النصب على عشرات الضحايا، في إقليم خنيفرة، عبر وهم العمل بأوروبا، يقود إلى اعتقال امرأة ووسيطين
أحمد بيضي
الإثنين 16 يناير 2023 - 23:46 l عدد الزيارات : 23819
أحمد بيضي
تمكنت عناصر المصلحة الجهوية القضائية للدرك، بخنيفرة، بناء على معلومات دقيقة، من توقيف متهمة بتزعم شبكة متورطة في النصب والاحتيال على الراغبين في الهجرة إلى الديار الأوروبية، مقابل مبالغ مالية متفاوتة القيمة، حيث جاء توقيفها بمدينة مكناس، بتعليمات من النيابة العامة المختصة، على خلفية تعريضها لمجموعة من الضحايا للنصب، عن طريق إيهامهم بقدرتها على إنجاز عقود عمل، فيما أكدت مصادرنا أن اعتقال المعنية بالأمر سبقه اعتقال وسيطين، وتقرر عرضهم جميعا على النيابة العامة يوم الثلاثاء 17 يناير الجاري.
وكانت النيابة العامة، في شخص وكيل الملك لدى ابتدائية خنيفرة، حاتم حراث، قد فتح بحثا قضائيا في النازية على خلفية تعرض مجموعة من الضحايا للنصب والاحتيال على صعيد الإقليم، والذين بلغ عددهم، إلى حدود اعتقال المعنية بالأمر، نحو 30 شخصا، تم إيهامهم جميعا بالعمل، إما بإسبانيا أو فرنسا، مقابل مبالغ مالية تتراوح ما بين 60 و80 ألف درهم للفرد الواحد، شريطة دفع تسبيق في حدود مبلغ 20 ألف درهم على أساس إتمام المبلغ المتفق عليه فور وصولهم للضفة الأخرى.
وبناء على ما تقاطر من بلاغات على مكتب وكيل الملك لدى ابتدائية خنيفرة، جرى إنجاز ما يجب من الأبحاث والتحريات بغاية تحديد هوية المشتبه فيها التي لم يكن الضحايا يعرفون عنها سوى لقب “الحاجة”، والبداية من توقيف عنصرين من مساعديها، ما بين يومي السبت والأحد 14 و15 يناير 2023، وكانا بمثابة “رأس الخيط” الذي سهل مهمة التحرك باتجاه الهدف، حيث تم الاحتفاظ بالمشتبه فيهما تحت تدابير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة.
ومن خلال الاستماع للضحايا، تم الاهتداء إلى رقم السيارة الذي كانت تمتطيها “الحاجة” (ب. ق) كلما حلت بالمنطقة، وبناء على هذا المستجد، تم تكثيف التحريات في كل الاتجاهات، ليتمكن المحققون من وضع يدهم على هذه السيارة التي لم يكن صاحبها سوى نجل المعنية بالأمر، ما أكد الاقتراب من هوية الأخيرة، ومكانها بمدينة مكناس، حيث انتقلت عناصر المصلحة الجهوية القضائية للدرك بخنيفرة لهذه المدينة، وباشرت عملية تنسيقها مع أمن العاصمة الاسماعيلية ليتم توقيف الرأس المستهدف.
وجاء توقيف بطلة الملف بعدما حاولت الاختفاء عن الأنظار، ودفع بالنيابة العامة إلى وضعها موضوع مذكرة بحث على الصعيد الوطني، فيما لم يفت مصادرنا الكشف عما يفيد أن التحريات ما تزال متواصلة، لأجل “تمشيط” ما يمكن من المعطيات بغاية الوصول إلى باقي المتورطين، داخل أرض الوطن وخارجه، أو باقي الوسطاء والمساعدين ممن كانوا يعملون على “اقتناص” الضحايا الراغبين في الهجرة إلى الديار الأوروبية، ووضعهم رهن إشارة المعنية بالأمر التي جرى توقيفها في ظرف وجيز، وفي عملية تقنية مرتبة للغاية.
وارتباطا بالموضوع، ذكرت مصادرنا أن الضحايا قد فات لهم، بين الفينة والأخرى، الخروج عن صمتهم بعدما تأكدوا من وقوعهم في شباك نصب محقق، فيما لجأ بعضهم لمواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عما تعرضوا إليه على يد “الحاجة”، بينما فضل البعض الآخر موقف التحفظ من باب الأمل، علما أن غالبية هؤلاء الضحايا هم من الأسر الهشة التي تحلم بالهجرة نحو الضفة الأخرى، هروبا من واقع البطالة والعوز، والمؤكد أن عددا منهم لجأوا لبيع أمتعتهم أو لعملية اقتراض قيمة تذكرة السراب.
تعليقات
0