختلافات الرئيسية المتعلقة بتجليات العنف عند النساء والرجال وكذا تصورات الرجال حول العنف من أجل فهم أفضل لظاهرة العنف بمختلف مجالاتها وأشكالها.

وكشفت المذكرة، أن النساء ضحايا للعنف أكثر من الرجال وذلك في جميع فضاءات العيش وبمختلف أشكاله. حيث يعتبر الفضاء الزوجي هو الفضاء المعيشي الأكثر إتساما بالعنف وذلك بالنسبة لكل من النساء والرجال، حيث أن 53 في المئة من جميع أشكال العنف التي تتعرض لها النساء و39٪ من جميع أشكال العنف لدى الرجال مرتكبة من طرف الشريك(ة) الحميم(ة).

و أشارت المندوبية، إلى أنه من بين جميع أشكال العنف، يبقى العنف النفسي هو الشكل الأكثر انتشارًا، حيث يمثل 54٪ من جميع أشكال العنف التي تتعرض لها النساء و73٪ من العنف الذي يعاني منه الرجال.

ويُظهر تحليل العنف بشكل عام، أن النساء يتعرضن أكثر للعنف في جميع فضاءات العيش وبمختلف أشكاله. وهكذا وحسب نوع العنف، فإن الفارق بين معدلات انتشار العنف الذي تتعرض له المرأة والرجل هو 13 نقطة بالنسبة للعنف الاقتصادي، و12 نقطة بالنسبة للعنف الجنسي، و10 نقاط بالنسبة للعنف النفسي، ونقطتان بالنسبة للعنف الجسدي.

وحسب مجال العيش، يصل هذا الفارق إلى 16 نقطة في الفضاء الزوجي، و11 نقطة بالنسبة لمؤسسات التعليم والتكوين، و7 نقاط في الفضاء العائلي و3 نقاط في الأماكن العامة. أما بالنسبة لمكان العمل، فإن معدل انتشار العنف بين الرجال يفوق بنقطة واحدة معدل انتشار العنف بين النساء.

و أوضحت المندوبية، أن العنف النفسي يشكل 94 في المئة من مجموع أشكال العنف الزوجي الذي يعاني منه الرجال.

و تشير النتائج إلى وجود فوارق كبيرة بين أشكال العنف الذي يعاني منه النساء والرجال وذلك في مختلف فضاءات العيش، حيث يتجلى العنف الذي يعاني منه الرجال داخل السياق الزوجي غالبا في شكله النفسي، إذ يمثل 94٪ من مجموع أشكال العنف الذي يتعرضون له، أما العنف الممارس ضد النساء فيتوزع على أشكال مختلفة؛ 69٪ نفسي، 12٪ اقتصادي، 11٪ جسدي، 8٪ جنسي.

و أبرزت المندوبية أن العنف الزوجي لدى الرجال يبقى، أكثر انتشارا في العلاقات خارج إطار الزواج، حيث يتعرض له العزاب (الذين لديهم أو كانت لديهم خطيبة أو صديقة تربطهم بها علاقة حميمة خلال الاثني عشر شهرًا السابقة للبحث) أكثر من المتزوجين. وعلى العكس من ذلك، فإن النساء المتزوجات بشكل عام هن الأكثر معاناة من العنف الزوجي بجميع أشكاله.

أما بالنسبة للفضاء العائلي، فيمثل العنف النفسي، الذي يحتل المرتبة الأولى في جميع فضاءات العيش، ما يقرب من ثلاثة أرباع مجموع العنف الذي يعاني منه كل من النساء والرجال.

ويختلف توزيع أشكال العنف الأخرى حسب الجنس، حيث يعود المركز الثاني في هذا الفضاء للعنف الاقتصادي بالنسبة للنساء وذلك بنسبة 17٪ من مجموع أشكال العنف الممارس ضد المرأة، (مقابل 6٪ عند الرجال). أما بالنسبة للرجال، فيعزى المركز الثاني للعنف الذي يتعرضون له في هذا الفضاء إلى العنف الجسدي بنسبة 19٪ (مقابل 7٪ لدى النساء).

وبالنسبة لفضاءات العيش الأخرى، تمثل نسبة العنف الجنسي 21٪ من مجموع أشكال العنف المرتكب ضد المرأة في مكان العمل (مقابل 2٪ عند الرجال)، و37٪ في مؤسسات التعليم والتكوين (مقابل 14٪ عند الرجال) و42٪ في الأماكن العامة (مقابل 8٪ لدى الرجال).

أما فيما يخص تصورات الرجال للعنف حسب البحث الوطني، فتتعلق بشكل أساسي بتعريف العنف والفئات الأكثر هشاشة وفضاءات العيش الأكثر عرضة وتطور العنف في المجتمع المغربي وكذا العلاقات بين الرجل والمرأة ولاسيما تلك المرتبطة بالنوع الاجتماعي والمتعلقة بتقاسم السلطة داخل الأسرة وكذلك بتقبل العنف في الفضاء الزوجي.

و أشارت المندوبية، إلى تسجيل فجوة بين تجارب وتصورات العنف لدى الرجال فيما يتعلق بمجال وشكل العنف، و يتمثل العنف، للوهلة الأولى، لدى ما يقرب من 66٪ من الرجال في شكله الجسدي (64٪ في الوسط الحضري مقابل 68٪ في الوسط القروي). ويظهر في شكله النفسي بالنسبة لـ 19٪ فقط (21٪ في الوسط الحضري مقابل 17٪ في الوسط القروي) بالرغم من أن هذا الشكل هو الأكثر شيوعا عند الرجال من حيث معدل انتشار العنف. كما يُنظر إليه في شكله الاقتصادي لدى 8٪ وفي شكله الجنسي لدى 5٪ من الرجال.

