بمشاركة زعماء أحزاب وسفراء.. الرباط تحتفي باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني…

يسرا سراج الدين الخميس 30 نوفمبر 2023 - 03:07 l عدد الزيارات : 12764

أحيت سفارة دولة فلسطين بالمغرب بشراكة مع الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، مساء اليوم الأربعاء، اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، عبر لقاء تضامني استُهل بالنشيدين الوطنيين المغربي والفلسطيني، والترحم على أرواح الشهداء الفلسطينيين.

وخلال كلمة افتتاحية للقاء التضامني الذي احتضنته المكتبة الوطنية بالرباط التي اكتست جدرانها صور ضحايا الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة، من أطفال ونساء وعائلات مُسحت كلها من السجل المدني بسبب قصف الاحتلال، وتوسط بهوها قائمة ضمت أسماء آلاف الشهداء، عبَّر السفير الفلسطيني بالمغرب جمال الشوبكي، عن امتنانه لمساندة المغرب المستمرة والداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني، ومواقف جلالة الملك محمد السادس المؤكدة على التزامه باستعادة الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، والدور الذي تقوم به وكالة بيت مال القدس من تعزيز صمود الفلسطينيين عبر تمويل مشاريع وبرامج بمختلف القطاعات، قبل أن يسترسل في الحديث عن ما تعيشه فلسطين تحد أدخلها مسارا جديدا، معتبرا أن ما يحدث هو إبادة جماعية يتصدى لها الفلسطينيون بصمود وإصرار، مشيرا إلى أن القضية الفلسطينية ورغم سوداوية الوضع عادت لتتصدر المشهد بفضل صمود شعبها ونضالات الأحرار حول العالم، داعيا إلى وقوف المنتظم الدولي في وجه الانتهاكات الإسرائيلية وعدم الكيل بمكيالين، والدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة عاصمتها القدس ووقف شلال الدماء ومخطط التهجير، مجددا التأكيد على أن منظمة التحرير الفلسطينية بصفتها البيت والوطن المعنوي للفلسطينيين جميعا والممثل الشرعي والوحيد المعترف به دوليا لن تنصاع لأي محاولات ابتزاز سياسي أو إملاءات خارجية.

بدوره دعا نائب الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، عبد الحفيظ ولعلو، خلال هذا اليوم التضامني إلى إيقاف العدوان ضد فلسطين والمجازر والتهجير، مذكرا بقرار الجمعية العامة بالأمم المتحدة تقسيم فلسطين وإنهاء الانتداب البريطاني رغم معارضة الدول العربية، مجددا تأكيد التزام الجمعية الثابت لمواصلة الدعم والمساندة الفعلية لكفاح الشعب الفلسطيني وكذلك للتذكير بالقرار المغربي الرسمي، حيث أكدت الرسالة الملكية الموجهة إلى القمة العربية الإسلامية المشتركة، على أنه لا بديل عن سلام حقيقي بمنطقة الشرق الأوسط إلا بضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني لإقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس، مشددا على أن المغرب لا زال على العهد باعتبار القضية الفلسطينية قضية وطنية، وأن الدفاع عنها نابع من قناعة المغاربة بالقضية الفلسطينية مع احترام تام للقرار الفلسطيني كما أكدته القمة العربية بالرباط سنة 1974 القاضي بأن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الوحيد والشرعي للشعب الفلسطيني، مشيدا بالمظاهرات العالمية التي تقف في صف فلسطين وتدعو إلى وقف سفك الدماء وإطلاق النار، موجها تحية تقدير للمرأة الفلسطينية الولادة، وموجها نداء للقوى الوطنية المغربية للرفع من مستوى التضامن الشعبي الفعلي حتى يتمكن الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف وفي مقدمتها الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس.

