الرباط: أنوار بريس
صرح الحبيب المالكي رئيس المجلس الوطني لحزب الإتحادي الإشتراكي للقوات الشعبية، بأن إجتماع المجلس الوطني للحزب اليوم السبت 20 نونبر، يأتي للتقرير في الخطوات الفعلية الأولى المتعلقة بالتحضير للمؤتمر الوطني الحادي عشر الذي يستوجب الوقوف على تاريخه ومكانه وطرق التعامل من أجل إنجاحه.
وأضاف المالكي في كلمته الإفتتاحية: أنه “لاشك أنكم تستشعرون دقة المرحلة بالنسبة للحياة السياسية و الإجتماعية في بلادنا و التحديات الوطنية و الجهوية والدولية التي ينعقد فيها المجلس الوطني للحزب، وأهمية الموضوع المعروض على أنظار الحزب للتداول فيه، و اتخاذ ما يلزم من القرارات إزائه، و في سياق اللحظة التاريخية التي تعيشها المملكة ويعيشها العالم والتي هي لحظة التحول والانتقال تطرح أسئلة كبرى وتفرض علينا إجابات موضوعية واقعية وطموحة.”
كما أكد المالكي، على ضرورة الانتباه إلى عدد من المستجدات التي طرأت على محيطنا الدولي و الجهوي و التي ستكون لها تأثير ملحوظ على المنطقة التي نعيش فيها، مشددا على أنه ينبغي على “حزبنا أن يتابع هذه المستجدات باهتمام وأن يبلور بشأنها عددا من المبادرات والمواقف من أجل تعزيز مقومات الشراكة والتفاهم بين دول وشعوب المنطقة.”
وتابع المالكي قائلا: ومن ضمن هذه المبادرات ما يرتبط بقضية وحدتنا الترابية كأولوية في عملنا تجاه الأحزاب الحليفة و الصديقة و انسجاما مع المضامين القوية والحازمة و الواضحة للخطاب الملكي الأخير بمناسبة الذكرى المجيدة للمسيرة الخضراء، مما يقتضي وضع أسس مقاربة جديدة للتعاون الخارجي لتصبح ديبلوماسية حزبنا أكثر فعالية و نجاعة و مؤهلة لمواكبة التغيرات و التحديات المستقبلية.”
و شدد المالكي، خلال اجتماع المجلس الوطني للحزب، أن الطاقات الجديدة و الفعاليات الملتحقة بحزبنا، لابد أن تعمل جميعا لتحدد مجالا لانطلاقتها وعطائها داخل الحزب و المساهمة في بناء أداة حزبية قوية قائمة على التواصل المستمر مع المواطنين والإنصات لهم و تأسيس مواقف الحزب انطلاقا من حاجياتنا و انسجاما مع تطلعات وانتظارات المواطنين.
من جهة أخرى لفت المالكي، إلى أنه إذا كان مناضلو و مناضلات الحزب يتطلعون لأن يكون المؤتمر الوطني محطة مهمة في مسار الحزب و تطوره، فإننا “مطالبون أكثر من أي وقت مضى بتجديد خطابنا و أساليب عملنا لبناء حزب قوي يساهم بشكل فعال في الحياة العامة، و يعيد الثقة للمواطنين في قدرة العمل السياسي على بناء مجتمع متطور اقتصاديا واجتماعيا و مؤسساتيا، قادرة على مواجهة تحديات الحاضر و المستقبل مما يقضي تعبئة واسعة و شاملة قائمة على اشاعة ثقافة المبادرة و الاجتهاد و الانفتاح والتواصل و ابداع أنماط جديدة، تناسب التطور و التحول العميق الذي يعرفه المجتمع و تناسب أيضا المتغيرات الدولية التي نعيشها.” يضيف المالكي.
وأشار المالكي، إلى أن استيعاب ما أفرزته مسيرتنا التنظيمية و البحث عن الاجابات جديدة عن التساؤلات المطروحة لتشكل اليوم المدخل لبناء تنظيم ملائم يترجم توجهات و اختيارات الحزب، ويساهم بقوة في تأطير الدينامية الاجتماعية الجارية على قاعدة استراتيجية حزبية واضحة و ناجعة لتأطير النساء و الشباب و القطاعات المهنية و توسيع مشاركتهم و تمكينهم من الآليات الضرورية للفعل داخل الحزب وخارجه.
في نفس السياق أضاف المتحدث، أن هذه الاستراتيجية، يجب أن ترفع من إدماج الكفاءات المتوفرة و كافة المنتخبات و المنتخبين في كل الاقاليم و الجهات، و تقوية هياكل الاستقبال و التأطير و التواصل وكذا دعم و توسيع صلاحيات التنظيمات الجهوية و الاقليمية في تدبير الحياة الحزبية الداخلية، و بالخصوص تقوية فعالية الفروع المحلية حتى تتمكن من النهوض بمهامها المطروحة علينا في الحقل التمثيلي المحلي وفي تقديم الخدمات للمواطنين، و ترسيخ سياسة القرب مما سيعطي معنى لعملنا المحلي في جهوية الانخراط و التنظيم.”
وشدد المالكي على أن طموح الحزب إلى ولوج مرحلة الحداثة السياسية يقتضي توسيع الانفتاح على تقنيات التواصل الحديثة و جعل حزب القوات الشعبية في صلب الثورة الرقمية و الاعلامية بكل امتدادها و التوظيف الفعال و الجيد لوسائل التواصل الاجتماعي، مشددا على أن “حزبنا لا تعوزه النصوص الجيدة و المرجعيات المتقدمة بقدر ما هو بحاجة إلى تفعيلها إلى خارطة طريق وفعل يومي.
وخلص المالكي، إلى أن “أملنا جميعا أن يكون اجتماعنا للمجلس الوطني منطلقا جديدا لاشراك القاعدة الحزبية العريضة في التداول و المساهمة في الاشغال التحضيرية لمؤتمرنا الوطني الحادي عشر بما يمكن من تكوين اقتناع مشترك و خريطة طريق ناجعة من أجل انعقاده و نجاحه.
وذكر أنه ينبغي أن ننخرط جميعا بقوة في صيرورة التحضير الجيد و الجماعي لكي نجعل من هذه المحطة موعدا أساسيا لإجراء نقلة نوعية جديدة بما يجعل حزبنا منتجا لرؤى و مبادرات تصب في تسريع مسلسل الاصلاحات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية ببلادنا.
تعليقات
0