و أضاف المصدر ذاته، بأن الرجال ذوي المستويات التعليمية المتقدمة أكثر إدراكا للعنف النفسي مقارنة بالآخرين؛ 24٪ بين ذوي المستوى التعليمي العالي مقابل 17٪ من ذوي المستويات الأخرى. أما فيما يتعلق بتصورات العنف حسب فضاءات العيش الأكثر عرضة للعنف، فرغم أن الفضاء الزوجي هو الأكثر عنفًا من حيث معدل الانتشار، إلا أنه ينظر إليه على هذا النحو من قبل 21 ٪ من الرجال فقط، فيما يعتبرون الأماكن العامة هي الفضاء الأكثر عرضة للعنف (58٪).

وفي نفس السياق ووفقًا لتصورات الرجال، فالأماكن العامة هي التي شهدت زيادة ملحوظة للعنف على مدى السنوات الخمس الماضية إذ يعتقد أكثر من 78٪ من الرجال أن العنف قد ازداد في هذا الفضاء (79٪ في الوسط الحضري و75٪ في الوسط القروي).

وفيما يتعلق بتطور العنف خلال السنوات الخمس الماضية، فقد ازداد العنف ضد المرأة حسب تصور 55٪ من الرجال، وازداد العنف ضد الرجال حسب 49٪ منهم، وضد الأطفال حسب 48٪ من الرجال.

بالإضافة إلى ذلك، يعتقد 64٪ من الرجال أن العنف الجنسي قد ازداد ضد النساء، ويعتقد 52٪ أنه قد ازداد ضد الأطفال، خلال السنوات الخمس الماضية.

وحسب البحث، يعزي الرجال حدوث العنف، قبل كل شيء،إلى العوامل المادية والاجتماعية والاقتصادية (كالفقر وبطالة الشباب) وكذلك إلى العوامل العلاقاتية بما في ذلك مشاكل التواصل. 

ومن بين الأسباب الرئيسية للعنف في الأماكن العامة، كذلك الفقر ب40٪، تعاطي المخدرات والكحول ب21٪، المستوى التعليمي والثقافي المتدني لمرتكبي العنف (8٪).

فيما يتعلق بتقسيم الأعمال المنزلية بين الرجال والنساء، صرح ما يقرب من 9٪ من الرجال بشكل قاطع أن “مشاركة الرجل في الأعمال المنزلية تحط من قدره وتقلل من قيمته”. وتبقى هذه النسبة أعلى بين الرجال القرويين (12٪ مقابل 6٪ من الحضريين) وبين الذين ليس لديهم أي مستوى تعليمي (15٪ مقابل 5٪ لمن لديهم مستوى عال) وبين الرجال الذين تبلغ أعمارهم 60 سنة فأكثر (12٪ مقابل 8٪ للبالغين من العمر 15 إلى 24 سنة).

وبالمقابل، يتفق أكثر من نصف الرجال على أن “أهم دور للمرأة هو الاهتمام بالشؤون المنزلية”: 31٪ يتفقون تماما و23٪ يتفقون إلى حد ما.

وفيما يتعلق بتقاسم السلطة داخل الأسرة بين المرأة والرجل، ف 15٪ من الرجال يعارضون بشكل قاطع تقاسم السلطة بين الزوجين، و10٪ يعارضونها إلى حد ما.

و خلصت المندوبية إلى أنه غالبًا ما تكون العلاقات المتحيزة للسلطة والقوة بين الجنسين من الأسباب الرئيسية للعنف المرتكب خاصة في مجالات العيش حيث يكون هذا النوع من العلاقات متكررًا ولاسيما في المجال الزوجي.

و أظهرت نتائج البحث، أن ما يقرب من ثلثي الرجال (64٪) يرفضون لجوء الزوج إلى العنف ضد شريكته مهما كان السبب. ومع ذلك، صرح أكثر من 25٪ من الرجال بحق الزوج في ضرب و تعنيف زوجته إذا خرجت بدون إذن منه، و 15٪ إذا أهملت رعاية الأطفال، ويوافق أكثر من 7٪ على أحقية الزوج في ضرب زوجته إذا رفضت ممارسة الجنس معه، و 6٪ إذا أهملت العمل المنزلي، و 6٪ إذا عارضته أو خالفته في الرأي.

وبالمقابل، عبر أكثر من نصف الرجال أنهم لا يعرفون القانون 103-13 المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء.

أما فيما يتعلق برضا الرجال عن هذا القانون، فإن 17٪ منهم يعتبرونه كافياً لضمان الحماية الكاملة للنساء من العنف، مقابل 31٪ من الرجال الذين يعتبرونه غير كافٍ وخاصةً سكان المدن (35٪) وذوي المستوى التعليمي العالي (41 ٪).

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الإثنين 21 أبريل 2025 - 22:51

و أخيرا الإفراج عن اللجنة الموضوعاتية لتقييم “كارثة”مخطط المغرب الأخضر 

الإثنين 21 أبريل 2025 - 22:14

لقاء أدبي بالرباط حول فكر الراحل إدمون عمران المالح

الإثنين 21 أبريل 2025 - 21:59

مثقفون ومفكرون وشعراء وأبناء أصيلة يشاركون في تكريم الراحل محمد بنعيسى

الإثنين 21 أبريل 2025 - 20:56

عدم الالتزام بآجال الأداء يهدد الشركات الصغيرة.. الفريق الاشتراكي يطالب الحكومة بالوفاء بالتزاماتها

error: