تواصل السلطات بمدينتي سبتة ومليلية المحتلتين ضغوطاتها على الحكومة الإسبانية بالعاصمة مدريد، وذلك من أجل الوصول إلى اتفاق يقضي بترحيل الأطفال القاصرين المغاربة غير المصحوبين إلى بلدهم الأصلي أو نقلهم إلى مراكز إيواء جديدة، بهدف تخفيف ضغط الاكتظاظ على المدينتين.
وطالبت”أديلا نييتو”، وزيرة الصحة والخدمات الاجتماعية بالحكومة المحلية لسبتة، في تصريحات لوكالة الأنباء “أوروبا بريس”، من السلطة التنفيذية بالعاصمة مدريد، تزويد الثغر بالمزيد من الموارد الاقتصادية بغية إيواء الأطفال القاصرين وتقديم العناية لهم، موضحة أن المركز الإيوائي “لا إسبيرانثا” لم يعد قادرا على استيعاب المزيد من الأطفال المغاربة، وهو ما يستلزم ترحيلهم إلى المغرب أو توزيعهم بالتساوي على مختلف المحافظات الإسبانية.
ورجحت أديلا، السبب وراء تصريحاتها في امتلاء مركز سبتة لإيواء الأطفال عن آخره، حيث لم يعد يحتمل استيعاب المزيد من الأطفال، مشيرة إلى أن عملية إيواء أزيد من 400 طفل مغربي تكلف سلطات الثغر من الناحية الاقتصادية؛ وهو الموقف نفسه الذي عبر عنه “دانييل بينتورا”، مستشار الرعاية الاجتماعية بمليلية السليبة.
وشدد المسؤول على الضرورة محافظ الدولة على الدعم الذي تخصصه للحكومة المحلية بمدينة مليلية، كمساهمة في التكاليف التي تستلزمها عملية رعاية القاصرين المغاربة. مشيرا إلى أن قيمة الدعم الذي تلقته سلطات مليلية منذ عام 2006 بلغ 2.3 مليون يورو، وهي “ميزانية بالكاد تصل إلى ثلث الأموال التي تخصصها المدينة للاهتمام بهذه الفئة”، على حد تعبيره.
وفي صلة بالموضوع، كشفت إحصائيات سابقة لمفوضية الهجرة خلال 31 أكتوبر من العام الماضي، أن غالبية المهاجرين غير شرعيين، الذين وصلوا إلى السواحل الإسبانية، على متن قوارب سواء المخصصة لنقل المخدرات أو الصيد، يحملون الجنسية المغربية، ضمنهم نسبة كبيرة من القاصرين، والبالغ عددهم حوالي 70 في المائة، من 11.000 من الأطفال الأجانب غير مصحوبين بذويهم بالجارة الشمالية، والذين لم تعد إسبانيا قادرة على استيعابهم.
وجدير بالذكر، أن السلطات المغربية ولأول مرة في أوائل شهر أكتوبرمن العام 2018، أبدت استعدادها لاستقبال الأطفال المغاربة القاصرين غير المصحوبين بأسرهم، والذين وصلوا إلى إسبانيا بطريقة غير شرعية، فيما لم يتم التوصل وإلى حدود الساعة لأي اتفاق رسمي بين الجانب المغربي ونظيره الإسباني، يضمن عودة الأطفال القاصرين، الذين أصبحت مراكز الإيواء بالجارة الشمالية عاجزة على استيعابهم بسبب الاكتظاظ، وكذلك التزايد المستمر لهذه الفئة من المهاجرين غير نظاميين.
تعليقات
0