البناء بالطين يعود إلى الواجهة للتصدّي للاحترار المناخي

الحاج درباني الجمعة 6 يناير 2023 - 11:30 l عدد الزيارات : 18616

تجدّد اهتمام المهندسين المعماريين بالبناء بالطين الذي يقلّص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن المباني، فيما يتيح لها في الوقت نفسه تحمّل درجات الحرارة المرتفعة بصورة أفضل، 

إلا أنّ اعتماده يُعد مكلفاً وصعباً بسبب نقص اليد العاملة المتخصصة.

واستُخدمت تقنية التربة المدكوكة، وهي عبارة عن طين مضغوط ومتشكّل ضمن طبقات، لبناء قصر الحمراء في غرناطة بإسبانيا، وكنيسة المصالحة في برلين عام  .2001 أما مدينة الدرعية السعودية الواقعة قرب العاصمة الرياض، فاعتُمد الطوب اللبن في كل أبنيتها.

ويعيش ثلث البشرية، أي أكثر من ملياري شخص في 150 بلداً، داخل بيوت من طين، بحسب مؤلفي كتاب  «تريتيه دو كونستروكسيون ان تير» (إصدار جديد عام 2006 أوغو أوبان وأوبير غيّو.

ويشير إيمانويل كيتا، وهو مدرّس في مدرسة  «بون إيه أنتونان فابري»، في مقال تناول هذا الموضوع، إلى أن  «15% من المباني في فرنسا شُيّدت بالطين”.

وتتنوّع طرق استخدام الطين، فمنها ما يعتمد على الطين الممزوج بالقش، وأخرى تمثّل طبقات من الطين الممزوج بالقش من دون عنصر إنشائي كالأعمدة مثلاً، بينما تستند إحدى الطرق إلى الطين المضغوط مع عنصر إنشائي من الخشب، وتعتمد أخرى على طوب اللبن.

وفي فرنسا، استُخدم الطين المضغوط مع عنصر إنشائي من الخشب لبناء منازل عدّة في ألزاس ونورماندي وغيرس وأوفيرني رون ألب.

وفي حي كونفلويانس الحديث في ليون، شُيّد بين المباني الخرسانية، مبنى من الطين يضمّ مكاتب صمّمه المهندس المعماري كليمان فيرجيلي والشركة السويسرية «ديينر إيه ديينر»، بالتعاون مع نيكولا مونييه الذي تلّقى تدريباً عن تقنية الطوب اللبن في مالي.

وعاد البناء بالطين إلى الواجهة بناءً على ملاحظات جرى تسجيلها: فالكيلوجرام الواحد من الأسمنت يتسبب بانبعاث كيلوجرام من ثاني أكسيد الكربون، بينما لا ينجم عن البناء بالطين أي كمية من هذا الغاز»، على ما يؤكد كزافييه شاتو، مدير البحوث الخاصة في علوم المواد لدى مختبر «نافيه»

ولا يتطلب البناء بالطين أي عملية طهو كالتي يحتاجها الإسمنت والتي تؤدي إلى انبعاث كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون، إضافة إلى أنّ التربة تُعدّ مورداً محلياً وتقاوم بصورة جيّدة التقلبات في درجات الحرارة، من خلال تنظيم مستوى الرطوبة بشكل طبيعي، هذا فضلاً عن أنّها قابلة للتدوير بنسبة كاملة، على ما يؤكّد مؤيدو هذه التقنية.

وبالتالي، تساعد تقنية البناء بالطين على مواجهة تحد مناخي كبير. ويقول شاتو «في حال تمكّنا من تقليص كمية الإسمنت المستهلك في العالم بنسبة 25% فالأمر مشابه لقضائنا على التأثيرات التي تتسبب بها الطائرات على المناخ.

لكن من جهة أخرى، يحمل البناء بالطين طابع الهشاشة.

وينبغي حماية المباني من سوء الأحوال الجوية والرطوبة الناجمة عن ملامسة الأرض الرطبة للجدران. وغالباً ما تنقل وسائل الإعلام الفرنسية أخباراً عن انهيار مبانٍ شُيّدت بالطين.

ويلجأ بعض المهندسين المعماريين إلى إضافة مادة مساعدة للبناء قد تكون الإسمنت أو الجير أو منتجات من مصادر طبيعية (القش أو القنب)، من أجل «تثبيت» الأرضية وجعلها كارهة للماء ومقاومة لكي تكون الأبنية متينة وتُستهلك لأطوال فترات ممكنة.

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الثلاثاء 13 مايو 2025 - 08:28

ترامب يحل بالسعودية في بداية جولة خليجية…

الثلاثاء 13 مايو 2025 - 07:21

أبرز عناوين الصحف الوطنية الصادرة اليوم الثلاثاء 13 ماي 2025

الثلاثاء 13 مايو 2025 - 06:57

رونو تفتح باب الاكتتاب في رأس مالها لفائدة أجرائها في المغرب 

الثلاثاء 13 مايو 2025 - 06:38

توقعات أحوال الطقس ليومه الثلاثاء 13 ماي

error: