أكاديميون مغاربة يبرزون بمصر مستقبل القوى الناعمة فى الوطن العربي
أنوار التازي
الأربعاء 8 مارس 2023 - 11:56 l عدد الزيارات : 10087
نظم مركز الدراسات الاستراتيجية التابع لمكتبة الاسكندرية (مصر) بالتعاون مع المنتدى المتوسطي للشباب بالمملكة المغربية أمس الثلاثاء حلقة نقاشية بعنوان “مستقبل القوى الناعمة فى الوطن العربي: مصر والمغرب نموذجا”.
وتم خلال هذا اللقاء، استعراض التجارب المصرية والمغربية في توظيف إمكانات القوة الناعمة ، والرؤى المستقبلية بشأن تبادل الخبرات بين التجربتين، لاسيما فى المجالين الثقافي والرياضي من أجل تعزيز العلاقات الاستراتيجية الثنائية.
وتم تنظيم الحلقة النقاشية على شكل مائدة مستديرة، ضمت باحثين بمركز الدراسات الاستراتيجية بمكتبة الإسكندرية وعدد من الأساتذة الجامعيين المغاربة المتخصصين في حقل العلوم السياسية وعلم الاجتماع والقانون والاقتصاد، وكذلك عدد من عمداء كليات جامعة الإسكندرية.
وأبرز المتدخلون خلال هذا الحدث، أن المغرب نجح في بناء تحالفات استراتيجية داخل محيطه الإفريقي ويتعامل مع القضايا العربية وفي القلب منها القضية الفلسطينية بموقف ثابت، وهو ما يظهر جليا من خلال مواقفه بالمحافل الإقليمية والدولية.
كما أشادوا بالدور الذي تضطلع به وكالة “بيت مال القدس الشريف”، في دعم القضية الفلسطينية والحفاظ على الهوية التاريخية لمدينة القدس، وذلك من خلال إيجاد آليات ووسائل لتنويع مصادر التمويل الخاصة بالوكالة.
وفي هذا الصدد أشار الباحث عمر الشرقاوي، رئيس وحدة البحث في القانون الدستوري والعمل البرلماني والمؤسسات السياسية بجامعة الحسن الثاني – الدار البيضاء، إلى أن المغرب يمتلك مصادر كثيرة للقوة الناعمة في إفريقيا وأيضا داخل أوروبا، تلعب بالخصوص دورا كبيرا في الترويج للمنهج الديني الوسطي من خلال منظور قائم على الاعتدال والوسطية والمذهب المالكي، وكلها أدوات تسهم في ترويج صورة الدولة المعتدلة المتسامحة.
وأكد الشرقاوي أن المغرب منذ عودته لأحضان الاتحاد الأفريقي وهو يبحث عن التوافقات وبناء التحالفات الاستراتيجية مع كافة دول القارة، كما أن المملكة تتعامل على أساس قاعدة واحدة في ما يتعلق بالقضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، من خلال صندوق بيت مال القدس، الأمر الذي يعبر عن الموقف الأبدي للمملكة في تلك القضية.
من جهته ذكر الباحث سعيد خمري، أستاذ التعليم العالي بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أن هناك علاقة وثيقة بين القوة الناعمة والقوة السياسية التي تصنعها الدبلوماسية الناجحة، مبرزا أن هناك نسبة كبيرة من الأفارقة يدرسون في الجامعات المصرية والمغربية، وهذا يعكس مظهرا من مظاهر الدبلوماسية الناعمة.
ولفت إلى أن الأرقام الرسمية تؤكد وجود 20 ألف طالب أفريقي يدرسون في الجامعات المغربية في المجال الأمني والاقتصادي والسياسي وفي بقية التخصصات.
أما الباحث ياسين إيصبويا، المنسق العام للمنتدى المتوسطي للشباب بالمغرب، فأكد على أهمية الدبلوماسية الثقافية والرياضية والفنية والشبابية باعتبارها من أهم عناصر القوة الناعمة، فهي تساعد في تعزيز الثقافة والتبادل الثقافي والتعاون، وتؤدي إلى بناء جسور التفاهم بين الشعوب.
كما أبرز أهمية التعاون بين المنتدى المتوسطي للشباب ومركز الدراسات الاستراتيجية بمكتبة الإسكندرية من خلال تنظيم المائدة المستديرة كمنصة فريدة للتعرف على أحدث الإنجازات في هذا المجال، ولمناقشة التحديات التي يواجهها الوطن العربي، ولتطوير وتعزيز القدرات اللازمة لتعزيز القوة الناعمة.
وذكر بالدور الذي تضطلع به المملكة المغربية تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في محيطها الإقليمي والدولي، موضحا أنه يتم كذلك إعطاء أهمية للبعد الإنساني والثقافي والرياضي وتنظيم التظاهرات الثقافية والرياضية الكبرى كمجالات للقوة الناعمة.
ومن جهته تحدث السفير محمد بدران، وكيل وزير الخارجية المصرية الأسبق، عن نجاح المغرب في مجالات مثل السينما والدراما، وكذلك عن استضافة واحتضان المؤتمرات العلمية في مختلف التخصصات، مؤكدا أنه لا يمكن غض الطرف عن استثمار المسيرة التاريخية للمغرب في كأس العالم لكرة القدم في دجنبر الماضي وهو النجاح الذي مكن المملكة من دعم قوتها الناعمة على الصعيد الدبلوماسي.
وأشار إلى أن مصر استطاعت عبر القرون استخدام قوتها الناعمة المتمثلة في الأزهر إلى جانب الموسيقى وغيرها، من أجل التأثير على المنطقة بأسرها بدرجات مختلفة من الاستقطاب والإقناع، وأن تستثمر إنتاجها السينمائي في الترويج السياحي والتجاري والثقافي.
وأكد وكيل وزير الخارجية المصرية الأسبق أن المغرب يمثل نموذجا ناجحا في شمال إفريقيا، لأنه طور استراتيجية واضحة المعالم ودقيقة الأهداف تستند إلى تاريخ الدولة العريق، وموقعها الجغرافي، معتمدا على وحدة وتماسك مكونات المجتمع المغربي وقيم الأصالة والكرم والتعايش والانفتاح المتجذرة فيه.
وقالت الباحثة مي مجيب، المشرفة على مركز الدراسات الاستراتيجية بمكتبة الإسكندرية، إن اللقاء شكل فرصة لتبادل الأفكار بين المشاركين من البلدين لمناقشة الاستراتيجيات والتوجهات التى سعت لها الدولتان، والخروج بورقة سياسات تعرض مجموعة من التوصيات تبرز الخبرتين المصرية والمغربية فى مجال توظيف القوة الناعمة والرؤى المستقبلية لتطوير آلياتها.
وشدد على أهمية أدوار واستراتيجيات القوة الناعمة في تغيير ملامح النظرة العالمية للدول والأقاليم الجغرافية ذات الأهمية الكبرى والمحورية فضلا عن أهمية أدوات تلك القوة في التصدي لموجات التشدد والأفكار المتطرفة، بما فيه من توظيف لتلك الأدوات للتأثير على سلوك الآخرين.
تعليقات
0