وكشف ولعلو الذي تحدث نيابة عن رئيس الجمعية محمد بن جلون الأندلسي، عن تنظيم حملة وطنية لجمع التبرعات المادية وكل المستلزمات لفائدة وكالة بيت مال القدس لمساعدة أسر الشهداء والأسرى في القدس بصفة خاصة، داعيا المواطنين والمواطنات للانخراط والمساهمة الفعلية في إنجاح هذه العملية لجمع المساعدات الإنسانية، حيث سيتم العمل على تنظيمها في إطار الشفافية والمصداقية، مثمنة الدور السياسي والديبلوماسي الذي يقوم به صاحب الجلالة من مبادرات في لجنة القدس ووكالة بيت مال القدس لحماية القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية وتعزيز صمود المقدسيين الواقفين في وجه الاحتلال والصهيونية.

وقبل عرض شريط مصور يوثق ما يتعرض له قطاع غزة من دمار وقصف وتدمير وقتل وتشريد لساكنة القطاع وينقل مشاهد تدمي القلب لما تصوره من معاناة، تلا مدير مركز الأمم المتحدة للإعلام “فتحي الدبابي”، رسالة الأمين العام “أنطونيو غوتيريش”، قال فيها أن هذا يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني يأتي تزامنا مع ما يعيشه الفلسطينيون واحدا من أحلك فصول تاريخهم، معربا عن فزعه وحزنه للموت والدمار الذي تشهدهما المنطقة التي تئن من فرط الألم والويل، وأن الفلسطينيين في غزة يعانون من كارثة إنسانية فقد هجر زهاء 1.7 مليون شخص على الأقل من ديارهم غير أنه ما من مكان آمن يمكنهم اتخاذه كملاذ وفي نفس الوقت هنالك خطر تصاعد الوضع في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، إلى حد الخروج عن السيطرة مقدما تعازيه لآلاف الأسر التي فقدت أحباءها وهذا ما عاشته أسرة الأمم المتحدة وأفرادها الذين قتلوا في غزة فيما يمثل أكبر خسارة في الأرواح في المنظمة على امتداد تاريخها.

وأضافت رسالة غوتيريش :” لقد كنت واضحا أن هجمات 7 من أكتوبر لا يجب أن تكون مبررا لتعذيب الشعب الفلسطيني أو عقابا جماعيا وفي مختلف أنحاء المنطقة تعد وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين في الشرق الأدنى “الأنروا” بمثابة شريان حياة لا غنى عنه فهي تقدم الدعم الحيوي لملايين اللاجئين الفلسطينيين، والآن وأكثر من أي وقت مضى على المجتمع الدولي أن يقف بجانب “الأنروا” كمصدر لدعم الشعب الفلسطيني، وأولا وقبل كل شيء فإن هذا اليوم هو يوم إعادة تأكيد التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني وحقه في العيش في سلامة وكرامة، ويجب أن يبدأ ذلك بوقف إنساني لإطلاق النار ويمتد لأجل طويل والسماح بوصول المعونة المنقذة للحياة دون قيود وإطلاق سراح جميع الرهائن وحماية المدنيين ووقف انتهاكات القانون الدولي الإنساني، ويجب أن نكون متحدين في المطالبة بإنهاء الإحتلال ووقف الحصار المفروض على قطاع غزة، لقد آن الأوان لاتخاذ خطوات حازمة لا رجعة فيها وتحقيق الحل القائم على وجود دولتين على أساس قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي، ولن تتوانى الأمم المتحدة في التزامها اتجاه الشعب الفلسطيني، ونقف اليوم مع الشعب الفلسطيني لإعمال حقوقه الغير قابلة للتصرف”.

