بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، الذي يصادف 8 مارس من كل سنة، تقدم الحبيب المالكي رئيس مجلس النواب، بأصدق التهاني وأطيب المتمنيات إِلى نساء المغرب، ومن خلالهن إِلى نساء العالم قاطبة سعيدا بما تحقق لهن، بفضل نضالاتهن ووعيهن وذكائهن وصمودهن، وكذا بفضل جهود حلفائهن من قادة الفكر والفكر الحقوقي والاجتماعي وأَخيار العالم من المناضلين المستنيرين المنتصرين لقيم التحديث والدمقرطة والعقلانية والتحرر.
وقال المالكي إن إقرار يوم عالمي للمرأة يهدف إلى التفكير المتجدد والمتواصل في شروط وظروف وسياقات وأوضاع النساء في العالم وسبل تحقيق وضع اعتباري أفضل لهن، وصون كرامتهن، واستمرار النضال ضد مختلف أنواع التمييز والاختلالات والممارسات التي تَمسُّ بوجودهن الخلاَّق وكرامتهن وشعورهن وأفقهن الإنساني الرحب.
و أضاف، أن إقرار يوم عالمي للمرأة لم يأت مصادفة ولا مجاملة، وإِنما كان تتويجا لنضال نسائي طويل، و بفضل جملة من التحولات الحضارية والفكرية والمعرفية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية التي حققتها الإنسانية، خصوصا منذ بدايات القرن العشرين حين ارتفعت أصوات نسائية شجاعة صدحت بالمطالب والمقترحات المشروعة وبالحق، وذلك قبل أن يلتحق بهذه المعركة عدد من المنصفين، وقبل أَن تتسع الفكرة ويكبر المشروع ويتجسد في حركات مجتمعية وديناميات نضالية قوية، وفي أَنواع من الاجتهاد المتقدم المستنير على مستوى النقد الثقافي والدراسات ما بعد الكولونيالية والفكر النسوي الناضج علميا ونقديا.
وأبرز المالكي في كلمته، أنه بالرغم من أن عددا من النساء المغربيات برزن وتميزن في تاريخ المغرب القديم والوسيط بقيت أسماؤهن وصفاتهن وعطاءاتهن حاضرة في الذاكرة الجماعية المغربية، فإن تاريخ المغرب الحديث، وبالخصوص في ظل معركة بلادنا وشعبنا من أجل الاستقلال الوطني، يحتفظ بصفحات مضيئة من الحضور النسائي، ويصون لبطل التحرير المغفور له محمد الخامس ريادته في تعليم كريماته ودفعهن إلى مقدمة المشهد العمومي في إشارة نموذجية متعددة الدلالات.
و أضاف “من موقع المسؤولية الوطنية التي أَتشرف بتحملها على رأس مؤسسة تشريعية، ييهمني أن أؤكد بأن مغرب الحداثة والدمقرطة، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أعطى ويعطي إشارات قوية على انخراط حقيقي جدي وموضوعي في المعركة الأَخلاقية والإِنسانية والحضارية من أجل إِنصاف النساء المغربيات، وتحقيق مبدأ المناصَفَة بين الجنسَيْن، والمُضِيّ قدما في تجويد ترسانته التشريعية على مستوى إِيلاء الاعتبار للمرأة وصون هَيْبَتها وتحسين مكانتها في المجتمع والدولة معاً، والعمل الجدي الصادق على أن تكون تطلعات النساء جديرةً بالاستجابة لا بالوعود، بالفعل المؤسسي الملموس لا بالتعبير عن المتمنيات، وكذا بالتفكير – من داخل فكر المناصفة والإِنصاف في مجموع سياساتنا وخططنا وبرامجنا وخطاباتنا”.
وأكد رئيس مجلس النواب، على أن المعركة من أجل إِنصاف نساء المغرب مازالت متواصلة لأنها معركة فكر وممارسة ثقافية واجتماعية وتشريعية متواصلة، مشيرا إلى أن الأفق مازال مفتوحا حيث ينتظرنا الكثير. موضحا أن المغرب حقق وثبات نوعية في هذا الاتجاه، إذ إن عدد النساء المنتخَبات في مجلس النواب يبلغ 81 نائبة من مجموع 395 بنسبة 20.5% فيما تم انتخاب أربع نائبات ضمن مكتب المجلس، ورئيستي لجنتَيْن دائمتين، بالإضافة إلى رئيسة مجموعة نيابية. وتبلغ نسبة النساء المُنْتَخَبات برسم اللائحة الوطنية للنساء والشباب نسبة 78% مما يدل على أهمية التمييز الإيجابي الذي ينبغي استثماره من أجل بلوغ أهداف المناصفة ولم تتجاوز نسبة المنتخَبَات برسم الدوائر المحلية 3.28% من مجموع المترشحات اللائي شَكَّلت نسبتهن 30.66% من عدد المترشحين بل وصلت نسبة هؤلاء المترشحات آنذات مِمَّن وصلن إلى مستوى التعليم العالي أو أكملن دراستَهن فيه 94.44%.
ودعا المالكي إلى مواصلة العمل في هذا الاتجاه، بالرغم من الحرص على إقراره وتضمينه من مقتضيات مؤسسية داخل النظام الداخلي لمجلس النواب كالتزام ملموس لا محيد عنه، مضيفا أن إحداث المجموعة الموضوعاتية حول المساواة والمناصفة التي شكلت لتنكب على هذا الأمر في كافة جوانبه وتفاصيله، والنسب التي شكلها حضور النائبات في مجموع اللجن فإن الأفق لايزال مفتوحا على الأداء والعطاء والحضور والمواظبة.
و ختم المالكي كلمته بالقول “إنه ليوم كوني للنساء، ويوم تعبير عما نملكه من إرادة وأمل في أن نخدُم القضية النسائية على المستوى الوطني بصدقٍ ونزاهة وأمانة والتزام”.
تعليقات
0