يوسف ايذي يدعو رئيس الحكومة إلى إعادة التفكير في البنية التدبيرية لقطاع السياحة

أنوار التازي الثلاثاء 25 أبريل 2023 - 21:34 l عدد الزيارات : 22391

التازي أنوار

أكد رئيس الفريق الإشتراكي بمجلس المستشارين يوسف ايذي، أن الحديث عن السياسة الحكومية وانعكاساتها على المجالات الاقتصادية والإجتماعية ببلادنا، لهو مناسبة لفتح نقاش عمومي، حقيقي، وجاد، حول سياسة واقعية للقطاع السياحي داخل المملكة، على اعتبار أنه يشكل حاليا أحد أهم القطاعات الحيوية التي تؤسس للإستراتيجيات الكبرى لبلادنا.

و أوضح يوسف ايذي، في تعقيبه على جواب رئيس الحكومة خلال الجلسة الشهرية لمسائلة رئيس الحكومة بمجلس المستشارين اليوم الثلاثاء، حول موضوع السياسة السياحية، أن هذه الأخيرة تمثل مصدرًا مهمًا للدخل الوطني الخام، وتساهم في تحسين مستوى عيش المواطنين المغاربة، وتبرز القيم التاريخية والثقافية للمملكة المغربية الشريفة التي تمتد على أزيد من 12 قرنا، والتي تتميز بمؤهلات سياحية وثقافية وتراثية، قد تجعلها القبلة الأولى للسياح الأجانب داخل القارة الإفريقية ومنطقة البحر الأبيض المتوسط كدرجة أولى.

وسجل المستشار البرلماني، أن مناقشة هذا الموضوع “نابع من قناعتنا بأن تعزيز وتطوير وإيلاء الأهمية القصوى للقطاع السياحي، يجب أن يندرج في إطار إعادة صياغة السياسات العمومية المرتبطة بهذا المجال نحو تطوير العرض السياحي، وتعزيز وتقوية البنى التحتية، والإرتقاء مستوى وقدرة الموارد البشرية، نظرا لحجم الإشكاليات والتحديات التي تؤثر سلبًا على نموه وتطوره.

وشدد يوسف ايذي باسم الفريق الإشتراكي بمجلس المستشارين، أن واقع السياسة السياحية ببلادنا اليوم والأهداف المعلنة من خلالها، لا يرقى إلى حجم التطلعات التي ينشدها المغاربة، خصوصا وأن رقم 11 مليون سائح لا يساوي شيء أمام تاريخ وعظمة وأمن بلادنا مقارنة مع دول أخرى تستقطب أكثر من 70 مليون سائح، أخدا بعين الإعتبار أن وصول وفود جديدة من السياح في الأونة الأخيرة، لم يأتي نتيجة سياسة حكومية، بل جاء نتيجة للأداء المبهر والكبير لمنتخبنا الوطني في مونديال قطر 2022.  

وتابع ايذي في تعقيبه على ما قدمه رئيس الحكومة عزيز أخنوش، “وهذا يعود بالأساس إلى ضعف الرؤية لدى الحكومة في تدبير هذا القطاع الحيوي، من حيث انعدام التنسيق والتعاون بين الجهات المعنية، ونقص الاستثمار في البنية التحتية السياحية، وعدم الإنفتاح وتوسيع مجال العرض السياحي والاكتفاء بأقطاب محددة للأداء السياحي، وضعف برامج الترويج السياحي”.

و أضاف رئيس الفريق الاشتراكي “إننا أصبحنا ننتظر بعض المؤثرين من الخارج حتى يقوموا بالترويج لصالح بلدنا، وكأننا في دولة ليس لها من المقومات المالية والتدبيرية والإبداعية ما يكفي للترويج والتسويق لمنتجاتنا السياحية بالمستوى المطلوب. “

و أشار إلى أن نهج سياسة مرتبطة بهذا المجال، تستوجب العمل وفق مقاربة شمولية من أجل تغيير جذري في منظومة التدبير في القطاع السياحي والانفتاح على التكنولوجيات الحديثة ومواكبة الأطر والعاملين، وضبط اليات اندماجه في مسارات الإنتاج الوطني، وتعزيز مكانة المملكة والترويج لها على الصعيد العالمي وفق التوجيهات الملكية السامية.

ودعا ايذي باسم الفريق الإشتراكي، الحكومة إلى إعادة التفكير في البنية التدبيرية لهذا القطاع، عبر تعزيز اليات الانسجام والتوازن بين القطاعات ذات الصلة، وتوحيد مجالات الإشتغال والتسيير، والرفع من نسب الاستثمار في البنى التحتية ذات الاستقطاب السياحي، مثل الفنادق والمنتجعات السياحية والمطارات والطرق، والعمل على صون وتثمين المعالم الثقافية والتراثية وتحسين الخدمات المقدمة فيها، مع تطوير الموارد البشرية في القطاع السياحي عبر توفير التدريب والتكوين المناسبين، وبالأخصالتركيز على تطوير المهارات اللغوية والثقافية، والسعي إلى ادماج المياومين منهم ذوي الدخل المحدود جدا، والذين يشتغلون في هذا المجال منذ زمن طويل. وكذلك تعزيز التسويق السياحي عبر توجيهه إلى الأسواق الهامة والعالمية، والرفع من مستوى استخدام التكنولوجيا الحديثة في الترويج للوجهات السياحية والثقافية والتراثية التي تتفرد بها بلادنا.

