تسببت الأزمة الوبائية التي تجتاح المغرب منذ قرابة عامين، في تفاقم وضعية المديونية الداخلية للبلاد، والتي حطمت لأول مرة منذ الاستقلال، حاجز 670 مليار درهم، فقد كشف التقرير الشهري الذي تعده مديرية الخزينة العامة برسم يناير 2022، أن جاري الدين الداخلي للمغرب عند متم الشهر الماضي شهد ارتفاعا معدله 3 في المئة مقارنة مع مستواه في متم دجنبر من العام 2021، وعزت وزارة الاقتصاد والمالية ارتفاع منسوب الدين الداخلي إلى اقتراض الخزينة من السوق المحلي لمبالغ تقدر بنحو 20.1 مليار درهم نتيجة لطرحها عبر سندات الخزينة لأزيد من 30.2 مليار درهم وتسديدها لحوالي 10.1 ملايير درهم.
وتعتزم حكومة أخنوش خلال سنة 2022 اقتراض ما لايقل عن 105 ملايير درهم لسد حاجياتها التمويلية المتزايدة، ويسمح قانون المالية للحكومة «في التمويل بالاقتراض واللجوء إلى كل أداة مالية أخرى وفق الشروط المقررة» وينص القانون المالي 2022 على اقتراض 65.4 مليار درهم من السوق الداخلية عبر ديون متوسطة وطويلة الأجل، كما ينص في ذات السياق على اقتراض 40 مليار درهم بالعملة الصعبة من الأسواق المالية الخارجية.
وقد كشفت وزارة الاقتصاد والمالية، في آخر تقرير إحصائي، أن إجمالي الدين الخارجي العمومي للمغرب بلغ خلال النصف الأول من 2021 أزيد من 41.8 مليار دولار أي 373.2 مليار درهم، ليرتفع بذلك منسوب الدين الخارجي للبلاد منذ بداية الأزمة الوبائية بحوالي 6.4 مليار دولار، مقارنة مع ما كان عليه في نهاية 2019، وإن كان قد انخفض بشكل طفيف مقارنة مع مستواه خلال 2020 (42 مليار دولار).
وبدورها، تفاقمت المديونية الخارجية للمملكة بشكل متسارع خلال السنوات الأخيرة، إذ لم يكن الدين العمومي الخارجي يتعدى 30.9 مليار دولار سنة 2016 ليأخذ منحى تصاعديا عاما تلو آخر، حيث قفز خلال سنتي 2017 و2018 إلى 34 مليار دولار، ثم ارتفع سنة 2019 ليصل إلى 35.5 مليار دولار، ليقفز ب 7 ملايير درهم سنة 2020 متجاوزا عتبة 42 مليار دولار قبل أن يتراجع قليلا في 2021 ليستقر عند 41.8 مليار دولار.
هكذا يكون الدين الخارجي للبلاد قد قفز في ظرف 5 سنوات، أي منذ 2016 ب 11 مليار دولار وهي أعلى وتيرة عرفتها المديونية الخارجية على الإطلاق. وعند متم سنة 2020، أصبح الدين الخارجي للخزينة يمثل 34.4 بالمائة من الناتج الداخلي الخام مقابل 29.5 بالمائة سنة قبلها.
وفي ما يتعلق ببنية الدين الخارجي العمومي، فإن المانحين متعددي الأطراف أصبحوا يشكلون أول مجموعة من دائني المغرب بحصة تبلغ 48.3 بالمائة من مجموع الدين الخارجي العمومي، يليها الدائنون من السوق المالي الدولي والأبناك التجارية ب 28.8 بالمائة، ثم دول الاتحاد الأوربي في إطار الدين الثنائي، بحصة 15.8 بالمائة، بينما لا تتعدى حصة الدول العربية من ديون المغرب الخارجية 2.7 بالمائة.
وبلغت حصة القروض الخارجية الممنوحة للشركات العمومية والخزينة، متم شهر يونيو 2021، على التوالي 45.8 في المائة و53.3 في المائة.
وتتكون سلة عملات الدين الخارجي العمومي للمغرب أساسا من الأورو بحصة 59.4 في المائة متبوعة بالدولار الأمريكي بحصة 31.5 في المائة والين الياباني بحصة 2.8 في المائة…
وكان صندوق النقد الدولي قد حذر من ارتفاع الدين العمومي للمغرب، الذي يتوقع أن يتجاوز مستوى مديونيته 80 % من الناتج الداخلي الخام.
عماد عادل
تعليقات
0