نوال قاسمي
في استمرار للإجراءات الأمنية المشددة التي فرتضها السلطات الإسبانية بمدينة سبتة المحتلة، على ممتنهي التهريب المعيشي، الأسبوع الماضي، والتي تسببت في حالة من الفوضى نتيجة تدافع وازدحام “الحمالة” الراغبين في عبور ممر “ترخال” الحدودي، وصولا إلى الثغر المحتل، بحثا عن الرغيف العيش المر.
ووفقا للإعلام الإسباني، فقد توافد المئات من ممتهني التهريب المعيشي، غالبيتهم من النساء في أعمار متقدمة من السن، على معبر الحدودي “ترخال”، الذي أغلق في وجه “الحمالة”، بما في ذلك الذين يتوفرون على تصريح عمل أو بطاقة الإقامة التي تخول لهم عبور الممر، بشكل اعتيادي، ما تسبب في حالة من الغضب والاحتقان في صفوف الحمالة.
وبررت السلطات الإسبانية منعها ممتهني التهريب من ولوج المعبر الحدودي “ترخال”، بأن الأمر يدخل في إطار بسط سيطرتها على معبر باب سبتة، وفرض نظام مراقبة أكبر صرامة أثناء عملية خروج ودخول الحمالة، من أجل معرفة نوع البضاعة وعددها.
هذا ويرمي الإجراء الأمني الجديد الإسباني، إلى توجيه “الحمالة” نحو المعبر الحدودي “تارخال 2″، والذي تعتزم السلطات الجارة الشمالية، مستقبلا تخصيصه لنقل البضائع التجارية، بدل المعبر العادي “تارخال”، وذلك بهدف تخفيف الضغط، والقضاء على الاكتضاض والفوضى التي بات يعيشه معبر الثغر المحتل، والذي يعتبر أحد أكبر المعابر العالمية، بسبب ارتفاع مرتاديه من ممتهني “التهريب المعاشي”، خاصة خلال الفترة المسائية.
ووفقا لذات المصدر، فقد حلت سيارات الإسعاف بالجانب المغربي من الحدود، بهدف نقل الضحايا في حالة إصابة أي شخص، نتيجة التدافع والاكتضاض، كما تم الاحتفاظ بالعديد من السيارت على حدود المغرب، ما نتج عنه تقليص نسبة دخول المركبات والسيارات إلى سبتة المحتلة بنسبة 50 في المائة.
وأعرب الجانب الإسباني، عن أسفه لعدم امتثال بعض “الحمالة” للضوابط الأمنية الجديدة، وبحثهم عن أي شكل من الأشكال التهرب من الضوابط، بما في ذلك القفز من الجدران والتسلل إلى سبتة.
وكشف موقع “20 مينوتوس” الإسباني، في حصيلة لعدد الحمالة خلال العام الجاري، أن المعبر يلج إليه في اليوم الواحد أكثر من 30.000 راجلا، فضلا عن 12.000 سيارة تدخل المعبر الحدودي.
بالمقابل أورد موقع “إلفارو” الصادر بالإسبانية ورقة عن ارتفاع عدد ممتهني التهريب المعيشي في المعبر الحدودي، حيث بلغ عددهم 10 آلاف حمالا.
وللإشارة، فقد احتج حوالي 3000 شخص من ممتهني التهريب المعيشي، الثلاثاء 4 دجنبر الجاري، اعتراضا على الإجراءات والتدابير الأمنية الجديدة المعمول بها من قبل السلطات الإسبانية، بالمعبر الحدودي باب سبتة المحتلة.
تعليقات
0