من جانبه شدد الكاتب الأول لحزب الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إدريس لشكر، على أن الشعب المغربي بكل مكوناته يعتبر القضية الفلسطينية قضية وطنية، مذكرا بمواقف التضامن للمملكة شعبا وملكا مع الشعب الفلسطيني داعيا إلى الاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس ومنددا بما تعيشه فلسطين عامة وقطاع غزة خاصة من تقتيل وتهجير وتدمير معتبرا أن ما تعيشه غزة هو نسخة ثانية من النكبة من حيث حجم ضحاياها وخرابها، مؤكدا على أن حقوق الشعب الفلسطيني في الاستقلال والحرية وقيام دولته الوطنية طبقا للأوصاف والمقررات الدولية هي حقوق لا يمكن أن يطالها الصدأ أو التقادم وأن الحل يكمن في الاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس، داعيا الضمير الإنساني إلى الاستيقاظ، إذ أن مقدمات ما حدث لا تعود فقط لما وقع في 7 من أكتوبر.

كما شدد القيادي الإتحادي على ضرورة عقد مؤتمر دولي تحت إشراف الأمم المتحدة، ينجز مهامه أساسا في إقامة الدولة الفلسطينية في خلال سقف زمني متفق عليه لايتجاوز السنة، مجددا التأكيد على أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وأن الأولوية الآن هي العمل على هدنة دائمة والكف عن سفك دماء المدنيين.

وشارك في اليوم التضامني، الأمين العام لحزب التقدم والإشتراكية نبيل بن عبد الله والأمين العام لحزب الاستقلال نزار بركة، اللذين شددا بدورهما على ضرورة هدنة دائمة وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة عاصمتها القدس، منددين بما تمارسه قوات الإحتلال من اعتداءات وخرق لحقوق الإنسان، ومشددين على أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني الذي يناضل ويعاني من أجل نيل حقوقه المشروعة.

في نفس السياق وجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رسالة إلى رئيس اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، السيد شيخ نيانغ، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، دعا فيها للخروج من حالة الانقسام والتحدث بصوت واحد، من أجل اتخاذ قرار حاسم ملزم بفرض الوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار، واحترام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ذكر من خلالها بالقمة العربية التي حددت أربع أولويات ملحة لوقف قتل النفس البشرية، التي كرمها الله، وشدد عليها مرة أخرى، مجددا التأكيد على موقف المغرب الراسخ بخصوص عدالة القضية الفلسطينية، ودعم المغرب للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية.

ويحتفي العالم اليوم الموافق ل29 نوفمبر باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وذلك بالتزامن مع اليوم الأخير لتمديد الهدنة في قطاع غزة من أجل حقن الدماء، وهذا اليوم يعد فرصة للفت انتباه المجتمع الدولي وتثقيف الجمهور على حقيقة أن القضية الفلسطينية لا تزال عالقة، ولم تحل على الرغم من مرور عشرات السنين، وصدور العديد من القرارات الدولية ذات الصلة، وأن الشعب الفلسطيني لم يحصل بعد على حقوقه.

وقد خلفت الحرب على مدار 50 يوما من القصف على غزة أكثر من 13 ألف شهيد، بينهم حوالي 6 آلاف طفل، و4 آلاف امرأة، وتجاوز عدد شهداء الكوادر الطبية ال 200، كما استشهد حوالي 22 من طواقم الدفاع المدنى، 60 صحفيا، وبلغ عدد المفقودين أكثر من 6,500 مفقود وعدد الإصابات إلى أكثرمن 31 ألف إصابة معظمها نساء وأطفال.

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الجمعة 9 مايو 2025 - 20:38

الاتحاد الإفريقي: الدعوة إلى تعزيز قدرات المؤسسات الوطنية الإفريقية لحقوق الإنسان

الجمعة 9 مايو 2025 - 20:31

أمير المؤمنين يهنئ البابا ليو الرابع عشر بمناسبة انتخابه لاعتلاء الكرسي البابوي

الجمعة 9 مايو 2025 - 19:15

فرنسيان من أصول مغربية يرتكبان حادثة سير مروعة بمراكش ويلوذان بالفرار

الجمعة 9 مايو 2025 - 19:15

تصريحات نائبة أخنوش المكلفة بالثقافة بجماعة أكادير تخلف موجة من التعليقات الساخرة والإنتقادات اللاذعة من قبل نشطاء المواقع الإجتماعية

error: