محمد اليزناسني
الجمعة 14 يناير 2022 - 13:48 l عدد الزيارات : 15440
عبد السلام المساوي
نطمح الى دولة مدنية يعود فيها رجال الدين الى معابدهم …
ان الكتاني ومن على شاكلته ،ان الذين يتعصبون للغة العربية ، ويعادون الامازيغية وغيرها من اللغات ، لا يتورعون عن مخالفة النصوص القرانية الصريحة والسنة النبوية الشريفة كلما اثاروا موضوع اللغات، فهم ضد الاختلاف والتنوع ، ولا يلتفتون الى الآيات العديدة التي تنص على أن الحكمة الألاهية اقتضت الاختلاف في الحياة البشرية ، واكتفي – تجنبا للإطالة – بقوله عز وجل في الموضوع: ( لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ، ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ) سورة المائدة – الآية 50.
ومن هذا الاختلاف اختلاف السنة الناس ، فيغيب عن ذهنهم – او يغيبون ذلك – قوله تعالى : ( ومن آياته خلق السماوات والأرض ، واختلاف ألسنتكم والوانكم ) سورة الروم ، الآية 21
هؤلاء المتعصبون اباحوا لانفسهم ان يعطلوا سنة الله في خلقه ، وأن يركبوا الجهل ..وفي احايين كثيرة ، وانا استمع الى بعضهم ، اقول لنفسي : هل لهؤلاء قرآن – يستمدون منه – غير القرآن الكريم الذي اعرفه ؟ وهل لهؤلاء سنة غير السنة النبوية الشريفة يعودون إليها ؟
فالذي يقره القرآن الكريم هو الاختلاف ، والتسامح ، والجدال بالحسنى ، والكلمة الطيبة والتعاون بين البشر ، ألم يأت في كلامه عز وجل ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى ، وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ، ان أكرمكم عند الله اتقاكم ) سورة الحجرات – الآية 13……وقوله : ( ادفع بالتي هي أحسن ، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ) سورة فصلت – الآية 33…وغير هذه الآيات ما لا يحصى عددا….
والسنة النبوية الشريفة مجال آخر غاب عن هؤلاء ، فلو قرءوها وفهموها لاستحضروا سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم المليئة بالقيم الإسلامية الرائعة ، فهو المؤمن بالاختلاف بمعناه الواسع ، ومن ذلك الاختلاف اللغوي المنصوص عليه في القرآن الكريم ، فلم يثبت ان رد لهجة من لهجات اللغة العربية ، أو لغة من لغات العجم ، بل إنه شجع على تعلم اللغات – كالعبرية مثلا – وكان يتعامل مع غير المسلمين كاليهود مثلا وغيرهم من الاجناس ، أو لم يقل فيه القرآن الكريم : ( وما أرسلناك الا رحمة للعالمين ) سورة الانبياء – الآية 16…
ومن علامات ضيق الأفق ، وعدم معرفة البلد الذي نعيش فيه ، ما كتبه المدعو حسن الكتاني عن اضافة حروف من لغتنا الأمازيغية الى الأوراق النقدية .
الكتاني قال انه في غفلة من الجميع تمت اضافة حروف تيفيناغ الى اوراقنا النقدية ، داعيا على وجه سخرية ثقيلة للغاية الى مزيد من التضييق على لغة الاسلام والمسلمين ( كذا والله ) .
هذه ليست اول مرة يعبر فيها الكتاني عن وجه من أوجه تطرفه وعدم فهمه السليم للدين .وهذه ليست البادرة الاولى التي يظهر وجهه المغالي البعيد تماما عن روح الاسلام السمحة ، وعما تعلمه العلماء الحقيقيون من سيرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم .
لكن هذه المرة الكتاني ذهب بعيدا وهو يسب الجزء الوافر من الشعب المغربي ولغته اي الامازيغية المغربية ، حين اعتبرها لغة لا علاقة لها بالاسلام والمسلمين .
نسي الكتاني، وهو في غمرة دفاعه الجاهلي عن تصورات عتيقة للاسلام السياسي ، ان ملايين المسلمين في انحاء العالم بأسره لا يتحدثون اللغة العربية ولا يفقهونها ولا يعرفون عنها حرفا ، وانهم يضطرون لقراءة القران لاجل الصلاة مكتوبا بأحرف لغاتهم الأصلية ، ومع ذلك هذا الأمر لا ينقص منهم ولا من تدينهم شيئا .
ونسي الكتاني ان الرسول الكريم عليه عليه افضل الصلاة والسلام امرنا بتعلم لغة الاجانب واتقانها لئلا نبقى في الامية نعمه ، ولئلا نكون مثل الكتاني ومن على شاكلته لا نرى ابعد من ارنبة أنوفنا ، ونختار السجن في ضيق أفق لا مثيل له .
نسي الكتاني وهو يتطاول على لغة المغاربة الأم ، مثلما تطاول سابقا على اللغة الدارجة المغربية انه يمسنا في لساننا المشترك ، ويفرض علينا ان نتحدث لغة الجزيرة العربية رغم اننا لسنا من هناك ، بل نحن من هنا ونفخر بهذا الهنا ايما فخر ونعتز بهذا الانتماء المتعدد المسلم اليهودي الامازيغي العربي الاندلسي الصحراوي الافريقي أيما اعتزاز .
نقولها لفقهاء الرحلات المادية هاته الذين يعيشون معنا بأجسادهم فيما قلوبهم وعقولهم في الخارج دوما وابدا حيث تلقوا كل اسباب العيش الرغيد ؛ ( الا معجبكومش المغرب خويوه ، وسيروا للبلدان التي كتعتقدو انها كتهضر بلغتكم ، وهنيونا ) .
ما عدا ذلك لن تجدوا من اهل هذا البلد الكريم الا المزيد من النفور منكم ، ومن ضيق افقكم الشهير .
نطمح الى دولة مدنية ، يعود فيها رجال الدين ، يعود فيها الكتاني ومن على شاكلته ، الى معابدهم ومقابرهم …نطمح الى تطهير هذا البلد البلد الامين ؛ بلد التسامح والدموقراطية ، بلد التعدد والاختلاف ؛ نطمح الى تطهيره من تجار الدين وتجار السياسة ؛ الذين اساؤوا الى الدين والسياسة سواء بسواء ….
نطمح الى تطهير المغرب من اعداء الامازيغ المغاربة واليهود المغاربة …..اعداء التنوع اللغوي والثقافي …تطهيره من دعاة الانغلاق والتعصب ،زارعي الحقد والفتن …
تعليقات
0