و أكد ايذي على ” أننا وإذ نسجل هذه المقترحات، فإن تخوفنا من ضعف الرؤية العامة للحكومة في تدبيرها لهذا القطاع، يزداد حين نرى ونلاحظ أن الحكومة لا تبدي اهتماها لجانب مهم من المنظومة السياحية ألا وهو السياحة القروية، التي ترتكز على مقومات ذات بعد طبيعي وثقافي محلي، يؤدي إلى جذب أعداد مهمة من السياح من جهة، وتحسين مستوى دخل وعيش السكان القرويين ويحد من التدفق الهجرة القروية من جهة ثانية.

و أضاف المتحدث، أن العمل على الترويج للسياحة القروية سيكون له الأثر المهم على الإرتقاء وتنمية القطاع، نظرا للتنوع الطبيعي وغنى التراث الثقافي القبلي الذي تعرفه بلادنا.

و سجل المستشار الاتحادي، أن أول تحدي يواجه السياحة القروية في بلادنا هو ضعف البنية التحتية، حيث يعاني العالم القروي من نقص حادفي الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء والطرق والاتصالات، مما يعيق وصول السياح ويجعل الاستثمار في هذا الجانب أكثر صعوبة أو منعدما. وبالتالي ضياع الكثير من الفرص للنمو والتطور، وعدم استغلال التراث الثقافي والبيئي والطبيعي الذي تتمتع به هذه المناطق القروية.

و أوضح أن السياحة القروية في بلادنا، هي أسلوب جديد في مجال العرض السياحي، يتهافت عليه غالبية السياح الأجانب، ويمكن أن يكون المغرب من رواد هذا الأسلوب عبر العالم لما يتمتع به من مؤهلات طبيعية أصيلة وعادات وتقاليد من جوهر التاريخ تجذب العادي والبادي.

وشدد على ضرورة العمل على إعادة تشييد وإصلاح المباني التقليدية ودور الضيافة الموجودة في القرى، والتسويق لها عبر مختلف الوسائل الممكنة، وتسهيل عمليات حجز الإقامات، ثم العمل وفق برنامج استراتيجي لتحديد مناطق قروية رئيسية وتحويلها الى أقطاب سياحية بمرافق عالية الجودة وخدمات سياحية مميزة، وتعزيز التدريب والتكوين لدى السكان المحليين لإدماجهم وجعلهم الأساس لبناء وتطوير هذا الورش، حتى يكون بالفعل أحد محاور التنمية القروية.

ومن جانب أخر، أكد يوسف ايذي على ضرورة تقديم تحفيزات ودعم للمستثمرين الذين يهتمون بتطوير السياحة القروية في المناطق القروية، تشمل الإعفاءات الضريبية والدعم المالي، والدفع بسكان القرى إلى الإنخراط في مجال المقاولة والمشاريع السياحية. إضافة إلى ضرورة تعزيز التعاون بين القطاع العام والخاص والتعاونيات المحلية لدعم تطوير السياحة القروية في بلادنا.

وخلص إلى أن بلادنا تخوض منذ سنوات معركة التراث والتنمية السياحية، وهي معركة تطلبت الكثير من الجهد والتسلح بروح المواطنة، والمسؤولية، معركة حققت مكاسب مهمة في العديد من المدن المغربية، نتيجة العناية المولوية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس لتسير فيها عجلة إعادة الإعتبار للتراث الطبيعي والثقافي بشقيه المادي واللامادي. مؤكدا على أن المرحلة تستوجب توظيف التراث في التنمية المندمجة عبر تشجيع الإبداع والابتكار في مجال الإستثمار السياحي المستدام.

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الإثنين 21 أبريل 2025 - 22:51

و أخيرا الإفراج عن اللجنة الموضوعاتية لتقييم “كارثة”مخطط المغرب الأخضر 

الإثنين 21 أبريل 2025 - 22:14

لقاء أدبي بالرباط حول فكر الراحل إدمون عمران المالح

الإثنين 21 أبريل 2025 - 21:59

مثقفون ومفكرون وشعراء وأبناء أصيلة يشاركون في تكريم الراحل محمد بنعيسى

الإثنين 21 أبريل 2025 - 20:56

عدم الالتزام بآجال الأداء يهدد الشركات الصغيرة.. الفريق الاشتراكي يطالب الحكومة بالوفاء بالتزاماتها

error: