التساقطات الأخيرة ترفع حقينة السدود وذوبان الثلوج سينعش البحيرات

محمد اليزناسني الثلاثاء 14 مارس 2023 - 07:59 l عدد الزيارات : 22218

أنعشت التساقطات المطرية التي شهدها المغرب طيلة الأسبوعين  الأخيرين، إجمالي حقينة السدود الكبرى التي تحسنت وضعيتها بالمقارنة مع العام الماضي، وإلى حدود أمس الاثنين، بلغ مجموع المياه السطحية المخزنة في السدود الرئيسية بالمملكة ما يناهز 5.6 مليار متر مكعب عوض 5.2 مليار متر مكعب المسجلة في نفس التاريخ من العام الماضي، أي بفارق يناهز 318 مليون متر مكعب، وتفيد آخر إحصائيات قطاع الماء بوزارة التجهيز حول وضعية السدود يوم 13 مارس 2023، أن حقينة سدود المملكة التي تبلغ سعتها الإجمالية 16 مليار متر مكعب سجلت حتى الآن نسبة ملء تناهز 34.7 في المائة، وهو تقريبا نفس المستوى المسجل خلال نفس التاريخ من السنة الماضية، وإن كانت هذه الوضعية قد تراجعت مقارنة مع سنة عادية ك 2021 التي ارتفعت فيها نسبة الملء إلى 51 في المائة، ويرتقب أن ترتفع حقينة السدود مع ارتفاع درجة الحرارة وذوبان الثلوج التي تساقطت بكثرة على القمم والمرتفعات خلال الأسابيع الأخيرة.

ويتوفر المغرب حاليا على حوالي 145 سدا كبيرا، و250 سدا صغيرا، وتتفاوت نسبة الملء داخل هذه السدود حسب موقعها الجغرافي، فبينما تعرف بضعة سدود واقعة على الأنهار الكبرى وفي المناطق المطيرة نسبة ملء عالية، كما هو الحال بسد وادي المخازن بالقصر الكبير 84.6%، وسد الوحدة بتاونات، وهو أكبر سد في المغرب، والذي انتعشت نسبة ملئه لتصل إلى 60 %، وسد النخلة بتطوان 100% وسد شفشاون  100%.. مازالت السدود الواقعة في وسط وجنوب المملكة تعاني من تراجع ملحوظ في مخزونها المائي كما هو الحال بالنسبة لسد بين الويدان بإقليم أزيلال الذي نزلت حقينته إلى 15.2%، ونفس التدهور عرفه مخزون سد المسيرة، وهو ثاني أكبر سد بالمغرب، الواقع في إقليم سطات حيث هبط معدل ملئه إلى 6.2 % علما أن هذا السد يؤمن الحاجيات المائية للعديد من المناطق الواقعة في جهة الدار البيضاء- سطات.
وبينما شكلت السدود، عبر عقود، صمام أمان للمغرب الذي يعتمد اقتصاده على الموارد المائية بشكل كبير، أصبحت هذه الأخيرة تتناقص عاما بعد عام، بفعل التقلبات المناخية، حتى أصبحت المملكة اليوم في وضعية حرجة دقت ناقوس الخطر بشأنها العديد من المنظمات والمؤسسات الوطنية والدولية.
ولمواجهة هذه الأزمة المائية، بادر المغرب إلى وضع برنامج الأولويات الوطنية لتوفير مياه الشرب والري 2020-2027. والذي يغطي كافة مناطق المملكة. ويتعلق الأمر بتحسين إمدادات المياه، ولاسيما من خلال بناء السدود وإدارة الطلب على المياه، وخاصة في القطاع الزراعي، وتعزيز إمدادات مياه الشرب في المناطق القروية، وإعادة استعمال المياه العادمة المعالجة في ري المساحات الخضراء والتواصل والتوعية بهدف تعزيز الوعي المرتبط بأهمية الحفاظ على الموارد المائية وترشيد استخدامها. وقد أعطى الملك تعليماته السامية لتنفيذ هذا البرنامج الذي ستبلغ كلفته الإجمالية 115 مليار درهم. وبشكل ملموس، يهدف البرنامج إلى تعزيز الإمكانات الوطنية من خلال بناء 20 سدا كبيرا بسعة 5.38 مليار متر مكعب. بالإضافة إلى السدود الصغيرة والسدود التلية، نظرا لما لها من أهمية خصوصا بالنسبة لسكان المناطق الجبلية والقروية البعيدة ودورها في تعبئة المياه المحلية الناتجة عن الأمطار الغزيرة المؤقتة...

عماد عادل

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الثلاثاء 22 أبريل 2025 - 11:12

أساتذة يعلنون خوض إضراب وطني ليومين…

الثلاثاء 22 أبريل 2025 - 10:57

وضعية تحملات وموارد الخزينة تفرز حاجيات تمويل بقيمة 15,5 مليار درهم

الثلاثاء 22 أبريل 2025 - 10:51

المجلس الأعلى للسلطة القضائية يناقش مستقبل التكنولوجيا الحديثة في المجال ‏القضائي

الثلاثاء 22 أبريل 2025 - 10:50

مندوبية التخطيط تقف عند ارتفاع الأسعار…

error: