أصبح غوستافو بيترو الأحد أول رئيس يساري في تاريخ كولومبيا بعد أن حصد 50,45% من الأصوات في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية وفق نتائج رسمية تشمل 99,95% من الأصوات.
وحصل خصمه المليونير رودولفو هيرنانديز الذي أقر عبر “فيسبوك” بهزيمته، على 47,30% من الأصوات، أي بفارق نحو 700 ألف صوت، بحسب النتائج التي نشرتها الهيئة الوطنية المكلفة تنظيم الانتخابات.
ودعي نحو 39 مليون ناخب للإدلاء بأصواتهم الأحد للاختيار بين المعارض اليساري بيترو ورجل الأعمال المستقل هيرنانديز، فيما تعهد الرجلان، كل على طريقته، بإحلال تغيير جذري في بلد يشهد أزمة.
وعمل حوالى 320 ألف شرطي وعسكري على حفظ أمن الانتخابات التي جرت تحت إشراف عدد من المراقبين الدوليين.
في الأيام الأخيرة، أثارت فرضية تسجيل نتائج متقاربة قلقا ومخاوف من حدوث تجاوزات محتملة، بينما أبدى بيترو شكوكه حيال البرنامج المستخدم في عملية الفرز بعد تسجيل أخطاء في الانتخابات التشريعية في مارس، علما بأن معسكره فاز فيها.
بيترو مقاتل سابق في الحرب الأهلية، بات اشتراكيا ديموقراطيا، وشغل سابقا منصب رئيس بلدية بوغوتا.
أما هيرنانديز فكان رئيس بلدية مدينة بوكارامانغا في شمال البلاد، ووعد بالتخلص من “اللصوص” و”البيروقراطية”.
تصد ر بيترو الدورة الأولى من الانتخابات في 29 ماي بحصوله على 40 بالمئة من الأصوات فيما حصل هيرنانديز (77 عاما) على 28 بالمئة.
وهزم الرجلان النخب المحافظة والليبرالية التي احتكرت السلطة طوال قرنين. وتلقى هيرنانديز على الفور دعم اليمين التقليدي.
ووعد اليساري ببرنامج “تقدمي” لصالح “الحياة”، مع دولة أقوى، وفرض مزيد من الضرائب على الأثرياء، وتحقيق تحول في مجال الطاقة. وكرر السبت أن “البلاد بحاجة إلى العدالة الاجتماعية لتكون قادرة على بناء السلام (…) أي فقر أقل ، وجوع أقل ، وعدم مساواة أقل ، ومزيد من الحقوق”.
جرت الانتخابات في خضم أزمة عميقة في البلاد. فولاية دوكي التي استمر ت أربعة أعوام لم تشهد سوى قليل من الإصلاحات الجوهرية. وهيمن عليها إضافة إلى الجائحة، ركود حاد واحتجاجات حاشدة مناهضة للحكومة تم قمعها، وزيادة في عنف كثير من الجماعات المسلحة التي تنشط في الريف وتتنافس على تهريب المخدرات.
وتشير أستاذة العلوم السياسية في جامعة خافريانا، باتريسيا إينيس مونيوس، إلى أن “المهمة الأولى” للرئيس المقبل ستكون “إعادة توحيد المجتمع الممزق. لن يتمكن أي منهما من الحكم بمفرده من دون مراعاة النصف الآخر من البلاد وأولئك الذين لم يصو توا”.
تعليقات
0